توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مونديال لم يستغله العرب

  مصر اليوم -

مونديال لم يستغله العرب

بقلم - أسعد تلحمي

لم يكن إقحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنفه في المونديال بتوجهه إلى الشعب الإيراني بالوقوف في وجه «الخومينية» مثلما وقف لاعبو المنتخب الإيراني أمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، جديداً على ظاهرة إقحام السياسة بالرياضة واستغلال أهم المنصات العالمية في أكبر مسابقة دولية بكرة القدم يتابعها مليارات البشر، للترويج لأجندات ومصالح سياسية.

هناك دول وحكام يستغلون هذه الفرصة لتلميع صورهم، وعليه نشاهد تنافس الدول على استضافة المونديال مع معرفتها بوجوب صرف بليونات الدولارات، وتوفير أقصى الحماية الأمنية لمئات آلاف الوافدين، لكنها تفعل ذلك ليس من أجل الربح المادي إنما أساساً من أجل إظهار صورة إيجابية عنها أمام العالم كله المحتشد حول الشاشة الصغيرة.

شكّل المونديال -وما زال- مناسبة لشعوب الدول المشاركة لإبراز هويتها القومية واعتزازها بثقافاتها. وفي عصر العولمة الذي تحول فيه الكون إلى قرية صغيرة أصبح النجاح في المونديال احتفالاً قومياً ووطنياً، احتفالاً بعظَمة المنتخب والدولة التي يمثلها.

يؤثر المونديال في حياة شعوب كثيرة وفي سياسات الدول، ولعل بلجيكا، الدولة ثنائية القومية، تمثل النموذج الأبرز، فمنتخب الدولة ذات الشعبين والثقافتين المختلفتين اللذين لا تربط بينهما سوى مصالح تجارية مشتركة، بات الدبق الذي من شأنه تخفيف حدة التوتر، إذ يضم في صفوفه ممثلين عن الشعبين طرحوا الخلافات السياسية جانباً متعاونين معاً من أجل التحليق بالمنتخب. ومن شأن نجاح المنتخب أن يخفف من حدة الصراع عشية الانتخابات العامة الخريف المقبل.

في حينه، تسببت مباراة كرة قدم بحرب بين هندوراس وسلفادور، لكن من جهة أخرى نجح نجم ساحل العاج ديديه دروغبا في مونديال 2006، وبعد أن أبلى منتخبه بلاء حسناً في وقف الحرب الأهلية في بلاده أثناء المونديال ليشارك لاحقاً مع زملائه في المنتخب في الحملة الناجحة التي أوقفت الحرب تماماً.

تؤكد الأبحاث المختلفة أن نجاح المنتخبات يحقق السعادة لسكان بلادها، والعكس صحيح تماماً، هذا فضلاً عن تحقيق نجاحات متتالية على أصعدة مختلفة: اقتصادية وسياحية واجتماعية وثقافية، وفوقها جميعاً الاعتزاز القومي.

أصبح المونديال، أكثر من ذي قبل، وبفعل العولمة، منصة للمنتخبات المشاركة لتعلن عن هويتها وثقافتها ورموزها. ويتحول أبطال المونديال إلى أبطال قوميين يحققون الفخر لثقافة بلادهم. على مدار أسبوعين أو ثلاثة وحتى أربعة، تلعب المنتخبات الناجحة لتشريف ألوان بلادها بفخر وعزيمة وتعاون.

أما العرب، فخرجوا من مولد المونديال بلا حمص، حتى «الطَّعمية» المصرية كانت مرّة الطعم، على قدر التوقعات الكبيرة من منتخب الفراعنة والنجم محمد صلاح. أيضاً في كرة القدم حصد العرب الفشل فغادروا جميعهم المونديال منذ بداياته.

أخفقت المنتخبات العربية، باستثناء المغرب ربما، في بث روح القتال والإصرار على النصر. خيبت آمال مئات ملايين العرب الذين يتوقون لطعم فوز يسرّ القلوب في هذا العصر الدموي المقيت، بل شكلت مباريات بعضهم فضيحة كروية على مستوى عالمي وأمام مئات الملايين.

في المقابل، هناك دول أضعف بكثير، من حيث الثروة المحلية والبشرية الكميّة، تألقت منتخباتها بفضل الاستثمار والرعاية النوعية.

استفادت منتخبات كثيرة من ارتدادات العولمة، واستغلت المنبر لتعرّف على دولها بأبهى الصور. أما العرب فتلهَّوْا في تبادل القذع والشتم. هذه الدولة تمنت الفشل لتلك الدولة «الشقيقة» وأخرى تمنت لشقيقتها الهزيمة المجلجلة، وبدل هز شباك الفرق الخصم اهتزت شبكات التواصل الاجتماعي بأقذع الشتائم العربية.

ولعل ما يدور الآن في شوارع العواصم العربية من أعمال شغب وفوضى بين مؤيدي منتخبات أجنبية، لهو الدليل على بؤس الحال الذي بلغته أمّة الـ400 مليون.

صحيح أن النجاح في المونديال قد يكون موقتاً وقد يصرف الأنظار عن المشاكل اليومية التي تعيشها الشعوب، لكنه منع ذلك يبقى ضرورياً ولو من أجل تذوق طعم الفوز وحلاوة الاعتزاز القومي، ولو إلى حين، ويعوض عن هزائم في ميادين أخرى، لكن حتى ذلك لا يتحقق. ولا تبدو هناك بشائر خير طالما بقي التعاطي مع الرياضة بعيداً من المهنية وخاضعاً لأهواء هواة تسلموا المسؤوليات في اتحادات الكرة.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مونديال لم يستغله العرب مونديال لم يستغله العرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon