توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سباحة فى الفضاء الخارجى

  مصر اليوم -

سباحة فى الفضاء الخارجى

بقلم - عبد المنعم سعيد

كانت «كوكب الشرق» أم كلثوم هى أول الصلات مع عالم الكواكب والنجوم بالنسبة للجيل المصرى بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن سرعان ما أصبح الموضوع أكثر خطورة بعد نمو الوعى فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى عندما بدأت محاولات إطلاق الصواريخ السوفيتية والأمريكية إلى خارج مدار الكرة الأرضية. لم تعد السماء ثرايا ومصابيح وبرقا وشهبا، وطبقات تتعدد بشأنها الروايات والقصص فى سير مقدسة وإنما مدارات، تختفى فيها الجاذبية ويدخل فيها الإنسان فى مرحلة انعدام الوزن. وفى ١٢ إبريل ١٩٦١ دخل يورى إليكسفيتش ججارين، الطيار السوفيتى، إلى التاريخ كأول إنسان يخرج من المدار الأرضى على السفينة «فستوك» ويدور دورة كاملة حول الكوكب، ودخلت الإنسانية كلها عصرا جديدا. دخل الأمريكيون متأخرين قليلا إلى هذا العصر، لكنهم دخلوا بمشروع كبير للوصول إلى القمر قبل نهاية العقد أعلنه الرئيس جون كنيدى الذى جرى اغتياله فيما بعد، ولكن مشروعه بقى وتم إنجازه فى عام ١٩٦٩ عندما نزل نيل أرمسترونج على سطح القمر قائلا إنها خطوة صغيرة لإنسان لكنها قفزة هائلة للإنسانية، أو شىء من هذا القبيل! كان من طبيعة الأشياء أن يصبح الفضاء ساحة جديدة للسباق بين القوى العظمى تسليحا ونفوذا، ومجالا للحرب الباردة، وربما كان عجز السوفييت عن الوصول إلى القمر قبل الأمريكيين أولى الإشارات على أن توازن القوى التكنولوجى بين واشنطن وموسكو بات مختلا. ولكن المسألة كما سوف يبدو بعد ذلك أكبر كثيرا من صرعات القوة بين الدول، فسرعان ما بدا أن المدار القريب للكرة الأرضية هو الذى بمقدوره تغيير حياة البشر وقلبها رأسا على عقب. جاء عصر «الأقمار الصناعية» وما تبعها من ثورات فى مجالات الاتصالات والإعلام، والتجسس أيضا بالمناسبة، لكى يجعل حياة الإنسان تدخل عصرا كاملا جديدا أخذ ينمو حتى وصل إلى ما نشاهده الآن. المدار البعيد، أو الاستكشاف للفضاء السحيق، أصبح قصة أخرى بعضها يبدو بعيدا فى مجرات أخرى، وبعضها نعرفه نظريا مثل الثقوب السوداء، ولكن بعضها الآخر يبدو قريبا وهو فى داخل المجموعة الشمسية أو المجرة التى نعيش فيها بعد أن سلم الإنسان أنه مجرد ذرة فى كون ليس له نهاية.

وعندما نشر منذ أيام أن المركبة الفضائية «إنسايت» نزلت بنجاح على سطح المريخ بعد رحلة استمرت ستة شهور بهدف استجلاء «الكوكب الأحمر» وقشرته والزلازل التى تحدث فيه، باتت قصة الإنسان مع الفضاء وقد قطعت طريقا طويلا. المركبة تمثل قفزة تكنولوجية ضخمة على تلك التى سبقتها منذ ست سنوات وكان اسمها «كيوريوستي» أى الفضول باللغة الإنجليزية. كانت وكالة «ناسا» الأمريكية ساعتها تجرب حظها فيما لم يصل له إنسان أو آلة من قبل، ومع الرحلة الثانية فإن الأمر يبدو معتادا وساعدت الفنون (السينما خاصة) فى خلق مناخ من الصداقة مع الكوكب «الشقيق». فبعد أن كان المريخ يصور كما لو أنه عامر بوحوش مرعبة، وبراكين حارقة، أمكن لإنسان واحد، وبالعلم الذى نعرفه فى هذه المرحلة من تطوره، أن يعيش على الكوكب، ويزرع «البطاطس»، وتمكن «المريخى» من العودة إلى كوكب الأرض فى النهاية. العجيب أنه فى الوقت الذى بات فيه ممكنا الهبوط على سطح المريخ، أن الزيارة الأولى للقمر بدأت تذهب فى زوايا النسيان، وبعد أن كان الاعتقاد الذائع أيامها أن قمرنا سوف يكون المحطة التى يبحر منها البشر إلى ما وراء الكرة الأرضية، فإن ما جرى كان أن ١٦ دولة من دول العالم المتقدمة أقامت محطة مأهولة دائمة فى الفضاء يسكنها من يستعدون ويجربون من أجل السفر بعيدا. دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت أنها سوف تقيم محطة فضاء مسكونة بالبشر على سطح المريخ مع مطلع القرن القادم، أصبحت الأحلام والحقائق ممكنة.

«غزو الفضاء» كانت له نتائج اجتماعية وسياسية فوق تلك التكنولوجية والاقتصادية المعروفة، وفى فيلم سينمائى «الأرقام الخفية» الذى يعكس وقائع حقيقية فى وكالة «ناسا» للفضاء كان اكتشاف الكون عن طريق فريق عمل من البيض والسود، والرجال والنساء، سببا رئيسيا لدفع المساواة بينهم، وهو الأمر الذى سوف تتعجب أنه لم يكن حادثا فى الولايات المتحدة الأمريكية حتى الستينيات من القرن الماضى. ولكن ما فرقه البشر، قربته النجوم، وفى السبعين عاما التى عشتها كانت النقلة هائلة وسريعة ومتراكمة ومدهشة ومثيرة بين الأرض فى ناحية والفضاء والأقمار والكواكب والنجوم والثقوب السوداء فى ناحية أخرى!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سباحة فى الفضاء الخارجى سباحة فى الفضاء الخارجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon