توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الأهلى والزمالك وأمور أخرى!

  مصر اليوم -

عن الأهلى والزمالك وأمور أخرى

بقلم : عبد المنعم سعيد

إلى الزملاء من النقاد والمحللين الرياضيين: هذا مقال فى السياسة وليس فى الرياضة أو فى لعبة كرة القدم، وليس محاولة للدخول من الباب الخلفى إلى استديوهات التحليل الكروية المزدهرة هذه الأيام، والتى قطعت «عيش» استديوهات التحليل السياسية التى كانت تهز البلاد حتى مطلع الفجر. ومع ذلك فإن سلسلة من الأحداث بدأت بانتخابات الأندية الرياضية وانتهت بمباراة «القمة» بين الأهلى والزمالك وما بينهما من أحداث جعلت الساحة الإعلامية حُبلى بأمور سياسية لا يصعب تجاهلها. وفى الحقيقة، يبدو أن لمصر وجهين: الأهلى والزمالك، ليس بالمعنى الرياضى المُعبَّر عنه بـ«الشياطين الحمر» و«مدرسة الفن والهندسة»، وإنما وجه الأهلى يمثل التحديث والمعاصرة وخصوبة التربة الليبرالية والديمقراطية وتداول السلطة، ومن هذا وذاك الكفاءة والتخطيط طويل المدى والروح الوطنية التى لها اسم آخر يخص «الفانلة الحمرا». هى خلطة يمكن أن نسميها نسمات للتقدم لا تغفل أصول «التقاليد»، ولكنها لا تتجاهل أنه ليس للتقاليد والأصول و«الثوابت» معنى ما لم تَقُد إلى التغيير والبناء واتساع الآفاق والتسامح، وقبل كل هذا وذاك الفوز. هنا توجد عملية فيها الكثير من التدبير اللازم للتخطيط والاستعداد، وهنا الكثير من العرق والجهد الذى يُبذل فى التدريب، والمهم فى كل الأحوال أن يعرف كل مشارك مكانه ووظيفته وعمله، لا خلط ولا اختلاط، ولا لخبطة لا تعرف لها أولاً أو آخر. الانتخابات تأتى وتذهب فى موعدها، وفى كل مرة يمدح الجميع الجميع، ويهنئ الخاسر الناجح، ويشيد الناجح بالخاسر، فالأمر فى الأول والآخر يعنى أن الكل قاموا بما كان يجب عليهم القيام به: الواجب!.

مصر لها وجه آخر، الزمالك، ورغم رصده فى المركز الثانى من حيث الشعبية، فإن الأرجح فى السياسة أنه المُفضَّل من قِبَل أعداد أكثر من مشجعيه، لأن فيه الكثير من التلقائية المعبرة عن الشعب عندما يكون منطلقا. الانتخابات فيه لابد أن تختلط بالقضايا والمنازعات والكثير من الكلمات غير اللائقة أو التى لا يرحب بها الذوق العام، حتى لو أباحها باعتبارها من طبيعة الأشياء الأصلية. السمة العامة هى معكوس النادى الأهلى الذى يتدبر كثيرا، ويفضل الحساب دائما فى آخر الموسم، فإن الزمالك، صاحب الدماء الحامية والعواطف الملتهبة، لا يعبأ بالانتظار، فيغير 19 مدربا فى ثلاث سنوات. معادلة الاستقرار والتغيير تتجه نحو التغيير طوال الوقت، حتى بات التغيير مستقرا إلى درجة يظنها البعض فوضى، ولكنها ليست كذلك، فهى سمت عام وتقاليد خاصة توجد بين تيار واسع داخل الشعب المصرى. كثيرا ما أسمع نقد الإصلاح الاقتصادى المصرى، فإذا ما طرحت أن متاعبه عانتها كل الدول التى مرت بمثل هذا النوع من الإصلاحات كان هز الرأس الاستنكارى هو الإجابة، فهناك اعتقاد أن الحالة المصرية فى أصلها زملكاوية، وأن المشابهة مع العالم لا مجال لها، وهى المسألة الأصل فى الحالة الأهلاوية.

هكذا، فإن حالة «المحروسة» هى محصلة المنافسة بين حالتين: الأهلى والزمالك، لكل منهما مشجعوه والمتحمسون له، ورغم أن الأهلى فاز على الزمالك طوال السنوات العشر الماضية، فإنه ليس من المؤكد أن ذلك هو الحال فى الحالة المصرية فى عمومها، إلا أن هناك ما يبشر بأننا على الطريق الأهلاوى، فهناك أمور لم نعتد الفوز بها أو التفوق فيها حدثت بالفعل، وفوز لاعب مصرى- محمد صلاح- بالكرة الذهبية، بعد 35 سنة من فوز محمود الخطيب بها، فيه بشرى، ولكنها لم تكن كذلك فقط، ولكن معها بشارة أخرى بفوز الفريق القومى بلقب «أفضل الفرق الأفريقية»، وجاء السيد كوبر كأحسن مدرب. هذه النتائج تقف فى مفارقة كبيرة مع ذلك الجدل (فى الفلسفة ديالكتيك) الجارى فى النفس المصرية بين الأهلى والزمالك، فطوال العامين الماضيين، وبالتحديد منذ دخلنا نهائى كأس الأمم الأفريقية كان هناك مَن يحذر بأن نجوم اليوم أقل شأنا بكثير من نجوم الأمس، ويحرض على الطرق «الدفاعية» التى يستخدمها المدرب، وفى أعقاب موقعة أفريقيا طالبت جماعة بتغيير المدرب حتى نأتى بآخر يليق بالتعامل مع كأس العالم. الحكم علينا دوليا كان مختلفا، ومع نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 بات واضحا أن الوجه الأهلاوى لمصر كانت له اليد الأعلى، حتى ولو كانت الروح الزملكاوية لاتزال زاعقة سواء كان ذلك فى الرياضة أو الاقتصاد. تُرى مَن يفوز- الأهلى أم الزمالك- فى معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة؟!.


نقلا عن المصري اليوم

 

GMT 00:43 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اقتراب آخر من المسألة الفلسطينية

GMT 02:39 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

عندما يريد الجمهور نهاية أخرى!

GMT 00:21 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قراءة مبكرة للانتخابات الأميركية

GMT 00:32 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

العقد العربي المفقود!

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مستقبل دراسات المستقبل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الأهلى والزمالك وأمور أخرى عن الأهلى والزمالك وأمور أخرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon