توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة إلى مسقط

  مصر اليوم -

زيارة إلى مسقط

بقلم - عبد المنعم سعيد

مضت فترة طويلة، ربما عقدان من السنوات، وبالتأكيد كانت آخر التسعينيات من القرن الذى مضى، حينما ذهبنا جماعة من الباحثين والخبراء إلى مسقط بحثاً عن السلام فى الشرق الأوسط. كان العالم وقتها قد تغير تغيراً كبيراً، وكانت العولمة مبشرة بأن الإنسانية سوف تمر بمرحلة من الوئام لم تشهدها من قبل. لم يبقَ فى الدنيا من حروب إلا فى الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية على وجه التحديد التى تبدو معلقة تراوغ السلام، وفيها من التعقيد ما يجعل الحرب دوماً قريبة، مع ذلك كان الكل متفائلاً بأن شيئاً ما سوف يفك طلاسم المستحيل. آنذاك كانت مسقط مدينة صغيرة وأنيقة، وتنم كثيراً عن سلام أهلها، وتواضعهم الجميل، تركوا لنا المجال لكى نتحدث ونبحث، وباختصار كانت عمان ملتقى وليس مكان وصاية، وكان أهلها مراقبين، صوتهم خافت فى العموم، وحينما يعلو تجد فيه الكثير من الثقة بالنفس، ولمَن لا يحتاج الكثير من الجهد لكى يثبت وجوده، تذكرنا دوماً أن عمان دولة قديمة خاضت البحار وبنت إمبراطورية، وذهب ناسها شرقاً حتى باكستان، وغرباً إلى شرق أفريقيا، يعلنون وجوداً ورسالة.

هذه المرة لم تكن زيارة مسقط للبحث عن سلام، ولا أى مهمة أخرى تخص عموم الشرق الأوسط، كانت اجتماعاً لمجلس إدارة معهد دول الخليج العربية فى واشنطن، والذى قمت بتأسيسه مع آخرين فى نهاية عام 2014 لكى يكون جسراً فكرياً بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية. كانت الدراسات التحضيرية لإنشاء المعهد قد أسفرت عن أنه رغماً عن العلاقات المتعددة والكثيفة بين عرب الخليج والأمريكيين، حرباً وسلاماً، وسلاحاً ونفطاً، ونقداً وتجارة، فإن الاهتمام الأكاديمى والثقافى، فضلاً عن السياسى، كان محدوداً للغاية. كانت سيرة الخليج تقع على هامش دراسات المستشرقين، وفى إطار سلاسل حروب الخليج، والإرهاب، والأصوليات المختلفة، وبالطبع النفط. وإذا كان قد شاع عن العرب عامة أنهم ظاهرة صوتية، فإن أهلنا فى الخليج كانوا ظاهرة نفطية. ومن بين 25 مركزاً للبحوث والتفكير ذات الشأن فى واشنطن، لم نجد بينها قسماً أو برنامجاً عن دراسات الخليج، وإذا كان هناك اهتمام فإنه يظهر فى شكل باحث واحد عن إيران أو السعودية، وما بعدها ليس هناك إلا القليل الذى يظهر ويختفى.

إنشاء معهد واشنطن للدراسات الخاصة بدول الخليج العربية فى قلب العاصمة الأمريكية أعطى المعرفة عن دول مجلس التعاون الخليجى دفعة كبيرة، وخلق ساحة للمسؤولين الخليجيين للحديث مع الإعلام الأمريكى، وكذلك إجراء حوارات مفتوحة مع المسؤولين والخبراء، مع كل مَن يسمع أو يتكلم أو يقرأ ويكتب عن الخليج. وبات من التقاليد فى المعهد أن يجتمع مجلس إدارته مرتين فى العام، أولاهما فى الخريف ويجرى فى واشنطن، وثانيتهما فى واحدة من دول الخليج الست، وكانت البداية فى أبوظبى، ثم تبعتها الكويت، وهذا العام فى مسقط. المجلس مكون من أمريكيين خدموا فى الخليج وخبروه، ومعهم ممثلون لدول الخليج، ومصرى واحد بات بحكم التأسيس عضواً فى مجلس الإدارة. ورغم أن اجتماعات المجلس دائماً ما تكون من أجل بحث نشاط المعهد خلال الفترة السابقة، ومناقشة الميزانية والمشروعات المستقبلية، فإن مناقشة الموضوعات المهمة فى المنطقة، والتى جرت بين الانعقادين، دائماً تأتى فى المقدمة، ولا يمكن تجنب إلحاحها ما بين الجلسات وعلى موائد الطعام. وهذه المرة فإن الجلسات جرت بينما كانت القمة العربية منعقدة فى الدمام، ومعها حازت الأوضاع فى سوريا المقدمة، ونالت الحرب اليمنية نصيبها من الحديث، خاصة ونحن فى عمان، حيث الحرب قريبة، والحدود مشتركة، والآمال منعقدة على إسهام عمان فى حل الصراع.

أصبحت مسقط أكبر مما كانت عليه قبل عقدين، ولكنها ظلت على أناقتها، حيث لا توجد أبراج شاهقة، ولا سكايلاين، رغم أنها طلة العرب على بحر العرب، والبيوت ارتفاعاتها محدودة ومحترمة، لا تؤكد بذخاً ولا ترفاً، هو جمال متقشف، لا يحتاج إعلاناً لأنك سوف تكون متأكداً دوماً من وجوده. المطار الجديد يعكس أملاً عمانياً أن يكون واحد من المطارات العشرين الأولى فى العالم عام 2020. حديث العمانيين دائم عن السلام، وجغرافيتها السياسية تصبغ سياستها الخارجية بالكثير من الحكمة. فى الذاكرة كان موقف السلطنة من مصر إبان المقاطعة العربية حينما حافظوا على علاقتهم مع القاهرة، كان الموقف شاهداً على أنهم أيضاً كانوا على حق!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة إلى مسقط زيارة إلى مسقط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon