توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميجان وهارى

  مصر اليوم -

ميجان وهارى

بقلم - عبد المنعم سعيد

عندما تقرأ هذا العمود سوف يكون الموضوع كما لو كان حلما واندثر، وسوف ينضم إلى مجموعة من الأحلام الرومانسية القديمة، ولكنك سوف تندهش بشدة من قدرة الأسرة الملكية البريطانية على تجديد ذات الحلم كل بضع سنوات. جيلى وحده شهد الأمر من قبل مرتين على الأقل: الأولى عند زفاف الأمير تشارلز، ولى العهد، مع الأميرة ديانا، حيث كان فيه من الأحلام زهور وعطر وطقوس فيها عبق أزمان مزدهرة قديمة، حتى إن شبكة السى. إن. إن الإخبارية استعادت مرة أخرى موسيقى الفيلم «كاميلوت»، حينما كان «الملك آرثر»، صاحب «المائدة المستديرة»، يغنى للسماء سائلا إياها ألا تمطر، وأن تبقى الشمس ساطعة على حبيبته «جينفر» القادمة إليه للحب والزفاف.

ما جرى بعد ذلك لم يدفع أحدا لكى يتذكر أن «جنيفر» أحبت فارس المائدة «لانسلوت»، وأن «آرثر» حطم المائدة، وأخذ سيفه «إكسكالبر» ومضى يبحث عن «الكأس المقدسة»، والتى منها ارتشف المسيح قطرات ماء وهو فى طريق الآلام حاملا الصليب. هذه المرة، كما كان فى المرة السابقة لزواج الأمير «ويليام» مع الأميرة «كيت»، كانت ذكرى «آرثر» مختلطة مع الحدث فى الجزء الأول من قصة «كاميلوت» التى لمن لا يعرف هى جزء هام من «الهوية البريطانية». لم يرد أحد أن يفسد اللحظة الرومانسية، ولا نقاءها، ولا عبيرها، بما حدث لجنيفر عندما أحبت الفارس الآخر «لانسلوت»، ولا لديانا وتشارلز، كان هناك فصل جديد ناصع وساطع بمعانٍ نبيلة جاءت من جوف تجربة إنسانية صعبة ومعقدة لأولاد تشارلز وديانا: ويليام وهنرى الملقب بهارى.

ولكن العالم كله وقف على قدميه خلال أيام وأسابيع قليلة، لأن ما جرى بين تشارلز وديانا، وويليام وكيت، وهارى وميجان، كان تعبيرا عن رغبة عالمية كونية فى الحب والجمال، واللحظة الشبابية المفعمة بالعنفوان. لوهلة صغيرة، أو لغمضة عين، نسى مئات الملايين من البشر، وقيل مليار، أن هناك حروبا فى الشرق الأوسط، وأزمة نووية فى شبه الجزيرة الكورية، وبركان يقذف حمماً فى هاواى، وبات الكل يغمض عينه محاولا إمساك اللحظة لعلها تطول. الإعلام العالمى عرف كيف يستحلب الزمن، ويجعل من قصة زواج أمرا فريدا يكون فيه لكل جزئية من فستان الزفاف وحتى الشراب والطعام قصة وحكاية تستعيد ذلك الحلم الذى تتمنى فيه الفتيات أن يأتى فارس على جواد أبيض لكى يحملها إلى السعادة، فتكون أمنية كل فتى أن يكون ذلك الفارس.

ليس مهماً أن هارى عندما جاء يوم الزفاف كان يمتطى عربة «بورش» فذلك محض تفاصيل لا تخل من القصة الكبيرة. مرة أخرى تنجح الأسرة المالكة فى بريطانيا فى أن تمد فى عمرها، وتمد فى عمر الإمبراطورية البريطانية، حتى ولو كان نفوذها قد تقلص على أراضى «��لكومونويلث»، وبات رمزيا لا يزيد عن حاكم يمثل الملكة فى كندا وأستراليا، ومنظمة من دول عديدة تحاول الدولة البريطانية أن تجعلها بديلا عن الاتحاد الأوروبى. لم يعد التحدى «الجمهورى» كما كان، ولم يعد من الضرورى أن يصعد الشعب إلى السلطة، وإنما من الممكن أن تنزل السلطة إلى الشعب فى دغدغة جميلة لأحلام سعيدة يمسك بها الناس من حضر منهم لكى يشهد المشهد، ومن بقى يشاهد التفاصيل فى التليفزيون أو «يوتيوب» «الآى باد».

كل شباب الدنيا باتوا «هارى» للحظات قليلة، وكل فتيات الدنيا أصبحن «ميجان»، الجمال والشباب الدائم فى حزمة واحدة، أو هكذا كان الظن بعد أن بات الزفاف «عولمة» و«أمركة» فى الجوهر والتفاصيل، ومن أول نقوش طرحة الزفاف، وحتى جاءت القبلة التى انتظرها العالم طويلا، وعندما ذهبت انصرف إلى أمور أخرى، منتظرا حفيدا ملكيا يبعث الحلم مرة أخرى.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميجان وهارى ميجان وهارى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon