توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشروع القومى لأحمد زويل

  مصر اليوم -

المشروع القومى لأحمد زويل

بقلم : د. عبد المنعم سعيد

تكون الفرحة طاغية عندما يبدأ واحد من مشروعاتنا القومية فى إنتاج الثمار فساعتها يكون الإنجاز ساطعا، وتكون لبنة من لبنات بناء الوطن قد ظهرت ملامحها وباتت جزءا من مركب التقدم الذى نسعى إليه. ومن عجب أنه ليس شائعا أن «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا» هى واحدة من المشروعات القومية التى تبناها الرئيس السيسى وأخرجها من ظلمات النزاعات القضائية إلى دائرة التنفيذ والتحقق. وقبل أيام كانت المدينة تخرج أولى دفعاتها العلمية فى شعبتى الهندسة والعلوم بأقسامها العلمية فى الهندسة البيئية وتكنولوجيا النانو والطاقة المتجددة والفضاء والمعلومات والاتصالات والطب الحيوى وعلوم المواد وفيزياء الأرض والكون. بهذه الحزمة من العلوم تكون المدينة قد بدأت الإفصاح عن هويتها التى حدثنى عنها الراحل العظيم قبل عقدين فى مقابلات تليفزيونية وفى مقابلات مباشرة، وفى كل مجمع كان سؤالى الدائم هو: ما الذى يحدث فى العلوم هذه الأيام؟!. وكان آخرون لا يكفون عن سؤاله: ما الذى سوف يفعله من أجل تقدم العلم فى مصر؟ وكانت إجاباته دائما تدور حول آخر ما وصل إليه التفكير العلمى فى العالم، كما كان عن ضرورة بناء قاعدة علمية كبرى فى مصر لأن هذه القاعدة هى أساس تقدمها.

عرفت الدكتور أحمد زويل خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى وقبل حصوله على جائزة نوبل، وكان واسطة العلاقة الأستاذ لطفى الخولى، رحمه الله، وهو الذى جعل اللقاءات متكررة فدارت فيها فكرة الجامعة العلمية وأفكار أخرى. وكانت آخر اللقاءات عبر التليفون حينما كنت فى الولايات المتحدة واستمرت قرابة الساعتين تبادلنا تجارب التعامل مع المرض الخطير، وكان هو الذى أخبرنى بأن الرئيس السيسى قد جعل من الجامعة واحدا من المشروعات القومية، وكان لابد فى النهاية، كما هى العادة، أن أسأل ويجيب عن آخر تطورات العلم فى الدنيا المتقدمة التى يعرفها أكثر بكثير مما عرفت. حصلت على محاضرة مجانية خاصة حول موضوع أبواب التعليم والإدراك الجديدة التى بات العالم على وشك الدخول إليها وما يمكن أن تقدمه للبشرية من نقله كيفية ونوعية فى المعرفة سوف تحدث ثورة فى العلوم والجامعات. فى نهاية الحديث تواعدنا على لقاء فى القاهرة بعد العودة إلى مصر، ولكن اللقاء لم يحدث لأنه ذهب إلى من علم الإنسان ما لم يعلم.

هكذا كانت السعادة غامرة بتخرج أولى دفعات مدينة زويل، لأن ذلك كان حلما تحقق لعالم عظيم من ناحية، ولأن ذلك كان هدية لمصر التى أحبها كما لم يحب مكانا آخر فى الدنيا الكبيرة. كان خطاب السيدة قرينته فى الحفل حزمة من الفرح والحزن لأن الشجرة أثمرت ولأن الذكرى حارة وقاسية، ولكن أهم ما فيها أن أجيالا جديدة جاءت وقد تعلمت بطرق تسير على آخر ما يعرفه العالم المعاصر فى العلوم والتكنولوجيا. جيل مصر الجديدة الذى يعرف عن الكون بقدر ما يعرف عن الخلية، ويعرف عن الحركة بقدر ما يعرف مدى السكون، ويعرف عن الأرض بقدر ما يعرف عن الفضاء. ماذا سوف تفعل مصر بالخريجين من أولاد زويل، ��همة لا تقل أهمية عن تعليمهم وميلادهم العلمى وتعميدهم بالمعرفة؟. وهل ينطبق ذلك فقط على الخريجين المتميزين عن الجامعة أو أنه ينطبق على كل المتميزين الآخرين فى الجامعات المصرية؟ أظن أن صياغة المسألة لابد أن تأخذ شكلا آخر، وهو كيف نجعل هؤلاء جميعا أولا يفيدون ما لدى الدولة من آفاق جديدة فى زيادة الثروة المصرية، ومعالجة الأمراض المستعصية، وتوليد الطاقة المتجددة، وتحلية المياه النادرة، ولكن من ناحية أخرى هل توجد طريقة لكى يبوح لنا هؤلاء بمصر التى يريدونها ويحلمون بها ويتصورون لأولادهم وأحفادهم أن يعيشوا فيها؟ خيال هؤلاء ربما كان ما نحتاجه الآن أكثر من أى وقت مضى لأن العالم يتغير، ومصر أيضا تتغير وكذلك أحلامها.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع القومى لأحمد زويل المشروع القومى لأحمد زويل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon