توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تريليون دولار «آبل»؟!

  مصر اليوم -

تريليون دولار «آبل»

بقلم : د. عبد المنعم سعيد

سبقنى صديقى د. أسامة الغزالى حرب فى الأهرام الغراء فى الكتابة المقتدرة عن الخبر المدوى بتجاوز القيمة السوقية لشركة «آبل» حاجز التريليون دولار. تصورت أن الموضوع سوف يجد اهتماما أكبر فى الإعلام المصرى، ليس فقط لأن الأمر مدهش، وإنما لأنه طالما اخترنا طريق التنمية السريعة والمستدامة فلا بد أن يكون التركيز على كل ما هو جديد وحديث ويشكل علامة فارقة فى عالم الأعمال، ومن يعرف ربما الإنسانية كلها. هو نوع جديد من الثقافة التى ليست كلها تراثا أو تاريخا أو هوية أو أنواعا مختلفة من الأيديولوجيات التى تخص الحرية والعدالة، وإنما حركة الفكر والزمان والثروات.

سوف أقرب المسألة قليلا للفكر المصرى، فعندما وصلت القيمة السوقية لشركة آبل إلى تريليون دولار، كان ذلك يعنى تقريبا ثلاثة أمثال القيمة الاسمية للناتج المحلى المصرى؛ أو أنه يماثل الناتج المحلى الإجمالى لمصر، مقوما بالقدرة الشرائية للدولار. هذا يعنى أن كل ما تنتجه مصر من سلع وخدمات يساوى قيمة شركة واحدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات؛ ومن ناحية أخرى فإن ذلك يعنى أن مصر ليست فى سباق مع دول العالم الأخرى، وإنما أيضا مع شركات عملاقة جبارة التأثير والنفوذ.

ولمن لا يعرف فإن الشركات المقدر لها أن تنافس آبل وتدخل فى نادى شركات التريليون دولار هى على الترتيب فى الغنى: أمازون، جوجل، مايكروسوفت، وقيمتها الآن تريليونان ونصف التريليون دولار. كل هذه الشركات قائمة على تكنولوجيا المعلومات، سواء فى واقعها القديم الذى بدأ مطلع الثمانينيات من القرن الماضى وقام على استخدام الإلكترونيات وروافدها، وواقعها الحالى فى ثورته الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعى والروبوت وتواصل العقل الإنسانى مع الآلات، والآلات مع بعضها البعض.

لاحظ هنا أن شركة آبل الآن تفوق قيمتها قيمة البنوك الخمسة الأوائل فى الولايات المتحدة، وقيمة جميع شركات السيارات الرئيسية فى الدنيا كلها، وقيمة شركات السلاح المعروفة فى أمريكا، وكل شركات الإعلام الأمريكية المعروفة. هذه الحقائق توضح لنا التغيرات التى جرت فى «قوى الإنتاج» خلال العقود القليلة الماضية، فحتى ستينيات القرن الماضى كانت شركات «الحديد والصلب» وما يتبعها من صناعات السيارات والسفن هى التى تقود العالم، وفى السبعينيات باتت شركات البترول التى صارت شركات للطاقة فى الثمانينيات تتصدر قائمة الشركات الأعلى قيمة فى الدنيا.

ومع نهاية القرن الماضى وبداية الألفية الثالثة بعد الميلاد استقر الأمر تدريجيا للشركات المذكورة أعلاه والتى تتصدرها آبل الآن قرب نهاية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين. القيمة الحقيقية لهذه الشركات أنها تمثل ثورة فى قوى الإنتاج لن تقل فى تأثيراتها على الجنس البشرى عن الثورة الزراعية التى بالمناسبة بدأت فى مصر، والثورة الصناعية التى بدأت فى أوروبا. آبل غيرت الجنس البشرى، ليس فقط لأنها مع غيرها من الشركات المماثلة قدمت للكمبيوتر الشخصى وما تفرع عنه من منتجات واتصالات، وإنما قدمت للثورة فى «الذكاء» للإنسان أو فى الآلة أو فى العلاقة بينهما.

لم تعد قصة آبل هى قصة حياة ستيفن جوبز المثيرة، أو قصة منتجات الشركات التى خرجت فى حياته أو بعد مماته، وإنما فى تغلغلها أولا فى حياتنا جميعا، وإنما فى نفاذها ثانيا إلى كل وسائل الإنتاج حينما اتبعتها شركات مثل «هيوى» و«على بابا» الصينيتين وأكثر من ذلك تفاعلها مع الشركات الثلاث المطاردة لها لكى يحدث ثالثا ثورة فى إنتاج كل الصناعات الأخرى من الحديد والصلب إلى السيارات إلى العقارات.

لم تنتج آبل فقط الساعة أو جهاز الموسيقى أو التليفون، الذى لم يعد وسيلة للاتصال، وإنما صار محطة علاقات بين الإنسان وعالمه. آبل الآن دخلت إلى مجال السيارة بدون سائق، والسكن الذكى الموفر للطاقة والمحافظ على البيئة، وفى كل ما ولجت إليه من مجالات الإنتاج فإنها خلقت علاقات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك لم تعرفها الدنيا من قبل. آبل هى فى الأول والآخر لا تعرف إلا الطبقات الوسطى فى العالم كله، ربما كان صاحب الفكرة فيها هو الذى يحلق بعيدا إلى عوالم أخرى من الثروة، ولكن بعد ذلك فإن أصحاب الأسهم والبائعين والمقلدين والمستخدمين يعيشون فى قارات الدنيا الست فى طبقة وسطى لم تجد بعد المسمى الذى يصفها وصفا دقيقا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تريليون دولار «آبل» تريليون دولار «آبل»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon