توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى شأن معصية «الخصخصة»؟!

  مصر اليوم -

فى شأن معصية «الخصخصة»

بقلم : د. عبد المنعم سعيد

لا أدرى لماذا ينتفض المسؤول هلعا من كلمة «الخصخصة» التى هى مظلة تشمل كثيرا من الإجراءات التى تعنى توسيع المجال للقطاع الخاص، ونقل جزء أو كل من إدارة المؤسسة العامة، أو بيع بعض من أسهمها، أقلية كانت أو أغلبية، أو بيعها كلها لمستثمر واحد أو لمجموعة مستثمرين أو طرحها أسهما فى السوق للشراء والبيع لمن يريد ويطلب ويقدر. ما يجمع كل هؤلاء هو أن الكيان العام انتقل قانونيا لكى يكون خاضعا لحزمة القوانين الحاكمة للقطاع الخاص، ومعنى ذلك أنه انتقل من الملكية العامة، أو بمعنى أكثر دقة ووصفا لمقتضى الحال ملكية الحكومة، إلى المجال الخاص.

نتائج ذلك فى أغلب الأحوال إيجابية، حيث تتخلص الحكومة من عبء ليست مهيأة لإدارته أو تحقيق المكاسب منه، فى الوقت الذى سوف تزيد فيه من الملكية الشعبية للأصول العامة بحيث تصبح خاضعة لقواعد المنافسة والسوق، فيصبح المكسب حاكما أما إذا كانت الخسارة دائمة، فإن الخروج من السوق أو الإفلاس يصبح حتميا. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية مضى العالم كله، إلا من دول قليلة مثل حالنا، اتجهت فى مسار الخصخصة، سواء كانت هذه الدول فى أوروبا الشرقية الاشتراكية سابقا، أو فيتنام الشيوعية حاليا، أو الصين فى شرق العالم أو المكسيك فى غربه.

منذ أيام نفى الدكتور محمد معيط، وزير المالية القدير، أن يكون إنشاء «الصندوق السيادى» لمصر بهدف «خصخصة» أو بيع شركات القطاع العام. ومع خالص تقديرى للوزير، وتأييدى الكامل لإنشاء الصندوق السيادى، فإن الفزع من «الخصخصة» لا يمكن تبريره إذا ما جاء مع التأكيد أنه سيكون إحدى الآليات «المهمة» فى «الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص». النقطة الفاصلة هنا أنه لا يمكن تحقيق هذه الشراكة إذا ما كانت سوف تبقى ذات القوانين والقواعد والإجراءات الخاصة بالقطاع العام، فهذه تأتى ضمن أمور لا تحدث إلا فى القطاع الخاص، مثل تعظيم العائد من الأصول غير المستغلة والتوسع فى الاستثمار والقدرات التكنولوجية التى تسمح بالمنافسة، سواء فى السوق المحلية أو العالمية. فمثل ذلك لا يحدث إلا إذا كانت الإدارة وقواعدها تقوم على فكر القطاع الخاص ومبادراته وقدراته، ولو كان ذلك حادثا فى القطاع العام وشركاته القابضة والمنبسطة لما كان هناك داعٍ لإنشاء الصندوق من الأصل. القرار فى جوهره شجاع وخطوة على الطريق الصحيح الذى لا يستنكف اتخاذ قرارات صعبة طالما أنها تحقق الصالح العام وتعطى فرصا أكبر فى النمو الاقتصادى، وباختصار فإنه جزء أصيل من عمليات الإصلاح الاقتصادى كما عرفها العالم.

من المؤكد أن أمر «الخصخصة» لا توجد فيه معصية أو ذنب أو خطيئة، فنحن أعلم بشؤون دنيانا، وإذا كانت التجربة المصرية تشهد على نفسها، فضلا عن تجارب العالم الأخرى فى «الصين وسنغافورة والنرويج والإمارات والسعودية»، أن الملكية الحكومية وإدارة البيروقراطية للقطاع العام ليست هى أفضل الطرق لتحقيق معدلات عالية للنمو. الأخطر من ذلك- وسوف تشهد مكونات الصندوق السيادى على ذلك- أن كثيرا من وحدات القطاع العام وأصولها تتحول إلى نوع من «رأس المال الميت» الذى يقف مثل شواهد القبور لا إنتاج فيه ولا حياة. الشفافية هنا فى إدارة الصندوق سوف تكون شاهدة على الماضى بقدر ما تشهد على المستقبل، لأن مكوناته من شركات وهيئات وأصول سوف تجعلنا نقدر حجم الخسائر الهائلة التى تحملها المجتمع من وحدات لا تعمل، وإذا عملت فإنها لا تنتج إلا القليل، وإذا أنتجت كثيرا فإنه لا يُصدر إلا قليلا طالما أن ضعف القدرات التنافسية حاكم فيه.

وفى قادم الأيام فإن خطوات ما بعد الصندوق سوف تقدم لخفض عجز الموازنة العامة، والتوسع فى الاستثمارات التى تفتح الباب للعمل والتصدير، وتضاف خطوة شجاعة أخرى لخطوات سابقة تشكل نتائجها فى مجموعها «العجب العجاب» الذى ننتظره جميعا.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى شأن معصية «الخصخصة» فى شأن معصية «الخصخصة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon