توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على خُطى الشيطان

  مصر اليوم -

على خُطى الشيطان

بقلم - مي عزام

«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين (31)» سورة الحجر.

«قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)» سورة الأعراف.

التكبر خطيئة إبليس التى لم يغفرها الله له، معياره للأفضلية على آدم لم يكن له يد فيه: خُلق من نار وآدم من طين، وكانت عبارة «أنا خير منه» بداية الخطيئة ومن بعدها توالت الآثام والآلام.

(2)

فيمَ كان يفكر هؤلاء الملثمون الدواعش وهم يصوبون فُوهات أسلحتهم النارية تجاه ركاب مسيحيين عزل فى ميكروباص لا حول لهم ولا قوة، فى رحلة عودتهم من دير الأنبا صموئيل إلى منازلهم؟

فيمَ كان يفكر هؤلاء وهم يطلقون نيرانهم بعشوائية ليقتل من يقتل، ويصاب من يصاب؟

فيمَ كان يفكر هؤلاء وهم يثيرون الفزع فى النفوس والهلع فى الأفئدة؟

هل القتلة كانوا يفكرون أنهم أفضل من ضحاياهم، فهم مسلمون والضحايا مسيحيون من الضالين؟

هل يعتقد هؤلاء الإرهابيون أنهم جند الرب، المنفذون مشيئته على الأرض؟

من أين أتاهم هذا اليقين- أنهم أصحاب حق، وغيرهم على باطل؟

لماذا ظنوا أنهم خيرٌ منهم؟!

(3)

حين اجتمع ثُلّة على رجل واحد، بهدف إزهاق روحه وتمزيق جسده، فيم كانوا يفكرون؟ فيما كان يفكر قتلة جمال خاشقجى، وجميعهم أصحاب وظائف ومراكز محترمة فى بلدهم؟

هل كانوا مقتنعين أن الكاتب مارق يستحق التصفية؟

هل تصوروا أن عليهم حماية المملكة مِن كل مَن تسول له نفسه الخروج عن الإجماع والطاعة؟

بالتأكيد كانوا يعتقدون أنهم على حق و«خاشقجى» على باطل.. وأنهم خير منه..!

(4)

فيمَ كان يفكر الأمريكى المسيحى الأبيض، روبرت باورز، وهو يفتح النار على اليهود فى معبدهم «شجرة الحياة»، الكائن فى حى سكوريل هيل بمدينة بيتسبرج فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية؟

فيمَ كان يفكر واليهود يتساقطون من حوله جثثا هامدة بلا ذنب اقترفوه؟

11 يهوديًا قتلهم روبرت فى نهار السبت، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، فيمَ كان يفكر «باورز» وهو يصرخ عليهم شاهرا سلاحه:

«كل اليهود يجب أن يموتوا»؟!

هل كان يعتقد أنه خيرٌ من أحفاد المتآمرين على ابن الرب؟

هل كان يعتبرهم من الأغيار وهو من الأبرار؟

(4)

فيمَ كان يفكر الرئيس الأمريكى ترامب، حين تساءل بغطرسة نقلتها وسائل الإعلام: «لماذا يجب علينا قبول مهاجرين من دول قذرة عوضًا عن دول كالنرويج يملك مواطنوها معرفة بالإنجليزية»؟ وهنا كان يقصد هاييتى ودول إفريقيا التى اعتبرها حثالة.

هل مازال يؤمن بتفوق العرق الأبيض وتميزه، وأن السود خلقوا لخدمة سيدهم الأبيض لا مشاركته الحياة؟

هل يفكر ترامب بأن فترة رئاسة أوباما خطأ وعلى أمريكا العظمى أن تتجاوزها وتسقطها من تاريخها؟

هل يظن ترامب أنه خيرٌ من أوباما لأنه ولد أبيض؟

(5)

كثيرون بيننا يرددون عبارة «أنا خير منه!»، دون أن يكون معيارهم فى الأفضلية أعمالهم الطيبة، نسمعها فى حياتنا اليومية، كما نسمعها فى خطابات وأحاديث زعماء وسياسيين وإعلاميين، وأشخاص يرسمون لنا رؤيتنا للعالم وموقعنا منه، يمجد كل منهم قومه وعشيرته، ويحقر منافسيه ومعارضيه والمختلفين عنه فى العقيدة والرأى والرؤى، تسير الجموع خلفهم بلا بصيرة على طريق الشيطان، إلا من رحم ربى، وهو طريق يبدأ بالكبر وازدراء الآخر وتحقيره واستباحة حقوقه، وأولها حق الحياة.. أما نهايته، فهى مظلمة كالجحيم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 08:22 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو

GMT 12:20 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر والعقدة اليمنية

GMT 12:19 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسئلة الصعبة!

GMT 08:47 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دير السلطان المصرى

GMT 08:23 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما هى الحدود «لحيز» الحرية الشخصية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على خُطى الشيطان على خُطى الشيطان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon