توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بريكس» تتحدى «رامبو»

  مصر اليوم -

«بريكس» تتحدى «رامبو»

بقلم : مي عزام

(1)

هناك قصة تروى حول العلاقة بين الدول الغنية والفقيرة، تقول إن الدول الغنية تمنح بسخاء جزء من ثرواتها للدول الأكثر فقرا، لمساعدتها فى القضاء على الفقر ودفعها إلى رفع معدلات التنمية، لكن للقصة وجه آخر.

مؤسسة النزاهة المالية العالمية ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، (مؤسسة بحثية واستشارية)، نشرت من فترة تقريرا حول التدفقات المالية السنوية بين الدول الغنية والفقيرة، واكتشفوا أن تدفق الأموال من البلدان الغنية إلى البلدان الفقيرة ضئيل، مقارنة بالتدفق الذى يسير فى الاتجاه المعاكس، فالحقيقة أن البلدان الغنية لا تعمل على تطوير الدول الفقيرة، لكن الدول الفقيرة هى التى تدفع فاتورة تطوير الدول الغنية. كيف؟

(2)

التدفقات الكبيرة الخارجة من البلدان النامية يتكون بعضها من مدفوعات الديون، وهى تحويل نقدى مباشر إلى بنوك كبيرة فى نيويورك ولندن وغيرها، وكذلك عوائد استثمار الأجانب فى البلدان النامية والتى تعود إلى الوطن، ولكن الجزء الأكبر من التدفقات الخارجية من البلدان النامية يتعلق برحلة غير مسجلة، وعادة ما تكون غير مشروعة، تجنبا لدفع الضرائب عن طريق تحويل الأموال خارج البلدان النامية إلى الملاذات الضريبية، حيث يكون معدل الضريبة صفرا، ولا يمكن تتبع الأموال المهربة من جانب الشركات متعددة الجنسيات.

مقابل كل دولار واحد من المساعدات التى تحصل عليها البلدان النامية، فإنها تفقد 24 دولارا نتيجة التدفق الخارجى، طبقا لتقرير مؤسسة النزاهة المالية العالمية، هذه التدفقات الكبيرة تسببت فى انخفاض معدلات النمو الاقتصادى فى البلدان النامية، وهى المسؤولة مباشرة عن انخفاض مستويات المعيشة فيها.

(3)

هذا التقرير يوضح لماذا تسوء أحوال الدول النامية رغم تلقيها مساعداتٍ أو قروضا من الدول الغنية والمؤسسات المالية الدولية، وهناك خبراء يجدون أن المعونات المقدمة للدول الإفريقية الفقيرة تسهم فى زيادة أحوالها سوءًا، من هؤلاء دامبيسا مويو (كاتبة أمريكية ولدت وترعرعت فى زامبيا، وهى خبيرة اقتصادية دولية ومؤلفة كتاب «المعونة المميتة») وهى تقول إن معظم المساعدات المقدمة إلى البلدان الإفريقية ضارة إلى حد ما.

تسرد مويو المشاكل التى تعززها المساعدات لتشمل الفساد والصراعات الأهلية وتقلص الطبقة الوسطى وغرس ثقافة التبعية، ما يجعل إفريقيا غير جذابة للمستثمرين العالميين.

(4)

مما سبق يتضح أن المساعدات والقروض ليست طوق النجاة كما يتصور الكثيرون. نمو اقتصاديات الدول لا يحدث بالمساعدات والقروض التى تصب فى النهاية فى مصلحة المانح والمقرض، ولكن ما تحتاجه الدول النامية هو صيغ جديدة فى المشاركة، عجز النظام العالمى الحالى عن تقديمها، وهو ما تحاول مجموعة بريكس التى تضم: البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب إفريقيا أن تقدم نفسها بأنها تحقق ذلك بتطبيقها مبدأ «الكل رابح».

(5)

أقيمت القمة العاشرة لبريكس فى جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا مؤخرا، المراقبون تحدثوا عن أهمية هذه القمة، بسبب المخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تتوسع، والمحادثات التى تمت بين الزعيمين بوتين وترامب فى قمة هلسنكى بشأن سوريا والعقوبات الغربية على روسيا بسبب ضمها للقرم وملفات أخرى تهم البلدين والعالم.

(6)

مجموعة بريكس تبدو أكثر اهتمامًا بضم مزيد من الدول ذات الاقتصادات الواعدة إليها، حتى تكسر احتكار أمريكا وهيمنتها على النظام العالمى، جاء إعلان جوهانسبيرج متوافقا مع موقف دول المجموعة السياسى والاقتصادى فى عدد من الملفات، أكدوا أن وضع القدس يحدد فى إطار المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، وأن إجراءات التسوية فى سوريا يجب أن تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وعدم جواز استخدام القوة والتدخل الخارجى فى الشرق الأوسط، ودعوا الجميع إلى الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية والتخلى عن السياسات الأحادية الجانب والحمائية الاقتصادية فى التجارة العالمية.. الإعلان رسالة «بريكس» للولايات المتحدة الأمريكية.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بريكس» تتحدى «رامبو» «بريكس» تتحدى «رامبو»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon