توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب: مشروع حياة

  مصر اليوم -

مطلوب مشروع حياة

بقلم : مي عزام

(1)

 فى مداخلة مع أحد البرامج التليفزيونية، قالت الدكتورة آمنة نصير، الأكاديمية المعروفة وعضو مجلس النواب، إنها علمت من عميد كلية آداب جامعة الإسكندرية أن 25% من الطلاب والطالبات متزوجون عرفيًا!

وبغض النظر عن دقة هذا الرقم، فهو مفزع، تماما مثل ارتفاع نسب الطلاق فى مصر، التى أصبحت تتصدر قائمة الدول الأكثر ارتفاعا فى معدلات الطلاق، وكذلك ارتفاع قضايا إثبات النسب أمام المحاكم، وهو ما يجعلنا نتساءل: ماذا حدث للمصريين؟

بالتأكيد أن العلاقات الاجتماعية فى مصر مثلها مثل العالم كله، تأثرت بثقافة العولمة ومفهوم الحداثة السائلة الذى ذكره المفكر البولندى زيجمونت باومان فى عدد من مؤلفاته، وأشرت إليه فى مقالات سابقة. العلاقة بين الرجل والمرأة أصبحت أسيرة ثقافة الاستهلاك والشراهة وسيطرت عليها فكرة التغيير والتبديل، الملل والضجر وعدم توافر عوامل الأمان جعلها علاقات سائلة وهشة.

المفكرون والمحللون فى الغرب يعملون على رصد الظواهر الاجتماعية ودراستها وتفسيرها للحد من آثارها السلبية، أما نحن فمازلنا فى مرحلة الدهشة مما يحدث رغم اعترافنا بصحة هذه الحقائق المؤلمة، فهل شغلتنا السياسة عن حياتنا؟ التى باتت خربة وكأنها أرض بور لا تجد من يرزعها.

(2)

فى فرنسا منذ سنوات قام «جاك أتالى»، وهو كاتب اقتصادى واجتماعى فرنسى، بإصدار كتاب بعنوان «100 يوم من أجل إنجاح فرنسا» من 300 صفحة، نشره قبل وقت كافٍ من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة ليستفيد منه الجميع، وتم بدون تمويل من أى جهة أو حزب، ولقد وضع الكتاب خريطة طريق لفرنسا حتى 2022 عن طريق برنامج تفصيلى. وشارك آلاف الفرنسيين فى إنجازه، عن طريق اجتماعات ومناقشات واستقصاء مع فريق العمل المكونة من 50 باحثًا، والنتيجة هى نظرة شاملة للوضع الفرنسى فى جميع المجالات، وتحديد نقاط القوة والضعف، والأخيرة هى التى تشكل التحديات، ولقد حمل «جاك أتالى»، الطبقة السياسية الفرنسية المسؤولية عن الوضع السيئ لفرنسا، لأن هذه النخبة انشغلت بالخصومات الشخصية والمنافسة فيما بينها من أجل الوصول للسلطة، ولم تكترث بالبحث عن مشروع جاد للبلاد يخرجها من عثرتها.

(3)

فى الغرب، لا أحد ينتظر دعوة حكومية مدفوعة الأجر للمشاركة بمبادرة أو وضع استراتيجية عمل، لكن يبدأ من يستطيع فى السعى لتحسين حياة مجتمعه وبلده، الكتاب والمفكرون وخبراء علم الاجتماع المصريون واجبهم العمل على وضع استراتيجية لحياتنا تتحدد بها هويتنا، ورصد الظواهر الاجتماعية الجديدة على مصر ووضعها فى سياقها العام من حيث تأثرها بالعالم الخارجى والتغيرات السياسية والاقتصادية والدينية داخليا، ليسهل معه إيجاد «روشتة» علاج واقعية تتمشى مع أعراف المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار ثورة التواصل والتطبيقات الذكية التى أثرت على السلوك الفردى والجماعى وهو ما لا يمكن إغفاله.

(4)

الظواهر الاجتماعية فى الريف والحضر نتاج عوامل كثيرة لا يمكن الفصل بينها، العائلات المصرية كان معروفا عنها التماسك والمساندة لبعضها البعض، والزوجة المصرية كانت مشهورة بقدرتها على تحمل الشدائد ورذائل الزوج أيضا، حرصا على مصلحة البيت والأبناء، والمصرى كان من أكثر الجنسيات التصاقا بتراب بلده لا يفكر فى السفر للخارج إلا من أجل تحسين حياته فى الداخل، كانت الغربة تمثل له ألما ولوعة.. كيف تغيرنا ولماذا وإلى أين نذهب؟.. أسئلة كثيرة تحتاج دراسة جادة ومشاركة حقيقية لنقدم لبلدنا مشروع حياة فى المستقبل.. فالماضى ضاق بنا واختنقنا به.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب مشروع حياة مطلوب مشروع حياة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon