توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين لا يتعظون من أخطائهم!!!

  مصر اليوم -

الذين لا يتعظون من أخطائهم

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أن يرتكب الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين خطأه القاتل ويغزو الكويت فى الثانى من أغسطس ١٩٩٠، التقى بالسفيرة الأمريكية فى بغداد إبريل جلاسبى، وسألها هل تمانع الولايات المتحدة فى دخوله إلى الكويت؟!

إجابة السفيرة كانت نموذجية فى الشر والخداع! وشديدة الغموض، لكن الرسالة التى فهمها صدام هى أن أمريكا لن تمانع إذا احتل الكويت. وبالطبع نعرف بقية الرواية!! دخل صدام واحتل الكويت فى وقت قياسى. ثم قادت أمريكا تحالفا كبيرا لإخراجه فى بدايات عام ١٩٩١، ومن يومها تعمق وترسخ الوجود الأمريكى فى المنطقة، التى لم تعرف منذ ذلك التاريخ الاستقرار الحقيقى.

للموضوعية، الأزمة لم تبدأ فى هذا الوقت، ولا يمكن أن نلقى بالشماعة على أمريكا وإسرائيل وغيرهما فقط، فى إطار نظرية المؤامرة.

قبل عشر سنوات من هذا التاريخ، بدأت حرب الثمانى سنوات بين العراق وإيران من ١٩٨٠ إلى ١٩٨٨. نظريا كان الغرب يدعم العراق لتقليص نفوذ الثورة الإيرانية، التى قامت فى الأول من فبراير ١٩٧٩، وأطاحت بشاه إيران حليف الغرب وإسرائيل، والذى كان يلقب بشرطى المنطقة.

صدام ظن أنه سيكون بديل الشاه لدى الغرب. لكن هذا الغرب ومعه إسرائيل كان هدفه الأساسى هو استنزاف إمكانيات وثروات وشباب البلدين وعموم المنطقة، فقدم الأسلحة للطرفين ونتذكر «فضيحة إيران ــ كونترا جيت» عام ١٩٨٤. نفس الغرب قدم المعلومات والبيانات الاستخبارية للطرفين عن مواقع كل جيش.

وحينما انتهت الحرب وقبل الخمينى اتفاق وقف إطلاق النار أو ما أسماه وقتها «تجرع السم»، كان قد تم القضاء على قوة وإمكانيات البلدين والمنطقة. لكن صدام ظن أنه خرج منتصرا، واندفع فى غزو الكويت، وكان ما كان!!!!

بعد هذا الغزو تم إخراج صدام بالقوة، وحصار العراق من عام ١٩٩١ وحتى عام ٢٠٠٣، حينما تم غزو البلاد وإعدام صدام، وحل الجيش العراقى، الأمر الذى كان سببا رئيسيا فى ظهور منظمات وتنظيمات عديدة، بعضها مقاومة وطنية، وبعضها تنظيمات متطرفة، تحولت لاحقا إلى النواة التى خرجت منها داعش وأمثالها، وسبَّبت أكبر إساءة للإسلام والمسلمين منذ مئات السنين.

النتيجة بعد كل هذا أن أمريكا غزت العراق، وقبلها أفغانستان فى أكتوبر ٢٠٠١ بعد تفجيرات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة، والتى نفذها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، فدفع المسلمون ثمنها باهظا ولا يزالون يدفعون.

المفترض بعد كل هذه التجارب من عام ١٩٨٠وحتى الآن، أن يكون العرب والإيرانيون، قد وعوا وفهموا الدرس، وتوقفوا عن الوقوع فى نفس الخطأ الكارثى الذين يقعون فيه كل فترة زمنية لا تزيد على عشر سنوات!!

أليس هناك فى الجانبين من يستطيع إدراك رغبة الغرب فى دفعنا جميعا للوقوع فى نفس المصيدة؟! كلامى موجه للطرفين، وليس للخليج العربى فقط أو إيران فقط، والأخيرة ليست ملاكا كما تدعى، هى ساهمت فى هذه الكارثة حينما أصرت على الهيمنة على المنطقة من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا وأخيرا اليمن.

سلوكها لم يكن يليق بحقوق الجيرة أو الإسلام والنتيجة أن أطرافا عربية، فضلت الأحضان الصهيونية المسمومة، حتى تحميها من «الأحضان الفارسية المسمومة أيضا».

كان بإمكان الدول العربية خصوصا فى الخليج أن تتعظ من عدم تكرار نفس الأخطاء، وكان يفترض بإيران أن تدرك أن سياساتها، ستقود إلى كارثة يدفع ثمنها العرب والمسلمون جميعا، ولن يخرج فائز منها إلا إسرائيل وكل أعداء المنطقة. لكن للأسف الشديد لم يتعظ أى طرف من أخطاء الماضى البعيد والقريب.

نساق جميعا مثل النعاج إلى المذبح من دون أن نتعلم من دروس الماضى القريب. إذا وقعت الواقعة ــ لا قدر الله ــ سوف نفيق قريبا على مأساة مروعة، خلاصتها فقدان شباب وثروات وموارد وإمكانيات العرب وإيران معا، وهو ما يعنى أن نمضى عشرات السنين فى إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

مرة أخرى: أليس هناك رجال راشدون فى هذه الأمة يمنعون تكرار نفس المأساة بحذافيرها؟!!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين لا يتعظون من أخطائهم الذين لا يتعظون من أخطائهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon