توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ينتهي الإرهاب بسقوط عشماوي؟

  مصر اليوم -

هل ينتهي الإرهاب بسقوط عشماوي

بقلم - عماد الدين حسين

السؤال فى العنوان أعلاه، يردده كثيرون منذ سقوط الضابط المصرى المفصول هشام عشماوى فى درنة الليبية فى أكتوبر الماضى وحتى وصوله للقاهرة مكبلا بالأغلال ليلة الثلاثاء الماضى؟!

المؤكد أن الإرهابيين فى مصر تلقوا ضربة قوية جدا بسقوط عشماوى، لكن الخبر المؤسف، أن الإرهاب فى المنطقة بأكملها، لن يتلاشى بسهولة، لأنه ليس مرتبطا بشخص فقط، ولكن بأفكار متطرفة ودول وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية تدعمه بطرق مختلفة، لأسباب متنوعة.

القبض على عشماوى ومشهد تسليمه لمصر، سيجعل أى إرهابى صغيرا كان أم كبيرا، أن يفكر أكثر من ألف مرة، لأن شبح سقوطه وتسليمه يمكن أن يمثل عامل ردع كبيرا.

لكن هل يعنى ذلك أن مثل هذا المشهد سيقضى على الإرهابيين تماما؟!

للأسف مرة أخرى الإجابة هى لا، خصوصا أن التطرف باسم الدين له سحر وسطوة وجبروت كبير على من يعتنقه.

التطرف عموما، والدينى خصوصا يصور لصاحبه أنه صاحب مبدأ، وشهيد وحتى لو تم إعلامه سيدخل الجنة من دون حساب. وفى هذا الصدد سمعنا مؤخرا عن نوعية جديدة من متطرفى وإرهابيى داعش يطلق عليهم «خلايا التماسيح»، وهى خلايا نائمة على غرار الذئاب المنفردة، إضافة إلى إرهابيين آخرين يبتلعون «حبة» تتيح لهم الانتحار فورا حتى لا يعترفوا بأى معلومات لأجهزة الأمن، أو تفجير أنفسهم فى أكبر عدد ممكن من الناس، كما فعل إرهابى الدرب الأحمر قبل شهور.

مشهد تسلم عشماوى سيحبط كثيرا من معنويات الإرهابيين وقادتهم، لكن للأسف لن يقضى على الإرهاب، لأن هذا الفيروس، لا يقوم فقط على أسماء أشخاص مهما كانت مكانتهم الكبيرة لدى أتباعهم. الدليل على ذلك، أن أسامة بن لادن بكل مكانته المعنوية والمادية حينما قتل، لم ينهار تنظيم القاعدة، بل تناسلت منه العديد من التنظيمات، التى تمارس العنف والتطرف والإرهاب فى أماكن أخرى بالعالم. وقبل بن لادن قتل العديد من قادة التنظيمات المتطرفة مثل أبو مصعب الزرقاوى فى العراق ومحمد كمال فى مصر، والعديد من قادة الإرهابيين فى سوريا وليبيا. لكن تنظيماتهم ظلت مستمرة.

السؤال هو لماذا هى مستمرة؟!

هناك أكثر من سبب: الأول موضوعى ويتعلق بأن ظاهرة التطرف والإرهاب فى العالم العربى والإسلامى مرتبطة بحالة وظروف هذه المجتمعات التى تعانى من الفقر والجهل والمرض والتخلف، وسوء توزيع الثروة وتراجع منظومة القيم بصفة عامة. إضافة بالطبع إلى الاستبداد وغياب الديمقراطية والمشاركة السياسية.

وكل هذه الأسباب توفر بيئة خصبة للعنف والتطرف، واستمرارها يجذب المزيد من الاتباع.

يرتبط بالسبب السابق أيضا الفهم المغلوط للدين، والذى يجعل بعض الجهلاء أو السذج أو ذوى التعليم المنخفض أسرى لتفسير دينى غير صحيح، يقدم لهم نموذجا مبسطا ومخلا ومريحا ومسطحا، ويلقى بكل أسباب المشكلة على شماعات مختلفة وليس على تخلفهم وجهلهم وفقرهم وقلة حيلتهم ورضائهم بالأوضاع البائسة.

السبب الثالث والمهم جدا هو أن تجارة الإرهاب صارت مربحة جدا، بل صارت سلاحا دبلوماسيا للعديد من الدول الكبرى والصغرى.

الأمر لا يتعلق بالمؤامرة فقط، كما أشرنا فى السببين الأول والثانى إلى وجود أسباب موضوعية للإرهاب. لكن صار واضحا أن دولا كبرى كثيرة تشجع الإرهاب سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة للحصول على مكاسب متنوعة، وأفضل دليل على ذلك ما حدث ويحدث فى سوريا والإصرار الغربى الغريب على منع الجيش السورى من ضرب الإرهابيين فى آخر معاقلهم بإدلب، والتلويح طوال الوقت بأن دمشق استخدمت السلاح الكيماوى، وثبت لنا جميعا أن إسرائيل وكل أعداء الأمة العربية هم المستفيد الأكبر من «لعبة الإرهاب» فى المنطقة.

إذا لكى ينتهى الإرهاب تماما لا بد من التنمية الشاملة فى مجتمعاتنا خصوصا التنمية السياسية ونعنى بها وجود أكبر مساحة من التوافق الوطنى تحت سيادة القانون والدستور. وأن يكون لدينا نموذج دينى مستنير، إذا تحقق الشرطان السابقان، فسوق يقل التدخل الأجنبى بصورة تلقائية لأن مناعة أوطاننا الشاملة ستكون أقوى.

رغم كل شىء علينا أن نوجه تحية كبيرة لكل من يحارب التطرف والإرهاب بصورة صحيحة، تجفف منابعه، ويهيئ الأرض لمستقبل أفضل.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ينتهي الإرهاب بسقوط عشماوي هل ينتهي الإرهاب بسقوط عشماوي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon