توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة القرية

  مصر اليوم -

مفكرة القرية

بقلم : سمير عطا الله

لا أعرف من يبشّر للربيع أولاً: طيور السماء أم زهور الأرض. الطيور تُقبل، فرحة، مغردة، والأرض تترك نفسها للأزهار، تلوّنها، وتبسط عليها جمالها. والطيور مثل الزهر، أنواع. البلابل والعصافير، وثمة عقاب يحلّق عالياً كمن يراقب حركة الحياة تحته. ويسميه القرويون «الشوحة» لأنه ينزل سريعاً على نحو جانبي غير مستقيم. ثم لا يلبث أن يرفرف صعوداً بسرعة أبطأ، يعاكسه جناحاه، كما تعاكس الرجل سرعته في الطلوع.

ما الأجمل؟ الزهر أم الطير؟ دعك من الأسئلة الصبيانية. تمتع. إنه الربيع يزداد نضوجاً. البرتقال يبدأ زهره في الانعقاد. والكرز يتهيأ، والعصافير تستكشف كأنما هي صاحبة الأرض وشريكة الموسم. وخوفاً أن ينقصها شيء لدى مرورها بنا، أكثرنا لها صحون القمح في أمكنة كثيرة. تأخذها كلها، لكنها تمر أيضاً بشجر الرمان. وقد احترت عندما رأيت أكواز الرمان مأكولاً نصفها، وسألت السيدة الجنيناتية زوجتي عن السبب، فقالت إن العصفور الماكر يأكل النصف الناضج من الثمرة، ويترك الباقي إلى أن ينضج أيضاً، فيعود إليه. الحساسين لا تستسيغ الحموضة. فقد تؤثر على عذوبة الألحان.

يقول القرويون بعد حياة طويلة في الحقول: «لا يخلو رأس من حكمة» لا يغرَّنك حجم رأس العصفور. عندما كنا شباباً، اصطاد أحدنا عصفوراً فوجد نحاسة ملصقة على قائمته كُتب عليها: من يجده فليكتب إلى هذا العنوان في السويد. وكان عنوان كلية من جامعة أبسالا، التي تخرج فيها داغ هامرشولد، ثم درّس فيها، قبل أن يصبح أشهر أمين عام في تاريخ الأمم المتحدة.

أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً

منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا 

وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ

يَجيءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ، نُعَّمَا

لكن متى خلا البحتري إلى الربيع؟ عندما أصبح في مثل ما نحن من العمر: «... إلى أنْ مَضَى شرْخُ الشّبابِ، وَبعدَمَا». لكن بعدما ماذا؟ وحده الربيع يتجدد كل عام ويبقى شرخ شبابه فيه. يتجمل ويتلون ولا يشيب. وتهل له الكائنات والجماد. ومن أجله تعبر الطيور بلاد الثلوج وتغادر رقي السويد إلى أن تموت ببندق صياد في جبال لبنان.

في المشوار القادم إلى القرية، يكون قد حان مع انعقاد شجرات الكرز الثلاث. وقبل أن نصل، تكون العصافير قد مرت بها، حبة حبة، وسلخت بمناقيرها الجميلة، قشرتها الحمراء، وأبقت البذرة معلقة بعنقها كما هي. غابة من الكرز المقشر كما لو في مصنع. لا تترك العصافير حبة واحدة لنا. نحن يبقى لنا ما يكفي. إنها تحصل لنفسها أجرة التغريد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية مفكرة القرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon