توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وراء النافذة

  مصر اليوم -

من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

صحة المصريين قضية أمن قومي، علي القمة منها مرض التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر في مصر إلي الحد الذي يهدد أمن البلاد ودفع عجلة التنمية بها، الأمر الذي حدا برئاسة الدولة شخصياً إلي تبني حملة قومية لمكافحة هذا المرض والتوجيه بتشجيع إجراء الأبحاث العلمية عليه والبحث عن علاجات فعالة تنتج محلياً وتوفيرها بأسعار في متناول اليد نظراً لارتفاعها بشكل يرهق حاملي هذا المرض.

لذلك تستحق وزارة الصحة الإشادة بيقظتها حين قررت ضبط وتحريز كميات مطروحة من تشغيلتين لدواء لعلاج »فيروس سي»‬ في السوق المحلية والوحدات الحكومية لعدم مطابقتهما للمواصفات من حيث الخواص الطبيعية. القرار طيب في حدود هذا الفعل (الضبط والتحريز أي السحب من السوق ) من أجل تدارك خطأ كبير ودرء خطر أكبر. لكن المنشورين الدوريين اللذين أصدرتهما الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بالوزارة حول هذا الإجراء بسحب التشغيلتين من السوق برقمي 17127و 17054، يثيران الجدل.

فقد أوضح المنشوران أن التشغيلتين من مستحضر sofoheb 400mg F.»‬.T من إنتاج شركة سبأ الدولية، وقد أرسلت الوزارة المنشورين إلي الشركة المنتجة وشركات التوزيع موجهة بضرورة تجميد الأرصدة لديهم وإرجاع ما تم بيعه للصيدليات إلي مخازن الشركة (!) وإبلاغ إدارة الصيدلة بكل محافظة بالأرصدة والمرتجعات. وأمرت الوزارة بتسليم مندوب الشركة الأحراز (!) بعد أخذ التعهد اللازم بعدم فض الأحراز إلا في وجود أحد مفتشي الصيدلة مع موافاة الإدارة بالكميات التي تم تحريزها وإعدام الكميات بمعرفة لجنة يكون أحد أعضائها من مفتشي الصيدلة.

هنا تلزم وقفة أو عدة وقفات لطرح الكثير من التساؤلات المهمة. لماذا تتم المراقبة والتفتيش، ومن ثم الضبط والتحريز بعد وصول الأدوية للصيدليات وليس قبلها؟ لماذا لا نوفر الإجراءات التي تضمن أكبر قدر من الدقة وعدم تسرب أي عبوة مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات للمريض؟ من يضمن ألا يكون واحد أو أكثر قد تناولوا بالفعل هذا الدواء قبل صدور منشور الوزارة بسحبه من الصيدليات؟
في الواقع لست أعلم الآلية التي تتم بها المراقبة والتفتيش وهل تجري بفحص لعينات عشوائية، أم بعد وصول بلاغ مثلاً من إحدي الجهات ضد أي منتج؟ لو كانت هذه هي الآلية المتبعة فهي آلية قاصرة لا تصلح مع العلاجات الاستراتيجية للأمراض الخطيرة ولا مع ما هو أقل منها حتي لو كانت مستحضرات التجميل. والأجدي من ذلك هو أن يتم التفتيش والفحص قبل طرح الدواء في الأسواق وليس بعده.

استوقفني أيضا بقية الإجراءات التي أمرت بها وزارة الصحة في هذا الموضوع، وأشعر أنها تنطوي علي قدر كبير من المجاملة، بدلاً من المعاقبة القاسية علي الإهمال والتقصير الخطيرين. لماذا مثلاً تستعيد الشركة المنتجة للدواء المغشوش الكميات المصادرة منه وفق ما جاء في منشور الوزارة؟ هل ثمة احتمال لإعادة إنتاج الدواء وتصويب مواصفاته ؟ بالقطع لا وإلا لما صدر قرار بإعدام الكميات المصادرة. لماذا إذاً لا يتم إعدام الكميات المغشوشة بمعرفة الوزارة نفسها ولا مانع حينها من وجود مندوب للشركة عند الإعدام وليس العكس كما هو حاصل الآن؟ ما الذي يضمن عدم التلاعب؟ ولماذا لا تراجع الوزارة ترخيص الشركة المنتجة للدواء المغشوش وتضع كل منتجاتها في دائرة الفحص والتدقيق؟ وما هي المعايير الطبية والعلمية والتاريخية التي تسمح الوزارة بناء عليها للشركات بإنتاج تلك الأدوية؟
إن التصدي لإنتاج علاجات هذه الأمراض الخطيرة يحتاج لشركات تتمتع بقدر كبير من السمعة الطيبة والخبرة الطويلة في هذا المجال، ولا ينبغي السماح لكل من يريد التربح واستغلال الموقف بالدخول إلي سوق وبيزنس صناعة الدواء حتي لو كان رخيص الثمن علي حساب صحة المصريين.

نقلا عن الاخبارالقاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وراء النافذة من وراء النافذة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon