توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر أكتوبر.. وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

  مصر اليوم -

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

بقلم - هالة العيسوي

يدهشك انتصار اكتوبر.. اعظم انتصار حربي في العصر الحديث حققته مصر في 1973. انتصار أدار رؤوس خبراء الاستراتيجيات في العالم كله وصار يدرس في الأكاديميات العسكرية. وقبل خبراء العالم أدار رؤوس قيادات عسكرية وسياسية رفيعة في كيان الاحتلال وأطاح بها من علي مقاعد السلطة. منذ حدث هذا الانتصار وهو يتعرض لهجمة إعلامية صهيونية تريد التهوين من شأنه ومن شأن الهزيمة الفادحة التي لحقت بهم ووصل بهم التبجح إلي محاولة قلب الحقائق وتحويل الهزيمة إلي نصر لهم بالترويج لادعاءات كاذبة يريدون منها محو آثار الانكسار الجمعي الذي لحق بأجيال متعاقبة من الإسرائيليين بعد الانتفاخ والزهو الذي حصلوا عليه في أعقاب انتصارهم علي الجيوش العربية في 1967.

في هذا السبيل تم الترويج لأكذوبة »الملاك»‬ أو »‬الصهر »‬ المعني به أشرف مروان صهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي اعتبروه اعظم كنز معلوماتي قدم لهم خدمات جليلة وفتح خزائن أسرار القيادة المصرية فأصبحت كالكتاب المفتوح أمامهم وكأنه حجز لهم مقعدا علي طاولة صناعة القرار المصري وحذرهم من اقتراب موعد الهجوم المصري السوري بل وحدد لهم موعد الهجوم. لكنهم ورغم ما يقولونه ويروجونه عنه تلقوا اعظم ضربة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وإذا كنت أشدو فخرا بالجهد الرائد الذي قدمته دار أخبار اليوم بالسبق نحو ترجمة وعرض كتاب إسرائيلي فور صدوره في إسرائيل يرد علي أكاذيب كتاب »‬الملاك» الذي يحظي باحتضان مريب من كافة المنظمات الصهيونية والأمريكية الموالية لها وأقصد كتاب» جهاد السادات» الذي ألفه رجل الاستخبارات الإسرائيلي شمعون مندس وأكد فيه بالأدلة القاطعة ان أشرف مروان لم يكن جاسوسا مصريا يعمل لصالح اسرائيل، ولا حتي عميلاً مزدوجاً يعمل لصالح الطرفين بل إنه كان رجل السادات في الموساد استطاعت المخابرات المصرية زرعه بينهم وأمدهم بما يسكرهم ويدهشهم بمعلومات صحيحة تسيل لعابهم وتجعلهم يبتلعون الطعم، فإنني أجد من حقي أن أشدو مرة أخري بكل الفخر بريادة دار أخبار اليوم في السابق حين قدمت للمكتبة العربية ضمن سلسلة كتاب اليوم ترجمة كتاب »‬عشية التدمير - القصة الخفية لحرب يوم كيبور» الذي ألفه هوارد بلوم الصادر عام 2003 أي قبل صدور كتاب »‬الملاك» بنسخته العبرية بنحو سبعة أعوام.

كتاب بلوم أورد ربما للمرة الأولي ذكر قصة »‬الصهر» أو »‬الملاك» وحكي فيه القصة الحقيقية لطريقة تواصل أشرف مروان مع الموساد وهي الطريقة التي تجاهلها كتاب »‬الملاك» حين ادعي ان اشرف مروان توجه شخصياً إلي السفارة الإسرائيلية بلندن ليقدم خدماته. بلوم يورد للمرة الأولي قصة تواصل مروان مع الطبيب اليهودي الشهير في لندن الذي كان يعالج العاهل الأردني الملك حسين شخصيا رغم انه معروف بعلاقته بالموساد الإسرائيلي. وهي الطريقة الأقرب للمنطق والتي أكدها لي شخصيا العديد ممن اقتربوا من عملية إلقاء طعم مروان امام افواه الموساد الجائعة.
يصف بلوم تقديرات المخابرات الإسرائيلية ودهشتهم إزاء شخصية العميل المتطوع اشرف مروان وطبيعة المعلومات التي قدمها فيقول:ان الدوافع الحقيقية لأشرف مروان لم يتم تحديدها بشكل قاطع ابدا رغم الجهود التي بذلها خبراء علم النفس التابعون للموساد لتحليل شخصيته وقد كان هذا هو الاستثناء الوحيد لكل قواعد الحيطة والحذر المتبعة في الموساد وكان رأيهم انه إما ان يكون عميلا مثاليا بالشكل الذي لا يمكن تصديقه (too good to be true) او ان يكون عميلا حقيقيا اكثر من ممتاز هبط علي اسرائيل من السماء.

يبدو ان بلوم عز عليه الاعتراف بالخديعة الكبري التي تعرض لها الموساد فيخلص في الفصل المعنون في كتاب اخبار اليوم ب »‬ في أحضان الموساد» إلي ان اشرف مروان كان عميلا مزدوجا رغم انه يحكي بإسهاب عن التقصير الأساسي الذي أدي إلي هزيمة اسرائيل في يوم كيبور وهو سكرة الموساد من أثر المعلومات التي قدمها مروان، إلا انه لا يفصح نصاً عن انتقاد لأجهزة المخابرات الإسرائيلية أو اتهامها.. لعل قبوله بفكرة العمالة المزدوجة لمروان أهون علي قلبه من الاعتراف بخديعته الكاملة لإسرائيل، ولعله كان أقل شجاعة من مندس في هذا الصدد الذي قرر بلا مواربة ان مروان كان عميل السادات لدي الموساد وأنه أجلسهم علي خازوق.

نقلا عن الأخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك» نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon