توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسم «السبهللة»

  مصر اليوم -

موسم «السبهللة»

بقلم - هالة العيسوي

»السبهللة»‬ ثقافة سائدة في مجتمعنا. الكلمة منحوتة من لفظ »‬سيبها لله» القصد منه التوكل علي الله ولكن هذا التوكل يسبقه ويلزمه العزم علي الفعل والأخذ بالأسباب ثم تكون الإرادة الإلهية هي الخاتمة الحتمية. إلا أن هذا القصد الإيجابي تحول لدينا بقدرة قادرة إلي الدلالة علي التواكل والعشوائية في الأداء. وفوضي التفكير والإهمال؛ تلك الجريمة الكبري التي تؤدي بنا إلي معظم الحوادث الكارثية.

خذ عندك موسم الحرائق الطبيعية المواكب لاشتداد الحرارة في عز الصيف وتعاني منه العديد من البلاد باندلاع الحرائق غير المبررة في الغابات، أو موسم السيول المعروف بمواعيده المناخية. تلك مواسم معروفة سلفاً وفي الدول المتقدمة تجري الاستعدادات لاستقبالها قبلها بوقت كاف وبأقل الخسائر الممكنة. هذا بخلاف النوازل المفاجئة كالأعاصير والزلازل. لكن حتي هذه المفاجآت أوجد لها العلم حلولا وأتاح التنبؤ بها.

عندنا الأمر يختلف. فقد تعودناعلي المفاجآت حتي في المواسم ذات المواعيد شبه الثابتة، حرائق هائلة غير مبررة في منطق الدول المتقدمة »‬النِمَكية»، ولو تأملت قليلا في الأسباب المؤدية لتلك الحرائق فستجد أنها جميعا تعود لأسلوبنا المحبب »‬سيبها لله». فالاحتياط غائب والتأمين المسبق مفقود والقدرة علي التعامل السريع وتلافي الخسائر صفر. ولن أتمادي بالتفكير في الدوافع الجنائية التي قد تدفع إلي حرائق متعمدة تواكب موسم الجرد الذي يتواري تحت عباءة فصل الصيف مثلاً أو انتهاء مدة التأمين دون الاستفادة منه أو تجديد مدة الإعفاء الضريبي أو تراخيص العمل.

في الفترة الماضية شهدت أنحاء البلاد عدة حرائق صيفية؛ مطعم نقابة التجاريين كان البداية ليمتد الحريق إلي كامل المبني. وفي ذات الأسبوع نشهد حريقا هائلا آخر في مبني تجاري بوسط العاصمة. وقبل عدة سنوات كان حريق مسرح أسيوط ومن قبله حريق في عربات قطار السكك الحديدية ومن قبل كل ذلك حرائق متعددة في مصانع ومخازن المدن الصناعية؛ خسائر مادية وبشرية مؤلمة ناهيك عن الإضرار بالثروة العقارية.

منطقة الموسكي والرويعي والعتبة هي صرة البلد التجارية مكدسة ببضائع وعقارات تساوي المليارات بخلاف المعمار التاريخي الفريد للقاهرة القديمة، ومع ذلك تجدها من أكثر المناطق المعرضة للحرائق. أصحاب الأعمال والمخازن يصرخون: »‬بيوتنا انخربت، وشقا عمرنا ضاع»! وتجد هؤلاء هم أول من تسبب في خراب بيته بإهماله الالتزام بأساليب التخزين الصحيحة خاصة للمواد القابلة أو سهلة الاشتعال ولامبالاته بحيازة وسائل التأمين الذاتي الكافية من طفايات حريق وخلافه من طرق الأمن الصناعي المعروفة، وتجاهل الصيانة الدورية للمنشآت، وأهم من كل هذا كفاءة التوصيلات الكهربائية وعدم تحميلها بأكثر من طاقتها طلباً للأرخص وتوفيرا للنفقات.

لا يمكن تحميل المسئولية لأصحاب القطاع الخاص وحدهم، فالهيئات الحكومية المنوطة بمراقبة هذه النشاطات شريكة في المسئولية. في الغرب حيث البلاد »‬نمكية» أكثر مما ينبغي تجد الصيانة الدورية إجبارية علي صاحب المنشأة، كذلك الحال فيما يتعلق بالتأمين المالي، وتجد التدقيق في التفتيش علي وسائل الحماية المدنية، ولا تمنح تراخيص تشغيل المنشأة إلا إذا كانت تلبي شروط السلامة وقد يسحب الترخيص وتتوقف المشروعات نتيجة الإخلال ببعض أو أحد هذه الشروط.

قد تكون هذه المعايير مطبقة عندنا أو منصوص عليها في لوائح وقوانين علي الورق، أما التطبيق والخضوع التام لتلك القوانين أو الشروط فللتهرب منها أساليب أخري خفية ومعلنة.

لا يختلف الأمر كثيرا في المنشآت والنشاطات والخدمات العامة المتعلقة بالمال العام، الإهمال هو سيد الموقف و»سيبها لله» هو شعار كل المراحل، حوادث قطارات، انهيار طرق حديثة الإنشاء، انفجار مواسير الصرف الصحي، تكسير أرصفة وإعادتها عدة مرات في فترة قصيرة لمد شبكات متنوعة من كهرباء أو صرف صحي أو مياه دون تنسيق وبما يؤدي إليه ذلك من مضاعفة التكاليف، وغيره مما يستوحي مشهد شيء لزوم الشيء أو »‬الخروف والمقطف» من فيلم الراحل العظيم نجيب الريحاني. الخلاصة أن »‬السبهللة» أصبحت أسلوب حياة. ودون التزام بأي مواسم أو مواعيد..

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم «السبهللة» موسم «السبهللة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon