بقلم - منى بوسمرة
الهجوم الإرهابي على حي السفارات في العاصمة الأفغانية كابول، والذي تسبب ببعض الأضرار المادية على سفارة الإمارات في أفغانستان، يثبت أن الجماعات الإرهابية تواصل خطتها بتدمير كل علاقات أفغانستان بالدول التي تقدم لها الدعم والمساعدة، إضافة إلى تكريس أفغانستان، ساحة للفوضى الدموية.
هذا الهجوم مدان بكل المعايير، السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وهو ليس الهجوم الأول، الذي تتعمد فيه فصائل الإرهاب السعي للنيل من الإمارات، التي ستبقى رايتها فوق الرايات، فقد سبق ذلك هجوم على وفد إغاثي، أدى إلى استشهاد عدد من الرجال الذين نذروا حياتهم وأرواحهم، لأجل المحتاجين والفقراء والمظلومين.
كل ممارسات الإرهاب تتقصد أن تنال من الحياة، عبر التفجير بين المدنيين، أو ممارسة الإرهاب ضد مؤسسات الإغاثة، أو السفارات التي تمثل دولاً تقدم الكثير، أو عبر التنكيل بالنساء والأطفال والعائلات، وهكذا، فإن كل النماذج التي بين أيدينا تثبت أن الإرهاب الأعمى، بطبيعته، يستهدف الحياة، بما تعنيه من قيم كبيرة.
لقد آن الأوان أن يتخذ العالم موقفاً صلباً ضد الإرهاب، على مستوى بنيته الفكرية، التي تحركه وتغذيه، وعلى مستوى تمويله مالياً أو دعمه بالسلاح، وعلى مستوى الواقع الميداني، خصوصاً في البؤر التي تتسم بالفوضى، ويتمدد فيها الإرهاب.
يدفع المدنيون وحدهم ثمن ممارسات الإرهاب، والأدلة على ذلك كثيرة، وهذا الوباء لا بد من محاصرته، وإنهاء وجوده في العالم.