بقلم : منى بوسمرة
لا يمكن للضلالات السياسية التي تتدفق سمومها عبر بعض من الإعلام الضال، أن تحل مكان الحقائق، والتورط في صناعة الضلالات وترويجها، وتقديم الدعم المالي، لمن يتورطون في هذه الكبائر السياسية، أمر يؤشر على انعدام الأخلاق عند كل هؤلاء، وهي أخلاق غابت أساساً، وتسبب من يدعونها بكل هذه الفوضى الدموية في بلدان عدة.
حين ُنقيّم هذه الحملات الإعلامية، ضد دولة الإمارات، وبخصوص دورها في اليمن، ندرك منسوب الوضاعة السياسية، التي تحكم من يدير هذه الحملات وهذه الأكاذيب، التي تسعى لتشويه سمعة الإمارات ودورها وعلاقاتها بالسعودية والشعب اليمني، تنطلي على الجهلة فقط في زمن باتت فيه الأكثرية تميز الحقيقة.
لكنه قدر الإمارات الدولة الأكثر إنسانية ومكانة في العالم العربي، أن تبقى محسودة سياسياً ومحل حقد الصغار، الذين يرون بأم أعينهم كيف استطاعت الإمارات في وقت قصير أن تبني مجداً ودولة، مثلما أثبتت كل سياساتها أنها عميقة ومدروسة ومحسوبة النتائج.
منذ أن بدأت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة الإمارات، والحملات الكاذبة مستمرة لغاية تشويه الشراكة الإماراتية - السعودية، وإشاعة نسخة مزورة عن الأداء الإماراتي أمام العالم.
وجود هذه الحملات، يعبر أساساً، عن أن غايات الإمارات النبيلة في اليمن تتحقق، وأن سعيها لتحرير اليمن من يد خاطفيه تؤتي أكلها ولولا ذلك لما انفلت هؤلاء بهذه الطريقة.
أهم ميزة للسياسة الإماراتية، أنها واضحة، فلا أهداف للإمارات في اليمن، سوى خير أهله واستقرارهم، والإمارات التي تمثل دولة السلام في الشرق الأوسط لا تبحث عن حروب، ولا تسعى إليها، خصوصاً، وهي التي قدمت دماء أبنائها شهداء في مقاماتهم العليا عند ربهم لتحرير هذا البلد العربي من خاطفيه.
إن السياسة الإماراتية في اليمن استندت إلى ثلاثة مسارات متوازية، أولها الحض على التسوية السياسية، ثم المسار العسكري الذي يوازي الأول، والمتعلق بردع الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وغيرها، وجماعة الحوثي والرئيس المخلوع، والمسار الثالث يرتبط بالجهد الإماراتي الإغاثي والتنموي والإنساني، الذي لا نريد أن نقف فقط عند حدود كلفته المالية المقدرة بمليارات الدولارات، فنحن لا نمن على أهلنا في اليمن، إذ إن الأهم تأثيراً هذا المسار على استرداد الحياة وتأمين الشعب اليمني بالعلاج والغذاء، ومنحه الفرصة لإدارة حياته ومؤسساته ومدنه.
ثلاثة مسارات متوازية للسياسة الإماراتية، في الملف اليمني، ولم تكن الإمارات يوماً ما داعية حرب، فهي رمز للسلام والازدهار، وعلى هذا فإن كل الحملات الإعلامية الكاذبة والمضللة والتي يديرها متضررون من الدور الإماراتي، وأبرزهم جماعة الإخوان في اليمن ومن يدعمهم عبر منصات متعددة، وكذلك الحوثيون وإيران باعتبارها الحاضنة الراعية لهذا التنظيم.
بيان المجلس الوطني الاتحادي الذي أدان هذه الحملات المضللة، بيان مهم، يعبر عن سياسة دولة الإمارات، التي ترى في السعودية السند والشريك، مثلما ترى في أهلنا في اليمن، الأهل الواجب إغاثتهم والوقوف بجانبهم. الإمارات لا تهزها إشاعة، ولا تؤثر بها حملة، فهنا دولة راسخة البنيان، جذورها عميقة تتكسر على شواطئها كل أحلام الهواة وتجار الدم، وسنبقى كذلك حصناً حصيناً، راياته فوق كل الرايات في هذه الدنيا.
المصدر : صحيفة البيان