توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

'يوم خطف القدس'

  مصر اليوم -

يوم خطف القدس

بقلم : خيرالله خيرالله

هل هو “يوم القدس” أم إنه “يوم خطف القدس”؟ سقطت القدس مرتين الأولى عندما احتلتها إسرائيل في حزيران – يونيو 1967، والثانية مع إعلان إيران، بعد نجاح الثورة على الشاه وقيام “الجمهورية الإسلامية”، عن “يوم القدس” الذي قرّر الزعيم الإيراني آية الله الخميني أن يكون في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. لم يتحقق منذ ذلك اليوم أي تقدم على صعيد تحرير القدس باستثناء ما قام به الأردن عبر الملك الحسين، رحمه الله، والملك عبدالله الثاني اللذين سعيا إلى حماية الأماكن المقدّسة المسيحية والإسلامية ووضعها تحت الرعاية الهاشمية. عملت إيران منذ إعلان “يوم القدس” كل شيء من أجل استخدام القضية الفلسطينية والفلسطينيين والقدس تحديدا وقودا في مشروعها التوسّعي الذي يقوم على الاستثمار في نشر الغرائز المذهبية. نجح العرب في استيعاب المشروع التوسّعي الإسرائيلي والتصدي له.

رفضوا دائما أي علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك في مصر والأردن، أي قبل إيجاد تسوية معقولة ومقبولة تعيد للشعب الفلسطيني الحدّ الأدنى من حقوقه.

لكنهم سقطوا، أقلّه إلى الآن، في مواجهة التحدي الإيراني الذي يشكل “البدر الشيعي” آخر تعبير عنه، والذي يقوم في واقع الحال على تدمير المدن العربية الواحدة تلو الأخرى، فيما الشعار المرفوع “يوم القدس”.

بدأ تدمير المدن العربية ببيروت التي تعرّضت في ثمانينات القرن الماضي لأشرس هجمة إيرانية استهدفت تغيير تـركيبة العاصمة اللبنانيـة بتمهيد من حافظ الأسد الذي كان وضع “جيش التحرير الفلسطيني”، أو على الأصحّ الألوية الموالية له في هذا الجيش، لتكون حاميا للخط الفاصل بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، وذلك منذ أواخر سبعينات القرن الماضي أي قبل حصول الثـورة على الشاه في إيران في العام 1979 والإعلان عن يوم القدس في تموز – يوليو من تلك السنة.

إلى ما قبل فترة قصيرة، أي إلى اليوم الذي سقط فيه العراق بعد الاحتلال الأميركي للبلد وتسليمه على صحن من فضّة إلى إيران، في العام 2003، كانت القضية الفلسطينية، أقلّه من الناحية النظرية، القضية العربية الأولى.

بقيت كذلك، على الرغم من كل الفرص الضائعة للوصول إلى تسوية، وهي فرص كشفت وجود تواطؤ إيراني – إسرائيلي في مكان ما من أجل أن يبقى الوضع الفلسطيني معلّقا.

لم توفّر إيران أيّ فرصة لوضع العراقيل في طريق ياسر عرفات الذي سعى من خلال اتفاق أوسلو، على الرغم من كلّ ما فيه من شوائب، إلى تحقيق تقدّم في مجال تنفيذ المشروع الوطني الفلسطيني.

في الواقع، لم يكن “أبوعمّار”، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، بعيدا عن الثـورة الإيـرانية التي أطـاحت الشـاه وجـاءت بالخميني حاكما مطلقا لإيران. أدرك عرفات باكرا أنه لا يستطيع أن يكون أكثر من أداة من أدوات الخميني وذلك بعد اللقاء الأول بينهما.

لم يعن إغلاق السفارة الإسرائيليـة في طهـران وتحويلها إلى سفـارة لفلسطين قبولا بالقرار الفلسطيني المستقل. كان ذلك مؤشرا إلى رغبة في وضع الثورة الفلسطينية في جيب إيرانية لاستخدامها ضد العرب عموما، خصوصا ضد العراق الذي كان يحكمه حكما مطلقا، ابتداء من تموز – يوليو 1979 شخص لا يعرف كثيرا في السياسة، لكنه يتقن القمع بما في ذلك قمع الرفاق البعثيين، اسمه صدام حسين.

كانت الخيبة التي أصيب بها “أبوعمّار” بعـد اللقـاء الأول مـع الخميني وراء المصالحة الكاملة مع نظام عراقي يعتبر المسؤول المباشر، عبر موتور اسمه صبري البنّا (أبونضال)، عن اغتيال مجموعة كبيرة من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في عواصم أوروبية آمنوا باكرا بإمكان تحقيق تسوية سلمية. من بين هؤلاء عزالدين قلق الـذي اغتيـل في باريس وسعيد حمـامي الـذي اغتيل في لندن ونعيم خضر في بروكسل…

وضع ياسر عرفات ملف خلافاته مع نظام صدام حسين خلفه بعدما اكتشف ما ينتظره في حال أكمل رحلته مع النظام الإيراني الجديد. هرب “أبوعمّار” من طهران إلى بغداد سريعا مستغلا في البداية، النافذة التي فتحتها زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس في تشرين الثاني – نوفمبر 1977.

ذهب ياسر عرفات إلى مصالحة مع صدّام حسين في مرحلة لاحقة، أي بعد وصول الخميني إلى السلطة وبعد فشله في اكتشاف أنه أسير “جنون الجغرافيا”، على حد تعبير نبيل عمرو، أي أسير بيروت التي أراد البقاء فيها رئيسا لـ“جمهورية الفاكهاني” بدل الذهاب إلى كامب ديفيد في خريف العام 1978. كان ذلك قبل التغيير الكبير في إيران وقبل أن يسيطر الخميني على إيران وقبل أن يقرّر أن القضية الفلسطينية والقدس بالذات، فضلا عن لبنان، ورقة مهمّة في مشروع “تصدير الثورة”.

ولكن ما العمل عندما كان النظام السوري يسيطر على لبنان، وعندما كان “أبوعمّار” يفضل التحكّم ببقعة من الأرض اللبنانية على تحرير نفسه من الوصاية السورية والدخول في مغامرة من النوع الذي وفّره له أنور السادات في وقت لم يكن عدد المستوطنين في الضفة الغربية يتجاوز بضعة آلاف بدل 650 ألفا في الوقت الحاضر. هذا في أقلّ تقدير.

تغيّر الكثير منذ إعلان “يوم القدس” في 1979 والاحتفال به مجددا في 2017. انتقلت إيران من مرحلة استخدام ورقة القدس لتعطيل أي تسوية سلمية من أي نوع وتبرير سعيها إلى وضع اليد على لبنان وإبقاء جنوبه “ساحة” تطل منها على إسرائيل سعيا إلى صفقة ما معها، إلى ما هو أوسع من ذلك بكثير.

“فيلق القدس” في “الحرس الثوري” يقاتل في سوريا والعراق ويدمّر كلّ مدينة عـربية يصادفها. من بغداد إلى البصرة اللتين تغيرت طبيعتهما، إلى الموصل التي يجري تهجير أهلها بطريقة مدروسة.

بعد العراق، جاء دور سوريا. قُضي على حمص وحماة وحلب وطوّقت دمشق. كانت البداية في بيروت التي صارت منذ العام 1984 وبعد بدء خطف الأجانب فيها مدينة أخرى مختلفة قبل أن يعيد رفيق الحريري الحياة إليها. وقد دفع الحريري حياته ثمنا لإعادته الحياة إلى بيروت وبسبب أمور أخرى طبعا…

لم يكن هناك، في يوم من الأيّام، يوم للقدس. كان هناك استخدام للقدس في لعبة بدأت الآن تتضح معالمها من خلال وصول “الحشد الشعبي” إلى الحدود العراقية – السورية لتحرير سوريا من السوريين. هذا كل ما في الأمر.

كل ما تبقى تفاصيل وشعارات ترفع من أجل إيجاد تغطية لمشروع توسعي أخذ مداه بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003. ليس صحيحا، بعد تلك السنة الكلام عن أن فلسطين مازالت القضية العربية الأولى.

هذا الشعار يستخدم للتعمية على حقيقة أن قضية العراقيين هي العراق وقضية السوريين هي سوريا وقضية اللبنانيين هي لبنان. ليس “يوم القدس” سوى قضيّة إيرانية هدفها بلوغ “البدر الشيعي”، أي وصل طهران ببيروت مرورا ببغداد ودمشق.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم خطف القدس يوم خطف القدس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon