توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود

  مصر اليوم -

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود

بقلم : نهاد أبو القمصان

الحياة اليومية لأى طفل فى مراحل التعليم من أولى ابتدائى إلى الثانوية العامة هى الذهاب للمدرسة ثمانى ساعات، ثم العودة للمنزل منهك القوى كارهاً للمدرسة والمدرسين والتعليم برمته، ما إن يتحرر من هذه الزنزانة المسماة خطأ بالمدرسة حتى يعود للمنزل ليبدأ سلسلة من العذاب فى دروس إما فى المنزل ليستقبل مدرساً أو مدرسة يكرههما لشرح مادة يكرهها، أو الخروج مع أمه أو أبيه للدرس، وهى مرحلة تعذيب مشترك له ولأسرته جسمانياً ومادياً ومعنوياً، هذه الدائرة العبثية تنتج لنا فى سوق العمل أشباه متعلمين، لا يعلمون شيئاً عما درسوه لنبدأ مرحلة أخرى من التعذيب وهى القضاء التام على ثقة هؤلاء الخريجين فى أنفسهم أو فى أى علم تعلموه، ورغم أن الجميع يعانى فى هذه الدائرة البائسة، إلا أن الأسر المصرية ترفض أى تغيير، وتنظر أى أم معذبة فى هذه الدائرة لأم أخرى سولت لها نفسها أن تنأى بأولادها عن هذا العبث ولا تعطى دروساً أو تتعامل مع التعليم بأهدافه وليس بدرجاته ودروسه، على أنها قطعاً أم مذنبة فى حق أولادها بل مهملة وتستحق العقاب، وأى خطة للخروج من دائرة البؤس هذه لا يستجيب لها الأهالى بل يهاجمون من يحاول فعل أى شىء لوقف هذه المهزلة، هذا الأمر يذكرنى بعمليات إنقاذ الأسود، حيث يتعرض المدافعون عن حقوق الأسود إلى الهجوم من الصيادين ومن الأسود أنفسهم، ولكن ربما لأن الأسود لا تعى فعلياً عملية الإنقاذ أما الأسر وأولياء الأمور والطلاب يتعاملون مع محاولات التغيير بمنطق «شر نعرفه أحسن من خير لا نعرفه»، والحقيقة ما نحن فيه هو شر مطلق وليس تعليماً، وإذا استمر الوضع كذلك سيكون الأهالى أنفسهم هم من يقضون على مستقبل أولادهم، لأن حقيقة أن ما يحدث ليس تعليماً إنما ببساطة استلام كتب وزارة لا يستخدمها الأولاد، ثم شراء كتب خاصة مبتسرة بلا أى تعليم وإنما تستهدف التركيز على إجابات نموذجية للوصول إلى درجات امتحانات وليس المعرفة المفيدة للمستقبل وسوق العمل، دروس خاصة لذات الهدف وهو الدرجات، دوامة دامية بلا نتيجة، لينقسم الخريجون إلى فئة تجيد لغات وتعلمت بصورة جيدة، تحظى بالوظائف المعقولة والمرتبات المقبولة، وفئة لم تتعلم ولا تجد عملاً وإن وجدت لا يكفى الراتب تكلفة الذهاب للعمل، هذه الدائرة أصبحت حاضرة وبقوة فى سوق العمل وتتسع، ما يحاول وزير التعليم فعله هو كسر هذه الدائرة البائسة والدامية لكن أمامه معارضة شرسة من الطلاب وأولياء الأمور، وطبعاً أصحاب المصالح المستفيدين من الكتب والأبنية التعليمية والتوريدات وغيره، لذا أرى حملات شرسة، من صور مدارس لا يوجد بها مقاعد للأطفال، إلى الحديث عن مليارات ضائعة فى التطوير، إلى أبنية متهالكة، كل هذا قد يكون حقيقياً، وقد يكون مصطنعاً، وقد يكون جزءاً من الحقيقة، ولكنه مضخم لخلق رأى عام ضد التطوير، لكن المؤكد أن الوزارة ما زالت غير قادرة على التواصل مع أصحاب المصالح الأساسيين وهم الطلبة وأولياء الأمور، والمؤكد أن مهمة تطوير التعليم ليست سهلة، فربما إنقاذ الأسود المعرضين للخطر أسهل حتى وإن كانت الأسود قد تهجم على المدافعين عنها وتقتلهم، لذا أتمنى أن يتمكن الوزير من حصد نتائج يشعر بها الناس قريباً، وأن يسوق أفكاره بطريقة أكثر تواصلاً مع أصحاب المصالح الحقيقيين وهم الطلاب والأسر ولكن بلغة أكثر دفئاً وبال أطول فى الشرح ومتابعة عرض التطورات والنتائج.

 

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود وزير التعليم ومهمة إنقاذ الأُسود



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon