توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وتكلم الصادق المهدي

  مصر اليوم -

 وتكلم الصادق المهدي

بقلم : عمرو الشوبكي

رفض الصادق المهدى الدعوة التى أطلقتها قوى الحرية والتغيير فى السودان (التى هو عضو فيها) بالإضراب العام والعصيان المدنى عقب تعثر مفاوضاتها مع المجلس العسكرى، بسبب الخلاف حول تركيبة المجلس السيادى الذى طالبت قوى الحرية والتغيير بأن يكون رئيسه وأغلب أعضائه من المدنيين، فى حين أصر المجلس العسكرى على أن يكون غالبية أعضائه ورئيسه من العسكريين.

ومثّل موقف الصادق المهدى الميلاد الحقيقى لبلورة تيار إصلاحى حقيقى فى السودان بعيدا عن «المزيدات الثورية»، وهو موقف قد يفتح الطريق أمام كسر ثنائية الاستقطاب فى الساحة السودانية ممثلة فى المجلس العسكرى والقوى الثورية.

ويمكن اعتبار الصادق المهدى من السياسيين القلائل فى العالم العربى ذوى التاريخ الكبير المحافظ على إيمانه بالعدالة والديمقراطية، صحيح أنه ليس محل إجماع فى السودان، وسبق له أن حكم البلد قبل أن ينتقل لعقود طويلة إلى صفوف المعارضة والمنفى، إلا أنه لا أحد ينكر خبرته وإخلاصه لوطنه وأفكاره أيًّا كان الاتفاق والاختلاف معها.

وقد تبنى المهدى مع بداية الحراك الشعبى فى السودان الخيارات الثورية التى تمثلت فى الإسقاط الفورى للبشير (تسقط بس) دون أى تصور للنظام أو المسار البديل، بل اعتبر إسقاطه بمثابة «كبسولة التحرير»، وهو أمر فى الحقيقة يمكن فهمه من جماعات جديدة على العمل السياسى أو شباب فى بداية العشرينيات من عمرهم، ولكن بدا الأمر غريبا أن تخرج هذه الدعوة من سياسى مخضرم بتاريخ الصادق المهدى.

ورغم أنى كنت منتظرًا من الصادق المهدى أن يركز دوره وثقله السياسى على وضع كل الضمانات لكيلا يترشح البشير مرة أخرى فى انتخابات الرئاسة مع بداية العام المقبل ويحافظ بذلك على المسار الدستورى بدلا من حالة الفراغ الحالية.. وبما أن الرجل قد اختار أثناء الثورة أن يكون جزءا من تيار «تسقط بس» وقوى الحرية والتغيير حتى لا يفقد تأثيره فى الشارع ويخسر أغلب الرأى العام الذى طالب بالإسقاط الفورى للبشير.. إلا أن الرجل عاد بجرأة وشجاعة لجذوره الإصلاحية وقدم طرحًا جريئًا رغم مزايدات الكثيرين برفض الإضراب العام، وهو بذلك يسجل أول نقطة مؤثرة لصالح بناء تيار إصلاحى فى السودان، يعى أن التحدى الآن هو فى بناء نظام جديد، وهو ما يتطلب تحالفات وعلاقات قوة وضغطًا شعبيًّا من أجل البناء والإصلاح وليس فقط الرفض والاحتجاج.

السودان يحتاج إلى رجل جسر إصلاحى وليس حكمًا عسكريًّا ولا ثوريًّا ولا إخوانيًّا، وسواء كان الصادق المهدى هو هذا الرجل الجسر أو غيره، فإن رفضه الإضراب العام قد فتح الباب أمام ظهور تيار جديد ربما ينقذ السودان من الاستقطاب الحالى ويؤسس لدولة قانون وتجربة تحول ديمقراطى.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وتكلم الصادق المهدي  وتكلم الصادق المهدي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon