توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفرصة الثالثة

  مصر اليوم -

الفرصة الثالثة

بقلم : عمرو الشوبكي

كما يقال أحيانا فى اللهجة المصرية «التالتة تابتة» فقد لاحت فى الأفق فرصة ثالثة فى السودان من أجل بناء دولة قانون وانتقال ديمقراطى، بعد أن أخفقت فرصتان سابقتان، رغم مخاطر الفرصة الثالثة وصعوبتها.

والحقيقة أن الفرصة الأولى ضاعت حين أصرت قوى الثورة فى السودان على نظرية «تسقط بس»، ورفضت تركيز جهودها على ضمان تنحى البشير عن السلطة فى فبراير المقبل واحترام المسار الدستورى بعد أن أعلن تراجعه عن تعديل الدستور ومد بقائه فى السلطة لمدد أخرى.

أما الفرصة الثانية فجاءت عقب نجاح الثورة السودانية فى إسقاط البشير وتم إهدارها عقب فشل المفاوضات التى جرت بين المجلس العسكرى وقادة قوى الحرية والتغيير، حول نسب التمثيل فى المجلس السيادى بين المدنيين والعسكريين، وهنا وقعت قوى التغيير فى خطأ قاتل حين أصرت على تطويل المرحلة الانتقالية إلى 4 سنوات (قلصها المجلس العسكرى إلى 3 سنوات).

إن وجود مسار انتقالى مدته ثلاث سنوات خيار كارثى على السودان وعلى قوى التغيير، فمن ناحية هو يخلق سلطة ضعيفة منقسمة على ذاتها تتعارض فيها مراكز القوى وتقضى معظم وقتها فى عراك داخلى (دون سلطة فض المجلس العسكرى اعتصاما سلميا سقط فيه 100 قتيل)، فى ظل غياب سلطة مركزية منتخبة قادرة على الإنجاز ويحاسبها الشعب.

هل يتخيل قادة الحرية والتغيير أن من سيُختارون لدخول الوزارة أو البرلمان أو المجلس السيادى لن يثيروا حفيظة الآخرين الذين لم يمثلوا فى هذه المجالس وسنسمع عن اتهامات متبادلة (ترددت بقوة طوال الفترة الماضية) عن هذا الشخص أو ذلك التيار الذى باع الثورة أو تحالف مع المجلس العسكرى وغيرها من الاتهامات التى تعرفها التيارات المدنية.

هذه الحالة لن تستمر 3 سنوات إنما فى خلال أشهر قليلة ستجد قوى التغيير نفسها محاصرة من أغلب الشعب، الذى سيطالب بحكم «رجل النظام العام» أو بتدخل الجيش لعودة الأمن والاستقرار للبلاد.

لقد ضاعت الفرصة الثانية لعدم التوافق على «رجل جسر» بين النظامين القديم والجديد يُنتخب من الشعب بعد عام على الأكثر وليس فترة انتقالية ثلاث سنوات.

أما الفرصة الثالثة فلاحت عقب نجاح دعوة قوى الحرية والتغيير فى العصيان المدنى أمس، وهو ما يمكن أن يمثل ورقة ضغط قوية على المجلس العسكرى فى أى مفاوضات قادمة بين الطرفين دون إنكار لمخاطر الفوضى والمواجهات الأهلية.

الشارع ورقة ضغط فى كل بلاد العالم، وهو الذى أسقط البشير وغيره من الحكام المستبدين، ولكنه لا يكفى وحده، فالمطلوب مسار انتقالى آمن وناجح فى بلد يعانى من ضعف مؤسساته بما فيها جيشه، ومن خطر الانقسامات التى تهدد كيان دولته بعد أن عانت 30 عاما من تجريف وتخريب وأخونة.

المصدر :

المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرصة الثالثة الفرصة الثالثة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon