توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دائرة الإرهاب

  مصر اليوم -

دائرة الإرهاب

بقلم : عمرو الشوبكي

عملية سيناء الأخيرة مؤلمة على النفس، وقدمت رسائل للمجتمع تقول إننا لم ننتصر بعد على الإرهاب وأن الحرب مازالت مستمرة حتى ندحض الفكرة الإرهابية قبل تصفية الإرهابيين.

ومع كل حادثة إرهابية تبدأ نوعية من الإعلام فى تكرار المطالبة بإخلاء سيناء من السكان، ونسى هؤلاء الجهلة أو تناسوا أن أكبر انتصار للإرهاب هو فى إخلاء المناطق لا تعميرها وملئها بالبشر وهى عكس ما تتحدث عنه الدولة عن ضرورة تعمير سيناء وربطها بالدلتا وباقى المدن المصرية عبر أنفاق.

يقينا مواجهة الإرهاب لن تكون بالشعارات ولا بالأغانى الوطنية إنما بسياسات جديدة تبحث فى الأسباب الاجتماعية والسياسية التى تقف وراء الإرهاب ولا تكتفى فقط بالجوانب الدينية والعقائدية التى تراجعت أمام روايات الانتقام والثأر السياسى من الدولة.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع التنظيمات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة، إنما مع البيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة التى جعلت وجودها واقعا حقيقيا، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو مجتمعية أو علاقة ثأرية مع الدولة أو تضامنا قبليا وعائليا أو تضررا اقتصاديا أو قريبا قتل دون أن يعوض أهله، أو أوضاعا إنسانية صعبة يعيشها الكثيرون، خاصة فى سيناء، كل هذه الجوانب لابد من فتحها ومناقشتها ولدينا القدرة على فعل ذلك وتحقيق تقدم يغير من الواقع.

التركيز على أن المشكلة فى تفسيرات دينية متطرفة تخفى حقيقة الأبعاد المركبة للإرهاب الجديد التى باتت تشمل أبعادا سياسية واقتصادية وعالمية فلم تعد هى التنظيمات المحلية التى عرفتها مصر فى السبعينيات والثمانينيات مثل الجهاد والجماعة الإسلامية، إنما صارت تنظيمات عالمية عابرة للدول والحدود.

النصوص الدينية لا تصنع فى أى مكان عنفا أو إرهابا، إنما الوسيط البشرى الذى ينهل منها ويفسرها نتيجة ظروفه الاجتماعية والسياسية هو الذى يصنع هذا الإرهاب.

لماذا لم يفرز النص الدينى الموجود معنا منذ قرون تكفيريين فى العالمين العربى والإسلامى طوال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى مثلا؟ فلم يكن هناك تنظيم القاعدة ولا داعش رغم أننا كنا بلادا محتلة، وكان من يقود التحرر الوطنى فى بلادنا هى جماعات وطنية وليست جماعات دينية أو إخوانية أو داعشية.

النصوص الدينية لا تصنع عنفا ولا إرهابا إنما هى مثل البنزين لن يشتعل إلا إذا ألقى فيه عود ثقاب وهذا هو الواقع الاجتماعى والسياسى الذى يدفع البعض إلى تفسيرات متطرفة أو معتدلة تبعا لهذا الواقع.

الانتصار على الإرهاب سيبدأ حين يتم التمييز بين الواقع الاجتماعى والسياسى الذى يفرز الإرهابيين، وهنا يجب أن يتم التعامل معه برؤى سياسية واجتماعية، وبين التنظيمات الإرهابية المسلحة التى ستواجه أساسا بالأدوات الأمنية.

رحم الله شهداء سيناء والوطن.

المصدر :

المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دائرة الإرهاب دائرة الإرهاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon