الاستعداد لنهائي كأس الجمهورية لكرة القدم في الجزائر

    أسبوع واحد يفصلنا عن موعد نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم في الجزائر بين الاختصاصيين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، في مباراة واعدة ستشد إليها أنظار المتابعين للساحرة المستديرة في الجزائر وخارجها، الاتحاد وصل إلى المحطة النهائية بعد فوزه في نصف النهائي على مولودية وهران بهدف وحيد، فيما أقصت المولودية حامل اللقب "وفاق سطيف" بعد فوزها عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وسيلتقي  الفريقان لخامس مرة في نهائي كأس الجمهورية، حيث فازت المولودية باللقاءات الأربعة السابقة، آخرها في نسخة عام 2007 .  الاتحاد ثانياً في عدد التتويجات بكأس الجمهورية، حيث تذوّق حلاوتها في 7 مناسبات، متخلّفاً بتتويج واحد عن وفاق سطيف صاحب الرقم القياسي، بينما نال فريق المولودية 6 كؤوس متموقعاً في الرتبة الثالثة.    ونشط الاتحاد 9 نهائيات لمسابقة كأس الجمهورية انتهت بالخسارة، بينما لعب فريق المولودية الموعد نفسه في 6 مناسبات خلصت إلى حصد غلّتها، ما يفيد أن الأول سيخوض النهائي رقم 17 بينما يشارك الثاني في النهائي السابع.    خلال جولتنا في شوارع العاصمة وخصوصاً بالقرب من معاقل الناديين تشاهد الرايات العملاقة للفريقين، شباب يلبسون الزي الخاص بالفريق مع ارتفاع صوت الأغاني الخاصة بالفريقين من المقاهي، الظاهرة مسّت أيضاً فئة النساء من  المناصرات اللواتي تحسّرن على عدم قدرتهنّ مشاهدة المباراة مباشرة في ملعب 5 يوليو ، فالمهندسة المعمارية،  نوال، صاحبة 27 ربيعاً قالت إن عائلتها كلها من المناصرين للمولودية منذ أعوام وهو ما ولّد لديها حباً كبيراً للفريق وأضحت تتابع أخباره بانتظار، وتعتبر نفسها "شنوية"، وهي تسمية أنصار العميد مولودية الجزائر نظراً لأعدادهم الغفيرة في أنحاء العالم، انتقلنا إلى حي "باب الواد" الشعبي حيث التقينا،  ياسين، بائع ملابس في محل خاص، قال إنه يشجع "المسامعية" فريق اتحاد الجزائر رغم أنه يقطن في المنطقة المشهورة بوجود غالبية أنصار المولودية في الجزائر العاصمة، مُبدياً حبه للفريق الأحمر والأسود، مُتمنّياً تحقيق ألقاب عديدة هذا الموسم في الكأس العربية وكأس الكاف، وعند تنقلنا إلى منطقة "بولوغين" المكان الذي يفضله أنصار الاتحاد، صادفنا بعض الشباب ممن يبيعون مختلف الألبسة والأغراض الخاصة بالفريق، حيث أعربوا لنا عن وفائهم للفريق ومتابعتهم للنهائي وضرورة الفوز به.    ظاهرة الرايات العملاقة في شوارع الجزائر صنعت الحدث وصار أنصار الناديين يسابقون الزمن من أجل صنع أجملها وأكبرها تحضيراً لإدخالها إلى الملعب وتزيين المدرجات بها، حيث يصنع "الشناوة" أجواء مميزة جداً من خلال تعليق الأعلام ومختلف الرايات العملاقة بمختلف الكتابات والرسائل التي تشير إلى ألوان، تاريخ وأمجاد وشعارات أقدم نادٍ في الجزائر، ما جعل المنافسة كبيرة مع أنصار سوسطارة في تعليق الرايات العملاقة والأعلام حيث تلونت العاصمة وضواحيها كلها بألوان الفريقين وبخاصة اللونين الأخضر والأحمر.    أثارت الرايات المعلقة بين العمارات وأعمدة الكهرباء وفي الأماكن العامة والساحات وكل مكان ممكن أن تعلق فيه راية انتباه الجميع هذه الأيام في مختلف أحياء وأزقة ودوائر وطرق العاصمة وضواحيها وغيرها من الولايات ، وبات أمر تعليق الرايات ظاهرة حقيقية في شوارع العاصمة كلها وليس معاقل الأنصار في الأحياء والتجمعات السكنية الكبيرة على غرار باب الواد والقصبة.. رغم أن الأمر متعود عليه خصوصاً بين أنصار المولودية والاتحاد تاريخياً ولكنه هذه المرة بحجم أكبر بكثير حتى من النهائيات السابقة.