توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"التحول الديمقراطى فى روسيا" كتاب يتكهن بالربيع الروسى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التحول الديمقراطى فى روسيا كتاب يتكهن بالربيع الروسى

القاهرة - وكالات
صدر عن " دار العين " للنشر، كتاب "التحول الديمقراطى فى روسيا من يلتسين إلى بوتين ـــ التجربة والدروس فى ضوء الربيع العربى" للدكتور هانى شادى استاذ الاقتصاد السياسى فى جامعة موسكو. يقع الكتاب 247 صفحة، يتناول فيها المؤلف تاريخ انتقال روسيا من "الشمولية السوفيتية" إلى نموذج "الديمقراطية الموجهة" القائم حاليا. يتناول الفصل الأول "التحول الديمقراطى فى الفضاء السوفيتى ـــ نظرة عامة" مفهوم "الديمقراطية الموجهة" وعملية التحول الديمقراطى فى روسيا فى إطار نظريات الانتقال إلى الديمقراطية. كما يُلقى نظرة عامة على التحول الديمقراطى فى الفضاء السوفيتى السابق، والنتائج التى تمخض عنها. وفى الفصل الثانى "يلتسين والديمقراطية" يشير إلى الخطوات التى أقدم عليها الرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسين لغرس بذور نموذج "الديمقراطية الموجهة"، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتى، كان أول ما أعلنه يلتسين هو العمل على إعادة روسيا إلى "الحضارة العالمية والانتقال إلى اقتصاد السوق وبناء دولة ديمقراطية على غرار النموذج الغربى"ـ ولكنه اتجه نحو "الديمقراطية الموجهة"، وبناء نظام سياسى يتضمن، بجانب السمات الإجرائية للديمقراطية، سمات الحكم الفردى. وبعبارة أخرى تأسيس نظام "هجين" يجمع بين عناصر من الديمقراطية الإجرائية وعناصر من التسلط والحكم الشخصى للحاشية المقربة من رأس الدولة، وذلك فى ظل دعم من الدول الغربية التى كانت تتخوف من عودة الشيوعية فى تلك الفترة المبكرة من التحولات فى روسيا فاتبع يلتسين خطوات معينة، فى مقدمتها التخلص من البرلمان وقصفه بالدبابات، ووضع دستور جديد يمنحه صلاحيات كبيرة وواسعة فى مواجهة السلطة التشريعية، وإجراء انتخابات رئاسية فى 1996 امتزج فيها المال السياسى بالسلطة والتزوير من أجل الاستمرار فى الحكم لولاية ثانية. وبعد ذلك قام يلتسين بنقل السلطة الرئاسية إلى "الوريث" فلاديمير بوتين من أجل الحفاظ على النظام الذى أسسه. ولعب يلتسين وفريقه من أنصار "الليبرالية الجديدة" دورا كبيرا فى عزوف المواطنين فى روسيا عن التمسك بالقيم الديمقراطية بسبب إصلاحات السوق الراديكالية والنتائج السلبية التى تمخضت عنها. فهذه الإصلاحات التى اعتمدت على مبدأ أن "السوق قادرة على حل جميع المشاكل وبناء الديمقراطية"، انتهت بأزمة سياسية واقتصادية عنيفة فى البلاد، وجعلت الروس يهللون للزعيم الجديد صاحب القبضة القوية، فلاديمير بوتين. وفى الفصل الثالث "صعود بوتين وترسيخ الديمقراطية الموجهة" يكشف المؤلف عن الخطوات والآليات التى اتبعها فلاديمير بوتين لترسيخ نموذج "الديمقراطية الموجهة" فى روسيا على مدار السنوات الأخيرة، ذلك النموذج الذى لا يفترض "تداول السلطة" عبر انتخابات نزيهة وشفافة بين القوى السياسية المختلفة فى المجتمع الروسى، وإنما يفترض "تبادل السلطة"، خاصة الرئاسية، داخل المجموعة الضيقة التى تسيطر على الحكم فى البلاد. ونتيجة لذلك لم تصل المعارضة السياسية إلى السلطة فى روسيا حتى وقتنا الحاضر، كما حدث فى بلدان شرق ووسط أوروبا، فقد جاء الوريث (فلاديمير بوتين) ليعمل بقوة على ترسيخ "الديمقراطية الموجهة" وتقوية سلطته الشخصية من خلال تقوية السلطة المركزية فى مواجهة الأطراف المكونة للاتحاد الفيدرالى الروسى، ومن خلال إخضاع طواغيت المال (الأوليغاركيا) ووسائل الإعلام، والسيطرة القصوى أو شبه القصوى على النظامين الانتخابى والحزبى، وتوريث السلطة الرئاسية مرة ثانية لأحد المقربين منه (دميترى ميدفيديف )، الذى تعهد بإرجاعها بعد ولاية واحدة إلى "زعيم الأمة". وبالفعل بعد مرور ولاية رئاسية واحدة (2008 ـــــ 2012 )، أعلن ميدفيديف بنفسه ترشيح بوتين للرئاسة من جديد. ويرصد الكتاب أيضا دور أسعار النفط والغاز المرتفعة عالميا، وما نجم عنها من نمو اقتصادى غير مسبوق فى تاريخ روسيا، ساعد بوتين على ترسيخ نموذج "الديمقراطية الموجهة" وتقوية سلطته الشخصية. غير أن هذا النموذج بات يعانى اليوم من مأزق كبير. وفى الفصل الأخير يشير إلى "مستقبل الديمقراطية الموجهة فى روسيا". ويتعرض لعودة بوتين إلى الكرملين من جديد فى مرآة "الربيع العربى"، ويربط بين نموذج "الديمقراطية الموجهة " القائم فى روسيا وموقف الكرملين "المتحفظ والحذر" من الانتفاضات الشعبية فى بعض البلدان العربية. ويتطرق أيضا إلى السيناريوهات المختلفة والمحتملة، المطروحة فى الساحة الروسية والمتعلقة بمستقبل النظام السياسى فى روسيا. ويتناول آراء العديد من الباحثين الروس، الذين يعتقدون أن أزمة نظام "الديمقراطية الموجهة " فى روسيا " حتمية "، ويعتبرون أن السيناريو الأمثل هو إحداث " ثورة من أعلى "، على غرار ما جرى مع ميخائيل غورباتشوف نهاية عهد الاتحاد السوفيتى السابق، وذلك عن طريق التفكيك الواعى والمنظم للنظام القائم والانتقال إلى الديمقراطية الحقيقية. أما السيناريو الثانى، فيتعلق بمرور روسيا بدورة جديدة من حكم بوتين تعتمد بشكل أساسى على تراث يورى أندروبوف، الذى تولى رئاسة الـ" كى جى بى " لفترة طويلة، وتولى قيادة الاتحاد السوفيتى فى مطلع الثمانينات لمدة 15 شهرا. ومن المعروف أن بوتين لا يخفى إعجابه بيورى أندروبوف. لقد شرع أندروبوف فى ثمانينيات القرن الماضى فى تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية من " أعلى " دون المساس بالنظام السياسى السوفيتى، حيث تركزت إصلاحاته اساسا على محاربة الفساد والتأكيد على ضرورة السيطرة بقوة على النظام السياسى، وقيادة الدولة للاقتصاد عبر دور أساسى لجهاز الـ" كى جى بى". إن عودة بوتين إلى الكرملين مجددا فى 2012، والاحتمال الكبير لاستمراره فى الرئاسة حتى العام 2024، أدت إلى ظهور سيناريو آخر يتعلق باحتمال إصابة روسيا بنوع من " الركود " على غرار فترة حكم ليونيد بريجنيف للاتحاد السوفيتى. ويستند هذا السيناريو إلى أن استمرار بوتين فى الحكم لفترة جديدة طويلة قد يزيد من ميل النخبة الحاكمة نحو النزعة " المحافظة " لإيمانها بأنها لن تُزاح عن السلطة، لأن زعيمها موجود وسيستمر على الدوام. وإذا استمر بوتين فى الحكم حتى عام 2024، سيكون بذلك قد حكم روسيا كرئيس لمدة 20 عاما، وإذا أضفنا الأعوام الأربعة التى تولى فيها رئاسة الوزراء (2008 ـــ 2012)، سيكون قد حكم روسيا لمدة 24 عاما. وهى مدة اقل قليلا من مدة حكم ستالين (30 سنة)، وأطول من مدة حكم بريجنيف (18 عاما). من السيناريوهات الأخرى، التى تُطرح فى الكتاب، سيناريو "الربيع الروسى" على غرار "الربيع العربى". ويستند هذا السيناريو إلى تكهن البعض باستمرار الاحتجاجات الشعبية السلمية مستقبلا، للمطالبة بانتخابات شفافة ونزيهة والانتقال إلى ديمقراطية حقيقية لتداول السلطة، ونظام عادل لتوزيع الدخول والثروات ومكافحة الفساد. ويرى مؤلف الكتاب أنه من الصعوبة بمكان التكهن اليوم بمستقبل الحركة الاحتجاجية الشعبية فى روسيا خاصة بعد تراجعها فى الفترة الأخيرة، لأسباب كثيرة منها تشرذم هذه الحركة وضعفها الحالى، واستمرار تمتع بوتين بتأييد مجموعات غير قليلة من الانصار وأصحاب المصالح. وفى مواجهة السيناريوهات المشار إليها، يتعرض المؤلف فى كتابه إلى آراء المدافعين عن نظام بوتين (نظام الديمقراطية الموجهة)، الذين يعتقدون أن بوتين بعد عودته من جديد إلى الكرملين سيجرى اصلاحات سياسية واقتصادية هامة تخلص روسيا من الفساد وتحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ويرى المؤلف فى خاتمة الكتاب أن ما جرى فى روسيا مع "الديمقراطية" يمكن أن يتكرر مستقبلا فى دول أخرى، ويطرح ضرورة تطوير منظومة "رباعية الأبعاد" تتضمن الديمقراطية المباشرة، والديمقراطية الاجتماعية، والديمقراطية الاقتصادية، والديمقراطية الدستورية الحديثة.
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحول الديمقراطى فى روسيا كتاب يتكهن بالربيع الروسى التحول الديمقراطى فى روسيا كتاب يتكهن بالربيع الروسى



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحول الديمقراطى فى روسيا كتاب يتكهن بالربيع الروسى التحول الديمقراطى فى روسيا كتاب يتكهن بالربيع الروسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon