توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أثر على اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ

" NOAA" لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم -  NOAA لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب

الدكتور جون بيتس
واشنطن رولا عيسى

نشرت منظمة إدارة الغلاف الجوي والمحيطات الوطنية الأميركية "NOAA"، بيانات تاريخية مبالغ فيها عن ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أثر توقيت نشرها على اتفاقية باريس التاريخية بشأن تغير المناخ، وأوضح مصدر رفيع أن منظمة "NOAA"، لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير مؤثر معيب بهدف الوصول إلى الحد الأقصى من التأثير المحتمل على زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس في عام 2015.

 noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب

وأكد التقرير الذي نشرته المنظمة أن تباطؤ ظاهرة الاحتباس الحراري، في الفترة منذ عام 1998، والتي كشف عنها علماء الأمم المتحدة عام 2013 غير موجود في الأساس، وأن درجات الحرارة في العالم، ترتفع بمعدل أسرع مما توقعه العلماء، ونشر التقرير في العديد من وسائل الإعلام عبر العالم، واستشهد به السياسيون وصانعو السياسات مرارًا وتكرارًا، إلا أن الدكتور جون بيتس كبير العلماء في منظمة "NOAA"، أظهر لجريدة "ديلي ميل"، الأحد، أدلة دامغة على أن التقرير استند إلي بيانات مضللة لم يتم التحقق منها، حيث لم يخضع التقرير لعملية التقييم الداخلية الصارمة التي وضعها الدكتور بيتس، فيما تم التجاوز عن اعتراضات بيتس الشديدة على التقرير من قبل رؤساؤه في المنظمة، وهو ما وصفه بيتس باعتباره "محاولة سافرة للتأثير المكثف"، على ما عرف باسم ورقة Pausebuster.

ومن المرجح أن إفشاء هذه المعلومة يدعم عزم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، على الانسحاب من صفقة باريس، وهو ما يثير خلاف سياسي مكثف، واتهم بيتس مؤلف التقرير توماس كارل الذي كان مدير قسم البيانات المناخية حتى العام الماضي، بالإصرار على اتخاذ قرارات وخيارات علمية، تعظم من ارتفاع درجات الحرارة مع التقليل من التوثيق، في محاولة للتشكيك من فكرة توقف الاحتباس الحراري، وأسرع بالنشر للتأثير على المداولات الوطنية والدولية بشأن سياسة المناخ".

وتأثرت الوفود الرسمية من أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بدراسة منظمة "NOAA"، وتوصلوا إلى اتفاقية باريس والتزمت الدول المتقدمة بتخفيضات شاملة في استخدام الوقود الأحفوري، وإنفاق 80 مليار أسترليني سنويًا على مشاريع مساعدات جديدة لها علاقة بالمناخ، وأثارت الفضيحة فوضى بشأن فضيحة أخرى، خاصة بالمناخ اندلعت قبل وقت قصير من قمة الأمم المتحدة للمناخ عام 2009، حيث تبين من خلال رسائل مسربة بين علماء المناخ، أنه تم التلاعب وإخفاء بعض البيانات، وكان بعضهم خبراء بريطانيين في وحدة أبحاث المناخ من جامعة إيست أنجليا.

 noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب

واستند تقرير "Pausebuster"، من منظمة "NOAA"، عام 2015 إلى بيانات مجموعتين من درجات الحرارة إحداها تحتوي على قياسات درجات الحرارة، على سطح كوكب الأرض والأخرى على سطح البحار، إلا أن هذه البيانات كانت معيبة، وكان من المفترض مراجعة البيانات الخاصة بدرجات الحرارة في سطح البحار، نظرًا لاستخدامها أساليب غير موثوق بها ما أدى إلى المبالغة في سرعة ارتفاع حرارة الأرض، وتأثرت بيانات درجة حرارة الأرض بأخطاء كبيرة في البرامج التي أخرجت النتائج، فيما اعتمد التقرير الذي تم نشره على البيانات الأولية التي لم يتم مراجعتها أو التحقق منها، ولم يتم إصدار النسخة النهائية.

وتقاعد بيتس من "NOAA"، نهاية العام الماضي بعد مسيرة مدتها 40 عامًا في مجال الأرصاد الجوية، ومنحته إدارة أوباما ميدالية ذهبية لوضعه معايير ملزمة، لإنتاج وحفظ سجلات البيانات المناخية، وعندما وصل الأمر إلى إصدار التقرير وتأثيره على اتفاقية باريس، اعتبر بيتس أن ذلك تجاهل صارخ لهذه المعايير.

ونشر التقرير في يونيو/ حزازين 2015 مشيرًا إلى أن المعلومات الخاصة بتوقف الاحترار أو تباطؤه مجرد خرافة، وأشار تقرير أخر أجراه الفريق الحكومي الدولي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "IPCC"، بالاعتماد على مئات العلماء من جميع أنحاء العالم، إلى وجود اتجاه صغير لزيادة درجة الحرارة خلال 15 عامًا من 1998-2012، عن فترة 30-60 عامًا مضت، وأصبح شرح توقف الاحترار قضية أساسية لعلم المناخ، وتبناه المشككون في ظاهرة الاحتباس الحراري، في ظل استمرار نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في الارتفاع.

وأشار الكثير من العلماء إلى أن توقف الاحترار في المناخ، يعني أن العالم أصبح أقل حساسية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، عما كان يعتقد سابقًا، ولذلك سيكون الاحترار أبطأ في المستقبل، وبين تقرير Pausebuster أن معدل الاحترار العالمي من 1950-1999 كان 0.113 درجة مئوية لكل عقد، وارتفع من 2000-2014 إلى 0.116، فيما أوضحت "بي بي سي"، أن توقف الاحترار العالمي، مجرد وهم ناجم عن استخدام بيانات غير دقيقة.

وأجرى الدكتور بيتس، بعد أسابيع من نشر تقرير "NOAA"، فحص بنفسه وتوصل إلى نتائج غير عادية، وتبين له أن كارل وفريقه فشلوا في اتباع الإجراءات الرسمية المطلوبة للموافقة على البيانات، وأرشفتها كما أنهم استخدموا برنامج تجريبي مبكر، حاول الجمع بين مجموعتين منفصلتين من السجلات، وخضع ذلك إلى عملية تعرف باسم "تعديل التجانس"، وهي طريقة تستخدم لاكتشاف القراءات الفردية المضللة من محطات الأرصاد الجوية، من خلال مقارنتها مع الآخرين في الأماكن القريبة.

وتحتاج هذه العملية إلى دقة شديدة، فيما لم تكن البيانات جاهزة للاستخدام العملي، وبعد أكثر من عامين من إصدار التقرير لا زالت نسخة برنامج GHCN خاضعة للاختبار، أضف لذلك أخطاء البرنامج التي جعلته غير مستقر، حتى أنه أعطي قراءة مختلفة لدرجات الحرارة في كل مرة يتم تشغيله فيها، ولم يتم الموافقة على الإصدار الجديد من البرنامج الخالي من الأخطاء.

وتابع الدكتوير بيتس "علمت أيضا أن الكمبيوتر المستخدم في معالجة هذا البرنامج عانى من فشل ذريع"، ولم يعرف سبب هذا الفشل، ويعني ذلك أن تقرير Pausebuster لم يتم التحقق منه أو مراجعته من قبل علماء آخرين، ونوقشت الاستنتاجات الخاطئة في التقرير على نطاق واسع من قبل مندوبين في مؤتمر باريس لتغير المناخ، وكان كارل مؤلف التقرير على علاقة طويلة الأمد بالمستشار العلمي لأوباما جون هولدرن، ما أتاح له وسيلة تواصل مفتوحة مع البيت الأبيض، وكان هولدرن مدافعًا قويًا عن تدابير الحد من الانبعاثات.

وزعم ديفيد كاميرون في مؤتمر باريس أن "97% من العلماء قالوا إن تغير المناخ مشكلة ملحة ومن صنع الإنسان ويجب التصدي لها"، داعيًا إلى آلية قانونية ملزمة لضمان آلا يحصل العالم على زيادة أكبر من درجتين مئويتين عن عصور ما قبل الصناعة، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، على خطة الطاقة النظيفة له في المؤتمر، ما ألزم محطات الطاقة الأميركية بتخفيض الانبعاثات بشكل كبير، بينما تعهد ترامب بإلغاء ذلك والانسحاب من الاتفاقية.

وأضاف الدكتور بيتس "هناك حاجة إلى إجراء تغيير جوهري في طريقة تعامل NOAA مع البيانات بحيث يتمكن الناس من فحص نتائج علمية صحيحة، وأتمنى أن يكون ذلك دعوة للاستيقاظ لمجتمع تغير المناخ، وهي إشارة بأنه علينا أن نتأكد من عدم تكرار هذه الحماقة مرة أخرى، أريد معالجة المشاكلة النظامية ولا أهتم بما إن كان التعديل على قواعد البيانات سيجعل درجات الحرارة ترتفع أو تنخفض، ولكن أريد أن تتحدث الملاحظات عن نفسها ولذلك يجب التركيز على الحفاظ على المعايير الأخلاقية، يا لها من مفارقة هناك الأن فكرة أن ترامب سيلقي البيانات المناخية في سلة المهملات، في حين أن القرارات الرئيسية في وقت سابق اتخذت من قبل شخص كان عليه أن يحافظ على نزاهتها لكنه فشل".

وأطلقت لجنة العلوم في مجلس النواب الأميركي، تحقيق في مزاعم تقرير Pausebuster بعد نشره، ورفضت منظمة "NOAA "، الامتثال لطلبات الاستدعاء عبر رسائل داخلية من رئيس اللجنة الجمهوري لامار سميث، وأدعت كذبًا أن أحد لم يثر أي مخاوف بشأن التقرير داخليًا، وشكر السيد سميث الدكتور بيتس، لكشفه الحقيقة بشأن التلاعب بالبيانات للتوافق مع نتيجة سياسية محدده سلفًا، مضيفًا "استخدمت دراسة كارل بيانات خاطئة في محاولة لدعم أجندة الرئيس بشأن تغير المناخ مع تجاهل معايير NOAA  الخاصة للدراسة العلمية".

وأعلن البروفيسور كاري رئيس شبكة توقعات الطقس، "إجراء تعديلات كبيرة على البيانات الخام وتغييرات جوهرية في إصدارات البيانات تعني شكوكًا كبيرة"، واعترف كارل بعدم أرشفة البيانات عند نشر التقرير، وذكر ردًا على سؤال "لماذا لم تنتظر" جون بيتس يتحدث عن عملية رسمية تستغرق وقتًا طويلًا"، نافًيا تسرعه لإصدار التقرير في توقيت قمة باريس، قائلا "لم يكن هناك أي نقاش بشأن باريس".

واعترف أيضًا بأن النسخة النهائية المتوافق عليها من بيانات برنامج GHCN مختلفة، عن الإصدار المستخدم في التقرير. وذكر جيرمي بيرغ، رئيس تحرير مجلة Science، التي نشرت التقرير "أثار الدكتور بيتس بعض المخاوف الخطيرة، وسننظر في الخيارات لدينا بعد نتائج التحقيقات، بما في ذلك إمكانية التراجع عن التقرير"، فيما رفضت منظمة NOAA التعليق.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب  noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب  noaa لم تراع الأمانة العلمية عند نشر تقرير كاذب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon