توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار "داعش" ويجمعون جثث مقاتليه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار "داعش"
بغداد ـ نهال قباني

أقدم رجال القمامة في الموصل على وضع كل أكياس الجثث منفردة وفتحها، بحيث يتمكن مشرفهم من تصوير البقايا الموجودة بداخلها، فقط في حال تقدّم أحدهم ليسأل عن شخص مفقود، ولكن يبدو أنه من غير المحتمل أن يتمكن أي شخص من التعرف على أحبائهم من صور بالهاتف، بالإضافة إلى أن تحلل الجثث سيجعل ذلك مستحيلًا، خاصة وأنه لم يتم جمع أي "دى إن ايه" DNA للتعرف عليها في المستقبل قبل دفن الجثث في حفرة على حافة مدينة في ضواحي الموصل، وفي النهاية، أصبحت هناك كومة أخرى من الجثث المجهولة الهوية في مقبرة جماعية، مثل كثيرين آخرين في بلد يعاني من العنف، وهذه المرة يُعتقد أن معظم القتلى هم مقاتلين من تنظيم "داعش" قُتلوا في المراحل الأخيرة من معركة الموصل.

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه

وقال عمال المدينة إنه منذ أغسطس/آب من العام الماضي، قاموا باستعادة ودفن ما يُقدر بنحو 950 جثة من هذا القبيل، وقد كافحت البلدية لمواكبة عودة السكان بعد طرد داعش قبل عام تقريبا، وليس لدى الموصل "الأفراد" للتركيز على جثث المقطوعة والأجهزة غير المنفجرة، لذا قامت المدينة بتجنيد رجال القمامة للمساعدة في هذه المهام القاتمة التي لم يتم تدريبهم عليها.

داعش قامت بتفخيخ شاحنات نفايات واستخدامها لغلق الطرق

ويقول المصور إيفور بريكيت الذي قام بزيارة مؤخرًا إلى الموصل "اقتربت من مكب نفايات البلدية الرئيسي في المدينة على المشارف الشرقية للمدينة، وذلك أعادني إلى العام السابق عندما رافقت القوات الخاصة العراقية التي دخلت المدينة تحت الحصار، وكان الدخان والرائحة القوية لحرق القمامة تذكرنا بالمعركة في الموصل، ولكن هذا كان وقت السلم، وعادت الأمور إلى طبيعتها في الموصل بطرق عديدة، وبشكل ملحوظ، فبالنظر إلى مستوى الدمار والقتل في السنوات الأخيرة، جزء من الحياة الطبيعية هو جمع النفايات، فالمهمة الرئيسية هناك أصبحت لهواة جمع القمامة، ومشكلة القمامة المتزايدة هي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة والبلدية، وهناك عودة للسكان إلى المدينة التي كانت قبل أقل من عام متورطة في حروب شديدة، تراكمت القمامة، وظهرت مقالب غير رسمية في جميع أنحاء المدينة، بالإضافة إلى مشكلة رئيسية هي عدم وجود شاحنات نفايات، حاول مقاتلو الدولة الإسلامية الدفاع عن مواقعهم في الموصل باستخدام شاحنات نفايات مملوكة للدولة لإغلاق الطرق وحتى تحويل بعضهم إلى شاحنات مفخخة، خلال أشهر من المعركة المكثفة لانتزاع المدينة بعد ثلاث سنوات من حكم المتشددين، تم تدمير الشاحنات إما عن طريق الضربات الجوية أو تفجيرها من قبل المقاتلين المتطرفين أنفسهم".

في مكب المدينة الرئيسي، قام بعض من أفقر سكان المدينة بالتنقيب عن الأنقاض بحثًا عن أي شيء يمكن إنقاذه، وكانت رائحة كريهة تنبعث من بحر القمامة لا يمكن تفاديها، وكان الدخان الكثيف الذي ينبعث منه الغاز الكيميائي يحرق الأنف، العديد من الزبالون كانوا أطفال صغار، تسلّحوا بقضبان معدنية، ونزلوا على قمامة جديدة وصلت مع مزيج من الإثارة واليأس، وبدا أنهم يشجعون بعضهم البعض على فكرة أنه يمكن أن يكون هناك كنز وسط القمامة.

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه

النساء كُن ممنوعات من العمل في ظل حكم داعش

وكان هناك العديد من النساء اللواتي يقمن بالبحث في هذه الظروف القاسية، وعلى الرغم من خوفهم من صحافي أجنبي، فإن أكبر أفراد المجموعة أوضحوا أن العديد منهم من الأرامل وهذه هي طريقتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة وإعالة أطفالهن، وقالت احداهن إنه في ظل تنظيم داعش، كانت المرأة ممنوعة من القيام بهذا النشاط.

منطقة "ميدان" أصبحت تحمل علامة "هنا مقبرة داعش"

وينتهي الأمر بانتشال جامعي النفايات الأجسام في مكب نفايات، ولكن يتم دفنها في حفر ككتلة غير مميزة، وإذا عثروا على جثة يعتقدون أنها تخص مدنيًا وليس مقاتلًا من تنظيم داعش، فسيقومون بتسليمها إلى المشرحة، ويقول بريكت : تابعت فريقًا من العاملين في الجزء الأكثر تعرضًا للدمار في البلدة القديمة، حيث قام المسلحون بمعرفتهم الأخيرة وشاهدت العمال أثناء قيامهم بتفتيش الأنقاض بحثًا عن أي إشارات على وجود جثث، في كثير من الأحيان، كان السكان المحليون يوجهونهم نحو الرائحة الكريهة، ويشكون من أنهم لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب الرائحة، وإن منطقة "ميدان" التي حُشر فيها المسلحون في نهاية الأمر، وقد تم قتلهم في النهاية، أصبحت الآن تحمل علامة تقول باللغة العربية: "هنا مقبرة داعش".

كيف يتعرف عمال النفايات على جثث مقاتلي داعش

بعد أكثر من ستة أشهر من التحلل، كان من الصعب جدًا معرفة الكثير عن الرفات، لا سيما من دون أي نوع من التدريب أو المعدات القضائية، لكن مع كل هيئة، سيجد العمال علامة تحذير تشير إلى وجود عضو في داعش، إما أنها كانت عبارة عن ملابس الجديدة، أو لحية طويلة أو أحذية رياضية جديدة نسبيا، والتي قالوا إنها كانت فقط للمقاتلين في تلك المرحلة، وفي كثير من الحالات، بدا من المستحيل معرفة ذلك، وفي منزل متهدم يقع على ضفة النهر فوق نهر دجلة ذي اللون الزمرد، امتلأت غرفة يصعب الوصول إليها بأكثر من 30 جثة مكدسة فوق بعضها البعض، إما أنهم أُعدموا أثناء الاستلقاء أو القتل في مكان آخر وإلقاءهم في الداخل، لكن لم يكن هناك أي علامة على أي شخص مؤهل أو مهتم بمحاولة التأكد مما حدث لهؤلاء الناس.

وأخذ رجال القمامة بضعة جثث من الغرفة لكنهم قرروا بعد ذلك أنهم بحاجة إلى الاتصال بحفار لمسح طريق أكثر مباشرة إلى المنزل، وبمجرد أن يملأ الرجال شاحنتهم المسطحة بما يقرب من 20 جثة، فقد حان الوقت لاصطحابهم للدفن، على بُعد أقل من 20 دقيقة بالسيارة من مكب الصحاجي على الجانب الغربي من الموصل، كانت هناك حفّارة تعمل بالفعل على حفر المقبرة الجماعية التي ستوضع فيها الجثث قريبًا، ويبدو أن أحد الجثث الأكثر سلامة كان يحمل ذراعه إلى وجهه كما لو كان يحاول أن يحمي نفسه، بينما كان هناك ضجيجا ضاحكا بين العمال وهم يمزحون بأنه بدا وكأنه مقاتل لداعش كان خائفًا من الموت.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه عمال نفايات في الموصل يزيلون آثار داعش ويجمعون جثث مقاتليه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon