توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرة إلى الصراع بين "داعش" و"القاعدة" في سيناء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نظرة إلى الصراع بين داعش والقاعدة في سيناء

تنظيم القاعدة
القاهرة ـ عادل سلامه

أعلنت جماعة أنصار الإسلام المنتمية لتنظيم القاعدة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تبنيها لعملية الواحات التي وقعت في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وراح ضحيتها 16 عنصرًا من قوات الأمن، لكنها على العكس من ذلك سارعت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني بنفي مسؤوليتها عن تفجير مسجد قرية الروضة التي تبعد عن محافظة العريش 50 كم، وتبعد عن مركز بئر العبد 40 كم والذي وقع ضحيته 305 قتلى و138 مصابًا الجمعة قبل الماضية 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

يعد تفجير مسجد الروضة من حيث عدد الضحايا، الأكثر ضخامة بين عمليات التطرف في مصر، إذ إنه يتجاوز حادث التفجير المتطرف للطائرة الروسية التي تحطمت بعد مغادرتها مطار شرم الشيخ الدولي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وراح ضحيته 224 قتيلًا على متنها، ومتجاوزًا كذلك حادث الأقصر الشهير في نوفمبر عام 1997 الذي راح ضحيته 58 سائحًا، كما أنه رغم قربه الزمني يتجاوز أضعافا كثيرة حادث عملية الواحات في الصحراء الغربية قبله بأسابيع قليلة.

كما يعد الحادث الثاني في ترتيب عمليات التطرف في العالم خلال العام الجاري 2017 وقبله التفجير الانتحاري الذي قامت به حركة الشباب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2017 ، في العاصمة الصومالية مقديشو، الذي أودى بحياة أكثر من 358 قتيلًا.

يرشح حادث مسجد الروضة لمزيد من الصراع بين القاعدة وفروعها من جهة وبين داعش من جهة أخرى، وهو الصراع الذي بدأت بوادره خلال الشهرين الماضيين، حيث أعلنت جماعة جند الإسلام في سيناء إصرارها على إقامة الحد على خوارج داعش كما وصفتهم في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

نرجح أن الصراع بين داعش والقاعدة ، سينقل بملامح مشهديه السوري والعراقي، كاملًا إلى سيناء المصرية، في الصدام بينهما، والصراع على قيادة الجهاد العالمي وشرعية القبول لدى الآخرين، والتوسع في استهداف المدنيين ودور العبادة، الكنائس والمساجد، والصراع الوجودي بينهما واستهداف كل منهما للآخر بشكل كامل، خاصة مع تحول غلاة داعش لمنحى أكثر تكفيرية تجاه رموز القاعدة الكبيرة شأن زعيمها الراحل أسامة بن لادن أو زعيمها الجاري أيمن الظواهري وتكفيرهم في عدد من الكتيبات التي صدرت مؤخرًا في الجبهة السورية والعراقية، ويتم تداولها.

الارتباك الداعشي ووعيد القاعدة

باستثناء داعش ، أعلنت مختلف المجموعات التطرفية في سيناء تبرؤها من استهداف المسجد ومصليه في قرية الروضة، بدءً من جماعة أنصار الإسلام ، وجماعة جند الإسلام وقبله بيان حركة حسم المتطرفة، غير الموجودة أو النشطة في سيناء، وهو ما تزامن مع عظم الغضب والتنديد الشعبي والرسمي والدولي ضد هذه العملية التطرفية.

بدأ الارتباك والتردد واضحًا على داعش ، في تعاطيها مع حادث تفجير مسجد الروضة، ومن باب التورية، نشرت داعش الأم بعد الحادث بيوم بيانين بعيدين عن موضوعه، وعن استهداف عناصر من الجيش المصري وفي العراق واليمن وغيرها، دون أن تتبنى عملية مسجد الروضة أو تدينها، وسكت التنظيم، عبر مختلف أذرعه الإعلامية عن التصريح أو إصدار أي بيان، ولكن ظلت إشارة الاتهام إليه، قائمة ومرجحة عند الكثيرين، واتهامه الذي يرجحه الكافة ، وهو ما يفسر بخوفه من وقع وتداعيات العمل عليه، الذي لا يعدم الكثير من الأذرع الإعلامية التي تعبر عنه.

فقد جاء بيان جماعة أنصار الإسلام يحمل الوعيد، وينذر بمزيد من الصدام بين داعش والقاعدة في سيناء، وجاء عنوانه قتل المصلين براءة من الله وعهد على الثأر من المعتدين ، مؤكدًا على الثأر ممن قام بهذه الجريمة، ومن أيدها، في بيان جماعة أنصار الإسلام المرجح ارتباطها بـالقاعدة كذلك فعلت جماعة جند الإسلام التي يرجح ارتباطها بالسابقة أو بـ"القاعدة" كذلك، وتهديدها القائمين بهذا العمل، وسبق أن استهدفت هذه الجماعة تحديدًا عناصر "داعش" في عدد من العمليات أعلنتها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2017 "جند الإسلام" ، ضد تنظيم "داعش" أو من سمتهم بخوارج البغدادي في سيناء.

يرجح توجه "داعش" وارتكاب هذا الجرم الشنيع الذي يليق بها تاريخها في مناطق وجودها المختلفة، حيث تنفي الاختلاف ولا تبالي باستهداف المدنيين أو المختلفين، أيًا كانوا من تنظيمات منافسة أو اتجاهات معادية أو مخالفة، يفعلها غلاتهم مع كل مخالفيهم سواء كانوا علماء كما فعلوا في العراق أو سورية ، أو متشددين مختلفين معها، كما فعلوا مع أبي خالد السوري القيادي القاعدي المعروف في مارس/آذار عام 2014 والذي كان منطلق الخلاف مع القاعدة فيما بعد، أو معاركهم الدائمة مع التنظيمات المخالفة التي ترفض بيعتها وخليفتها في كل مكان، حتى استهدف الأخير شيخه السابق أبو عبد الله المنصور قائد جيش المجاهدين في العراق وأصر على قتله حسب ما رواه أبو ماريا القحطاني وغيره، وكان من مواضع الخلاف القوية بينهم وبين النصرة التي فصلت بينهم كذلك فيما بعد ، ثم استمر قتالهم وتصفية المتطرفين والغلاة لبعضهم بعضًا أو لمخالفيهم.

وفي سيناء تحضر الكثير من الشواهد على ارتباك "داعش" وترددها في إعلان مسؤوليتها عن عملية مسجد الروضة، في مقدمتها ما قام به التنظيم في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 ، حين نفذ مجرموه جريمة قتل سليمان أبو حراز ، أحد أكبر مشايخ الطرق الصوفية في محافظة سيناء المصرية والبالغ من العمر حينها 98 عامًا مع شيخ آخر، ونشر التنظيم فيديو يظهر إعدامه ذبحًا على الهواء.

كما يؤكد المسؤولية الداعشية عن تفجير مسجد الروضة ما نشره منظر التنظيم أبو مصعب المصري، منسوب سابق لجماعة الإخوان ، وكبير شرعي "داعش" سيناء الآن، في العدد 58 من نشرة "داعش" "النبأ" الصادر في 7 ديسمبر/كانون الأول عام 2016 حيث هدد هذا "الداعشي" في حوار معه ثلاثة مساجد للصوفية في مصر باستهدافها، كان في مقدمتها مسجد عيد أبو جرير بقرية الروضة بسيناء الذي شهد المجزرة البشعة الجمعة الماضية وسقط فيها 305 قتلى، وزاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود بالشرقية، وكلها مساجد تابعة للطريقة المذكورة.

استحلال دور العبادة... سمة مشتركة

مما يرجح مسؤولية "داعش" عن هذا الجرم التطرفي غير المسبوق فهو تاريخ عمليات التطرف، من "داعش" إلى بعض فروع القاعدة في تفجير دور العبادة واستحلالها، الذي سنه سلفه أبو مصعب الزرقاوي في فبراير/شباط 2006 بتفجير مزارات ضريحي علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في العراق المقدسين لدى الطائفة الشيعية، وهو ما ردت عليه بعض الميليشيات الشيعية الفعل بإحراق مساجد سنية وهدمها وحدثت أعمال قتل عشوائي وأعلن الوقف السني أن ما يقرب 168 مسجدًا سنياً تعرض للهجوم وتم قتل 10 أئمة في المساجد وخطف 15 آخرين في بغداد وحدها.

ثم أتى النموذج المعروف في تفجير كنيسة سيدة النجاة في 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل 58 قتيلًا وإصابة 78 آخرين، ثم كان التفجير التالي في تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية الأول من يناير/كانون الثاني) عام 2011 الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلًا وسبعة وتسعين جريحًا حينها.

ويبدو هذا الاستهداف سمة الأبجديات المتطرفة وتوظيفاتها المتبادلة، قصدًا أو من دون قصد، فردا على جرائم "داعش" في المدن العراقية وتماهيا معه كان تفجير وقتل سبعين من المصلين في مسجد ديالى السني في أغسطس/آب عام 2014 ثم مقتل 75 مصليًا في مسجد بها أيضا في يناير عام 2015 بعد خروج "داعش" منها من قبل ميليشيات شيعية.

كذلك بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم جنوبا، بلغ عدد المساجد في تعز وحدها التي تم تفجيرها والاعتداء على حرمتها عشرين مسجدا بها فقط، في الفترة بين 24 أبريل/نيسان إلى 22 يونيو/حزيران من العام الجاري، حسب شبكة الراصدين المحليين، وفي 29 يوليو (تموز) الماضي أعلنت "داعش" تبنيها تفجير مسجد لطائفة البهرة في صنعاء العاصمة، راح ضحيته أربعة قتلى وسبعة مصابين.

كذلك، بعد سيطرة "داعش" على الموصل العراقية ، أقدمت عناصرها على تدمير وحرق 11 كنيسة وديرًا من أصل 35 موجودة في عموم المدينة التاريخية.

وبعد سيطرتهم على دير الزور السورية تم رصد هدم كنيسة السريان وكنيسة اللاتين ودير الرهبان الفرنسيسكان الكبوشيين، والكثير من كنائس وأديرة سوريا تعود إلى القرون المسيحية الأولى، وأهمها كاتدرائية مار سمعان العامودي الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا من حلب والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وهي من أجمل وأكبر الكنائس في العالم حيث تبلغ مساحتها 5000 متر مربع.

وقد بلغ عدد المساجد التي دمرتها "داعش" في سورية والعراق، حتى أواخر يونيو/حزيران 2015 نحو 50 مسجدًا، لكن بجوار عملياتها العسكرية والانتحارية الأخرى حتى سقوطها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة إلى الصراع بين داعش والقاعدة في سيناء نظرة إلى الصراع بين داعش والقاعدة في سيناء



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة إلى الصراع بين داعش والقاعدة في سيناء نظرة إلى الصراع بين داعش والقاعدة في سيناء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon