توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا

تحسن الاقتصاد في نشرات الأخبار والمصريون ينتظرون بسكون
القاهرة ـ مصر اليوم

تدفقات بالبلايين، وأرباح بالملايين، وإنجازات بالمئات، وأخبار يومية بالعشرات، ومواطنون لا حصر لهم يتساءلون عن موقفهم من هذه الأرقام وتلك. ولكن لأن علاقة المصريين بالأرقام البليونية والتقديرات المليونية ليست وليدة الأمس أو أول قبله، فهم يتعاملون مع تساؤلاتهم تعاملاً هادئاً رصيناً لا يعكس ثورة أو ينبئ بفورة. فقد باتت تصريحات الاقتصاد المتعافي والأداء المتعاظم واقعاً تاريخياً يتعايشون معه.

فقد تعايش المصريون مع تصريحات شتى وتأكيدات لا حصر لها عن الأداء الاقتصادي المقارب لحد المعجزات على مر التاريخ المعاصر. وعلى رغم تفاوت صدقية المعجزات، بين الحقيقة ونصفها وربعها، فإن الغالبية لا تتعامل معها بجدية كبيرة.

وتتوالى عناوين نشرات الأخبار وصفحات الجرائد ومقدمات برامج "التوك شو" لتطرب آذان الملايين وتسعد القلوب التي أعيتها الجيوب السريعة النضب، عندما تسمع العناوين التالية: "مصر على طريق الريادة، مصر تعود وجهة للاستثمار العالمي، مؤشرات إيجابية للسوق المصرية، الإصلاح النقدي أنقذ الاقتصاد، ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، تحسن كبير في أداء الاقتصاد، الاقتصاد المصري تجاوز مرحلة التدهور، تحسن كبير، تقدم كبير، تقدم أكيد ... ".

لكن النبض المتسارع نتيجة الإرهاق المادي والضغط العصبي والانتظار الذي طال لا تداويه التصريحات الاقتصادية المتتالية وحدها. سائقو أجرة يسمعون نشرات الأخبار عشرات المرات أثناء التجوال، ومترددون على المقاهي يتداولون أخباراً معاداً تدويرها عن إنجازات اقتصادية وطفرات مالية، وركاب ومارة وقراء صحف وغيرهم ملايين من المصريين يلاحظون تصاعداً في وتيرة أخبار الاقتصاد الإيجابية، ولا ينتظرون سوى التفعيل.

ماذا نفعل بهذا الكم من الأخبار والتصريحات التي يفترض أن تسعد المواطنين وتبهجهم لكنها لا تغذي جيوبهم أو تلبي مطالبهم؟ تساءل الموظف الذي أصر على المشاركة الهاتفية في برنامج إذاعي طرح سؤالاً قوامه: هل تشعر بتحسن الأداء الاقتصادي؟

تحسن الأداء الاقتصادي موضوع الحلقة تم الإعداد له بمقتطفات من إحصاءات تشير إلى تحقيق الاحتياطي النقدي الأجنبي أعلى مستوياته منذ عام 2011، وانخفاض معدل البطالة إلى 11.98 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي مقابل 12.5 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفاع إيرادات قناة السويس في تموز/يوليو الماضي إلى 447.1 مليون دولار مقارنة بـ427.2 مليون دولار في حزيران/يونيو الماضي، وتحسن ميزان المدفوعات محققاً فائضاً بنحو 11 بليون دولار.

المقدمة التي تم اختيارها بعناية من عناوين الصحف المتداولة هذه الأيام كان يفترض أن تنزل برداً وسلاماً على صدور المستمعين. لكن ما جرى هو أن البعض أدار المؤشر بعيداً، والبعض الآخر فضل أن يتنهد عميقاً، وفريق ثالث انتظر ما ستسفر عنه الحلقة من آثار قد تكون حميدة.

احتياطي أجنبي متصاعد، وبطالة محلية متقلصة، وأرباح وطنية متفاقمة، وخسائر مالية متقزمة، ومشروعات كبرى مقبلة، وقائمة الأخبار المتداولة طويلة، والخبراء الذين يدلون بدلوهم رسموا صورة جميلة قوامها طمأنة وإطارها إيجابية وصدقية. لكن يظل الشارع قاتماً والمواطن الذي اتصل في بداية الحلقة متسائلاً: وكيف يؤثر كل ذلك في جيبي؟

جيوب المواطنين التي تئن بدرجات متفاوتة لا تعني غضباً عارماً أو ثورة مقبلة أو حتى حراكاً قائماً. وحتى مطالب تحسين الأوضاع عبر تثبيت الأسعار أو مراقبة الأسواق أو معاقبة التجار لم تعد تتردد كثيراً. مال المصريون إلى مناحٍ نظرية ومطالبات فلسفية. هناك من يطالب بأن يوحد المسؤولون تصريحاتهم الخاصة بتوقيت التحسين، حيث وزراء ومسؤولون من الحكومة نفسها يؤكدون أن الإصلاح الاقتصادي سيكشف عن مفاجآت سعيدة بعد ستة أشهر أو عام أو عام ونصف عام أو عامين أو ثلاثة. وهناك من يلتمس تدخلاً حكومياً رادعاً في الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى وما يليه من كابوس عام دراسي جديد، ما يعني حملاً اقتصادياً مضاعفاً. وهناك من نزل بسقف طموحاته طواعية فلم يعد يخطط لشراء كيلو لحم في العيد أو حذاء جديد للابن قبل المدرسة أو ما شابه، لكنه يعبر عن قلق بالغ من القدرة على سداد فاتورة الكهرباء المقبلة، ومعدل زيادة أسعار الغذاء المتوقعة، وسبل استبدال الاحتياجات الرئيسية بأخرى أقل منها سعراً.

قبل عامين قال 80 في المئة من المصريين إنهم يرون مستقبل مصر الاقتصادي متراوحاً بين ممتاز إلى جيد خلال السنوات الخمس التالية، وقال 15 في المئة إنهم يرونه سيئاً. (استطلاع أجراه المركز المصري بحوث الرأي العام في 2015). هذه الأيام، يرجح أن تكون الكتلتان قد تبادلتا موقعيهما، حيث الأقلية تتوقع تحسناً جيداً، والغالبية إما تتوقع الأسوأ أو فقدت القدرة على التوقع من الأصل. أما الاستمرارية فهي من نصيب الانتظار الساكن الذي يشوبه قليل من الملل وكثير من القلق.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا



GMT 03:50 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أمهات يكشفن قائمة سلوكيات لا يمكن مسامحة أطفالهن فيها

GMT 04:53 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة غياب تحزيرات عن قادة المخابرات بشأن سلمان عبادي

GMT 08:07 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجان باكستانيان متشددان يتنكران وسط المجتمع البريطاني

GMT 22:13 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تقتل 7 فلسطينيين أثناء تدمير أحد الأنفاق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا المواطن المصري يقرأ ويسمع شعارات متنوعة عن تحسن اقتصادي ولا شيء ملموسًا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon