توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات

مدين - أ.ف.ب
كانت سانيدا ابنة الخمسة اعوام تمضي يوما عاديا في قريتها النائية في باكستان، حين مر بها والدها وأخبرها بما كان من شأنه ان يغير حياتها الى الابد، لقد زوجها الى رجل من قرية مجاورة، ليطفئ غضب سكانها بعد ضبطه مع احدى نسائهم.فقبل اشهر من ذلك ضبط الوالد علي احمد في قرية مجاورة مع احدى النساء هناك، وتجنبا لقتله على يد ابناء القرية، تعهد الرجل بان يقدم ابنته زوجة لاحد رجال عائلة عشيقته.وينتشر هذا النوع من التسويات بين عائلات وادي سوات في باكستان كآلية محلية لمنع الاقتتال بين العائلات، في هذه المنطقة التي كانت تحت سيطرة مقاتلي حركة طالبان بين العامين 2007 و2009. ففي العام 2012 سجلت حالة واحدة من زيجات التسوية هذه، لكن العدد ارتفع الى تسع حالات مماثلة في العام الماضي.وتقول سانيدا البالغة من العمر اليوم سبع سنوات "اوقفني والدي في الشارع ليقول لي انه علي ان اتزوج من احد الرجال لاجراء تسوية بين العائلتين". اعترضت والدتها على هذا الزواج، لكن مجلس القرية الذي يضم كبار سكانها، ايد الزواج.ويقول فضل الأحد عم الفتاة "اعتقدنا في البداية انه لا يمكن تنفيذ هذا الزواج، لكن اعضاء مجلس القرية كانوا يطالبون سانيدا كل يوم بان تلتحق ببيت زوجها".وسعت العائلة دون كلل الى مواجهة هذا القرار، في مجتمع يولي اهمية كبرى لما يعتبره "غسل الشرف" في حال "تلطيخه"، ورفعوا دعوى قضائية اسفرت عن توقيف والد الفتاة واعضاء مجلس القرية جميعا. وهذه النهاية السعيدة وغير المتوقعة لسانيدا لم تزل عنها كل تبعات ما جرى، اذ ما زال رفاقها في المدرسة يشيرون اليها بالبنان ويقولون "هذه الفتاة قدمت لزواج +سوارا+" وهو الاسم الشائع هناك لهذا النوع من زيجات التسوية.واذا كانت سانيدا محظوظة، الا ان حال ابنة عمها سابنا لم يكن كذلك، اذ اضطرت الى الخضوع لقرار المجلس المحلي، وتزوجت رغما عنها.ويقول فضل الاحد "هناك الكثير من حالات السوارا، لكن الناس لا يتقدمون بشكاوى للشرطة، الناس هنا لا يجرؤون على اثارة القضايا المتصلة بالمرأة امام القضاء، وبالتالي فان الفتيات هن من يدفعن الثمن".وبحسب المنظمات المحلية، فان الحالات المفصح عنها من تقديم الفتيات كزوجات على سبيل التسوية هي غيض من فيض. ويقول نافيد خان وهو مسؤول رفيع في شرطة مينغورا كبرى مدن وادي سوات "في حالات زيجات السوارا، يتجنب الناس ان يثيروا الامر امام القضاء ويشهد بعضهم ضد بعض، فهم سكان قرية واحدة ومن مجتمع واحد".وتقول تبسم عدنان صافي التي ترأس مجلسا محليا هو الوحيد في البلاد المكون من النساء حصرا "لا احد يريد ان يشهد على هذه القضايا".وغالبا ما تضطر السلطات الى اطلاق سراح الموقوفين في هذه القضايا بسبب عدم توفر الادلة الكافية. وترى الباحثة الباكستانية سمر منة لله التي سبقت ان اعدت فيلما عن الزيجات القسرية، ان الامور لن تتغير في ظل اعتراف اجهزة الدولة بسلطة زعماء القرى، وقدرتهم على فرض قوانينهم الخاصة.وتقول "ينبغي ان تتخذ السلطات اجراءات قاسية بحق مجالس القرى +الجيرغا+ عندما تنتهك القوانين".لكن من يناصرون هذا الزواج لديهم رأي آخر، على غرار سيد كريم سيمان المحامي في مدينة مينغورا الذي يقول "انها عادة مفيدة جدا، لانها تحقن الدماء بين العائلات المتنازعة".ويضيف "في حال تعرضت الفتاة الى سوء معاملة لدى عائلة زوجها، فان عائلتها يمكنها ان تطلب القصاص"، معتبرا ان ذلك يشكل ضمانة لحماية الصغيرات المتزوجات قسرا من التعرض لسوء المعاملة. غير ان المعارضين لهذا الزواج يشككون في فوائده، على اعتبار ان اساءة معاملة الفتاة سيدفع عائلتها الى طلب تزويج احد ابنائها قسرا من فتاة من تلك العائلة، وعلى ذلك فان الحلقة المفرغة هذه لن تنتهي.
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات زيجات قسرية لفتيات في باكستان لتسوية نزاعات بين العائلات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon