توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانقلاب المقلوب في تركيا

  مصر اليوم -

الانقلاب المقلوب في تركيا

بقلم طلال سلمان

من الصعب التعامل مع الرواية الرسمية لمشروع الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا على أنها، بالتفاصيل المنقولة على الهواء مباشرة، تقدم حقيقة ما جرى ليل الجمعة ـ السبت مستهدفاً نظام الاخوان المسلمين فيها بقيادة الرئيس رجب الطيب اردوغان،
لعله أكثر الانقلابات علانية في التاريخ، لذلك فإن إفشاله لم يتطلب أكثر من ظهور «الرئيس» يتحدث على الهاتف فيأمر وينهى ويحرك الجماهير للنزول إلى الشارع والبقاء فيه، حتى إشعار آخر... ثم يتم تنفيذ الأمر واعتقال المئات بل الآلاف من الضباط والقضاة والجنود، مع تأكيد الاتهام بالتآمر على المعارِض المنفي إلى الولايات المتحدة فتح الله غولن، والتعهد باجتثاث المتآمرين عن بكرة أبيهم.

إنه انقلاب غريب بتوقيت تنفيذه (الساعة 9.30 ليلاً) وبينما جماهير الساهرين تملأ الشوارع، ولا تردعها الدبابات، بل إنها في لحظة محددة تستولي على الدبابات وتعتقل ـ وهي عزلاء ـ طابوراً من قادتها وعسكرهم.

ثم إنه انقلاب بلا قادة معروفين من العسكر أو السياسيين، اللهم إلا خصوم الحكم القائم.

ما علينا... لنلتفت إلى ردود الفعل في دنيانا العربية فهي قد تكشف ما خفي من أغراض الإفشال العلني لهذا الانقلاب تحت الضوء: لقد سهرت العواصم الملكية العربية، التي يُفترَض إنها تعارض ـ بالقمع ـ حركة الاخوان المسلمين، حتى اطمأنت إلى سلامة النظام الاخواني في أنقرة، فأمطرته ببرقيات التأييد وتصريحات الدعم المفتوح، على أن يباشر قادتهم زحفهم لتهنئة البطل الذي يريد رئاسته مفتوحة زمنياً، كما الملوك.

ولقد تجاوز قادة هذه الأنظمة الملكية حقيقة أن الحكم في تركيا «اخواني» ودفعتهم الغيرة معززة بالحرص عليه إلى تجاوز الموقف الأميركي ذاته... وبالغت أجهزة إعلامهم في تعظيم شأن هذا النظام وديموقراطيته، متجاوزة واقع الأنظمة الناطقة باسمها والتي لا تستسيغ تعابير مستوردة كالديموقراطية، مثلاً، ولعبة الاستفتاءات التي يتقنها اردوغان، وكذلك التعديلات الدستورية التي أطاحت، حتى هذه اللحظة، رئيسين كانا من أقرب أعوانه، تمهيداً لأن يصير «الملك»...

الأخطر أن هذه الأنظمة قد قفزت عن واقع أن هذا النظام هو الذي سهل لتنظيم «داعش» الإرهابي «عبوره» من الأرض التركية وبتسهيلات من نظامها إلى الأرض العربية (سوريا والعراق أساساً ومن بعدهما إلى السعودية وأقطار الخليج وصولاً إلى اليمن...).
لقد أثبتت الوقائع أن الانقلابيين «هواة»، أو أنهم استُدرِجوا قبل التوقيت الصحيح لتنفيذ خطتهم، فإذا «الانقلاب» بلا عسكر ولا سياسيين معروفة أدوارهم، في حين أن خطة القضاء على الانقلاب جاهزة وتم تنفيذها بدقة لافتة (بدأ تحرك الجيش في التاسعة والنصف ليلاً بينما الخطة كما أعلن عنها، يفترض تنفيذها عند السادسة صباحاً... وبين «الوثائق» التي كشفت عنها أنقرة أن اردوغان قد غادر فندقه في المصيف قبل نصف ساعة من وصول الانقلابيين إليه بالحوامات).

أطرف الظواهر لبنانياً أن بعض البلدات والجهات قد رفعت لافتات التأييد معززة بالصور للبطل اردوغان...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقلاب المقلوب في تركيا الانقلاب المقلوب في تركيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon