توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفُجر فى الخصومة

  مصر اليوم -

الفُجر فى الخصومة

بقلم : كريمة كمال

فى تصريح له فى لقاء استضافته «المصرى اليوم» قال «إسماعيل هنية»، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس: «قطاع غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى»، يأتى هذا بعد أن تغيرت طبيعة العلاقات ما بين مصر وحركة حماس، وتكررت زيارات حماس لمصر، ضمن وساطة مصر للتصالح ما بين «فتح» و«حماس».. كيف يمكن أن ننظر إلى هذه التصريحات، بل كيف يمكن أن ننظر إلى كل تلك الزيارات المتكررة من حماس إلى مصر، وفى المقابل زيارات الوفود المصرية لحماس، ضمن إطار الوساطة المصرية ما بين الفصائل الفلسطينية؟

أتساءل: كيف ننظر إلى هذه العلاقات التى تبدو دافئة، والذاكرة لم تُسقط بعدُ كل ما كان يقال فى الإعلام المصرى عن حماس ودورها ضد مصر؟!

لا أحد ينسى كيف كان الإعلام المصرى يوغل فى الهجوم على حماس، ويتهمها بكل التهم، منذ أن كانت التهم تدور حول دور حماس المزعوم فى ثورة يناير إلى الأنفاق واستغلال حماس لها لتهريب السلاح والإرهابيين إلى أرض مصر.

كل ما استقر من الخطاب الإعلامى المصرى ضد حماس أنها بكل الأشكال تهديد للأمن القومى المصرى.

فى الخطاب الإعلامى المصرى كانت حماس هى العدو الذى يجب علينا أن نحذره. والآن جرت الأيام، وتغيرت الأوضاع، وصار إسماعيل هنية يقول إن غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى، وتتصدر تصريحاته تلك صفحات الصحف المصرية، أى تتصدر الإعلام المصرى.

المشكلة هنا- كما قلت- أن كل ما جاء فى الإعلام المصرى ضد حماس لم تسقطه الذاكرة، ومازال حياً فيها ينبض، فكيف يتقبل المتلقى الخطاب الحالى الذى يصور حماس مصدر حماية للأمن القومى المصرى، بينما خطاب الهجوم عليها وتصويرها كعدو مازال حيا لم يمت؟

المشكلة الحقيقية هنا أن الخلافات السياسية واردة بين الدول، لكن الوارد أيضا أنه لا شىء ثابت فى العلاقات السياسية بين الدول، وأنها تشهد مدًا وجزرًا واتفاقًا واختلافًا وعداءً وصداقةً، وعدو الأمس صديق اليوم، فالعلاقات السياسية متغيرة، لذا فالدبلوماسية ما بين الدول تلعب دورها بحرص فى التعامل مع المواقف باختلافها وانقلاباتها، أما الإعلام- بالذات إعلامنا- فيلعب دوره بشكل آخر تمامًا.

الإعلام المصرى يلعب دوره فى الخلافات السياسية بيننا وبين الدول بطريقة المعركة الصفرية، فما إن يلوح أن هناك خلافًا ما حتى ينطلق الإعلام لينال من الدولة الأخرى بصفتها الخصم الدائم، ويذهب فى هذا الاتجاه إلى أقصى الدرجات الممكنة، بحيث يصبح التراجع عن هذا المدى أمرًا صعبًا، بل مستحيلًا، فالإعلام يبالغ فى الهجوم، ويصور الدولة الأخرى بصورة العدو الدائم، بل يشيطنها، ويشيطن أفعالها، ويحيك القصص العديدة المختلفة حول دور هذه الدولة فى استهداف مصر ومحاولة النيل منها.

هل نسى أى منا كل ما صرخت به برامج التوك شو عن مؤامرات حماس ضد مصر؟

فى العلاقات السياسية عدو الأمس صديق اليوم، أما الإعلام فهو شىء آخر تمامًا، هو صورة يتم تجسيدها، ويصعب محوها.. وهذا الأمر ليس مقصورًا على الإعلام وحماس، فلنا فيما لعبه الإعلام من دور فى الأزمة مع السودان دليل على الدور الذى يلعبه الإعلام فى الأزمات السياسية مع الدول، ولا أعتقد أن هذا ينطبق على أى إعلام، فهو فقط ينطبق على الإعلام المصرى الذى يَفْجُر فى الخصومة إلى حد قطع كل الأواصر والروابط، ويصبح السؤال:

ما الذى يمكن أن يفعله هذا الإعلام إذا ما تغيرت الظروف، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم؟

هل ينقلب الإعلام ليحيى الصديق أم يلزم الصمت؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفُجر فى الخصومة الفُجر فى الخصومة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon