توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من معارك الصحافة والديمقراطية (4) كلام من 60 سنة عن الأحزاب

  مصر اليوم -

من معارك الصحافة والديمقراطية 4 كلام من 60 سنة عن الأحزاب

صلاح منتصر


المعركة التى أتحدث عنها جرت من 61 سنة وبالتحديد بين أغسطس وسبتمبر 1953 بعد نحو سنة من ثورة يوليو التى كانت قد ألغت الأحزاب واتجهت إلى توحيد الشعب فى تنظيم سياسى واحد. وقد أيد الأستاذ محمد التابعى هذا الاتجاه وكتب مقالاً فى آخر ساعة يؤيده، فرد عليه الأستاذ مصطفى أمين فى العدد التالى من آخر ساعة بمقال يعدد فيه مساوئ إلغاء الأحزاب، ولكن التابعى لم يجامل تلميذه مصطفى أمين. كان- وهو خريج كلية الحقوق- كالمحامى الذى أراد أن يفند أمام محكمة الرأى العام كل حجج الاتهام، ولذلك جاء رده على مصطفى أمين طويلاً على غير العادة، رغم أنه كتبه من رأس البر، حيث كان يقضى إجازته. وقد نشرت فى الأسبوع الماضى جزءاً من مرافعته- أقصد مقاله- الذى جعل له عنوان: وكان فى مصر أحزاب ونظام تعدد الأحزاب، وكان يحكمها مع ذلك طاغية فاجر (فى إشارة إلى الملك فاروق). وأكمل اليوم بقية المقال الذى ربما يبدو لمن يقرأه أن كاتبه انتهى مؤخراً من كتابته وكأنه يتحدث عن الأزمة التى نواجهها حالياً أمام نحو مائة حزب اسماً على الورق وغير قادرة على أن يكون لها مكان فى الشارع!

يقول الأستاذ التابعى: إن رأيى (بإلغاء الأحزاب) ليس ابن اليوم ولا هو وليد الثورة فى شهر يوليو، بل لقد سبق أن ناديت وكتبت عنه منذ سنوات وأذكر من بين ما كتبت أننى قلت ما معناه: ليت مصر تستطيع أن تجد رجلاً من طراز أتاتورك يحكمها حكماً عادلاً نظيفاً لمدة عشر سنوات ولو تدفع له راتبا سنوياً مليون جنيه، تدفعها وهى الرابحة فى جميع الأحوال.

وبعد.. فإن العبرة بالمعانى لا بالألفاظ، وإذا كانت عبارة إلغاء الأحزاب تصدم حساسية أو إيمان زملائى الأفاضل بالنظريات، فإنى أتلاعب إذن بالألفاظ لا بالمعنى وأعدل عن إلغاء الأحزاب وأقول «ادمجوا الأحزاب جميعها فى حزب واحد أو برنامج واحد يستغرق تنفيذه عشر سنوات على الأقل. أما عودة الأحزاب بعد عام أو عامين فإنها ستكون مأساة أو مهزلة لأننا سنعود سيرتنا الأولى. سيرة التناحر والتزاحم على السلطة ومقاعد الحكم.

ويستشهد الأستاذ التابعى بواقعة جرت فى مجلس العموم أثناء الحرب العالمية الثانية وكان ونستون تشرشل رئيسا للوزارة وتقدمت حكومته بمشروع خاص برواتب المدرسات المتزوجات، وهو مشروع ليست له أهمية ولا يتعلق بسير الحرب ومشكلاتها. وقد رفض مجلس العموم بالإجماع المشروع، ولكن فى الجلسة التالية حضر تشرشل ووقف يعلن أن الحكومة تعتبر موضوع هذا المشروع مسألة ثقة أو عدم ثقة، وإذا أصر المجلس على رفض المشروع ستستقيل الحكومة. وفغر أعضاء المجلس أفواههم دهشة وساد السكون لحظة. ثم أعيد المشروع إلى المجلس الذى كان رفضه فى اليوم السابق فوافق عليه بالإجماع، وبلع رفضه له قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة. وعندما ثار بعض أعضاء الجناح الأيسر فى حزب العمال على ديكتاتورية تشرشل تولى مستر بيفن الرد عليهم وكان مما قاله لهم: إنه لا وجود لحرية الفرد أو كرامته ساعة الشدة والأزمة. وإن المصلحة العليا تفرض علينا أن نصطف صفا واحدا وراء إرادة موحدة ينفذها رجل واحد وهو تشرشل الذى اخترناه.

وينهى الأستاذ التابعى مقاله المنشور من 61 سنة قائلا: مصلحة الشعوب تتطلب إذن فى ساعة الشدة والأزمات إرادة واحدة موحدة، لا أحزابا عدة تتنافس وتتطاحن. ومصر اليوم تجتاز مرحلة عصيبة. فى الخارج عدو عنيد صلب المراس، وفى الداخل تركة مثقلة بأوزار الماضى وفساده. فلا تحدثونا إذن عن الأحزاب وعودة الأحزاب. وإذا لزم الأمر فإننى أرضى بالاستفتاء العام، فاسألوا الفلاح فى الحقل، والصانع والعامل والموظف ورجل الشارع: هل يريدون عودة الأحزاب؟ وسوف تسمعون منهم: كلا. أعلنها وأنا أعرف ماذا أقول.

كانت المعركة الصحفية بين الأستاذين الكبيرين محمد التابعى ومصطفى أمين قد امتدت أربعة أسابيع كتب كل منهما مقالين، وكانت المبارزة تبدو بينهما بلا نهاية، إلا أن الأستاذ محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير «آخر ساعة» رأى التدخل ملتقطاً الاقتراح الذى أعلن الأستاذ التابعى رضاه به.. وإلى الأسبوع المقبل بإذن الله.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من معارك الصحافة والديمقراطية 4 كلام من 60 سنة عن الأحزاب من معارك الصحافة والديمقراطية 4 كلام من 60 سنة عن الأحزاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon