توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زجاجة عطر لكل إرهابي

  مصر اليوم -

زجاجة عطر لكل إرهابي

عماد الدين أديب

حينما قررت الطبقة البرجوازية الصغيرة فى فرنسا أن النظام الملكى لم يعد مناسباً لطموحاتها فى الصعود الطبقى، قادت واحدة من أشهر الثورات فى العصر الحديث، وهى الثورة الفرنسية.

رفعت الثورة شعار «حرية، إخاء، مساواة» ودفعت ثمناً باهظاً لها من دماء شعبها وطبقاتها الحاكمة.

الشىء الأهم الذى بقى من الثورة هو مبادئها المنيرة والسامية التى أضاءت نفوس وقلوب الفكر الإنسانى، بصرف النظر عن نتائج ثورة فى مخاضها الطويل الذى أدى إلى صعود «نابليون» وتحوله إلى «إمبراطور مخلّد».

وأصبحت فرنسا هى دولة الإشعاع الفكرى، وتحولت باريس إلى عاصمة النور وأصبح كتّابها ومفكروها وشعراؤها يشكلون قاعدة للضمير الإنسانى والفكر المستنير.

أصبحت مقراً لمنظمة اليونيسكو، وتحولت العاصمة الفرنسية إلى منبر للفكر وحقوق الإنسان.

لذلك كله يصبح من الأمور المذهلة ما صرح به الرئيس الفرنسى «أولاند» أمام اجتماع الاتحاد الأوروبى منذ أيام.

قال الرئيس الفرنسى لقادة أوروبا: «إننى أستأذنكم بأن تتوقف فرنسا عن تطبيق اتفاقية حقوق الإنسان وعن الالتزام ببنودها لفترة من الزمن رغم أنها كانت من الدول المؤسسة للاتفاقية الدولية وأحد الذين سطروا بنود ميثاقها».

هل يصدق أحد هذا الكلام؟

هل يصدق أحد أن يطالب الرئيس الفرنسى بتجميد قيام بلاده بالالتزام ببنود الاتفاق الدولى لحقوق الإنسان؟!

نعم! إنها الحقيقة المُرة.. والسبب يرجع بالطبع إلى اضطرار الرئيس للجوء إلى إجراءات استثنائية فى مواجهة عمليات الإرهاب المحتملة التى تواجه بلاده فى الوقت الحاضر.

اكتشفت السلطات الفرنسية أن مواجهة هيستيريا وجنون الإرهاب التكفيرى لا يمكن أن تتم فى ظل قوانين عادية لتتعامل مع المتهم بأنه متهم حتى تثبت إدانته، ولا تعطى الحق للشرطة باستخدام العنف إلا تحت شروط قاسية تجرد قوات الأمن من استخدام الحق الشرعى فى مواجهة العنف.

اكتشفت السلطات الفرنسية أنها لا تستطيع تأجيل مداهمة منزل يشتبه أنه يحوى مجموعة من المتهمين بالإرهاب حتى يتم استصدار تصريح من المدعى العام فى باريس مروراً بسلسلة معقدة من الإجراءات البيروقراطية.

وفى التاريخ المعاصر لجأ الرئيس جورج بوش الابن إلى الكونجرس لإصدار تشريع اسمه قانون «حماية الوحدة الوطنية» يعطى السلطات حق توسيع دائرة الاشتباه والتنصت والمتابعة والاعتقال الفورى لمدة تصل لـ6 أشهر لأى مواطن أو مقيم على الأراضى الأمريكية.

فى بريطانيا، قال رئيس الوزراء كاميرون منذ سنوات عقب عمليات الإرهاب فى لندن: «عندما يتعرض الوطن للإرهاب لا تحدثونى عن حقوق الإنسان».

هل هذا يعنى استباحة حقوق الإنسان أو إهدارها؟ بالطبع لا، ولكن العنف والإرهاب لا يمكن أن يعامَل باللطف والأدب وتقديم باقات الزهور وزجاجات العطر للقتلة والسفاحين.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زجاجة عطر لكل إرهابي زجاجة عطر لكل إرهابي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon