توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نبيه برى ومشروع الدولة المدنية

  مصر اليوم -

نبيه برى ومشروع الدولة المدنية

بقلم-عماد الدين أديب

من يعرف ملف السياسة اللبنانية المعاصرة، يعرف جيداً أن دولة الرئيس نبيه برى الذى يشغل منصب رئيس مجلس النواب هو «لاعب أساسى» ومهندس توازن بين السلطات اللبنانية. يتم اللجوء إليه عند الشدائد، ويُنظر إلى دوره الإنقاذى حينما تتأزم الأمور.

ويمثل نبيه برى نصف المعادلة الشيعية السياسية فى لبنان، وهو وجه مقبول عربياً من الرياض إلى بغداد، ومن الكويت إلى القاهرة، ومن عمان إلى أبوظبى.

هذا الرجل يشعر بحزن شديد هذه الأيام، وبحالة من الإحباط السياسى بسبب حالة اللامنطق التى تسود البلاد والعباد بسبب تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية منذ أكثر من 225 يوماً.

منذ عام 1994، أى منذ 26 عاماً وشهرين و11 يوماً حتى كتابة هذه السطور، عاصر الرجل فيها حرباً أهلية، وحروب شوارع، وعمليات تدخلات خارجية عسكرية، وغزواً عسكرياً إسرائيلياً، وتدخلاً عسكرياً سورياً، ومالاً سياسياً من كل حدب وصوب، وعمليات تفجير واختطاف واغتيالات سياسية شملت كل مستويات السلطة، لم يشهد الرجل حالة من التعطيل السياسى ومحاولات تحطيم مشروع الدولة مثلما هو حادث الآن.

فى لقائه الأسبوعى المعتاد فى البرلمان نُقل عن دولة الرئيس برى أنه يؤمن إيماناً كاملاً بأن حل الأزمة فى البلاد هو التمسك بمشروع الدولة المدنية.

وحينما يقول رجل له خلفية قانونية مثل نبيه برى، درس القانون، وعمل محامياً ودرس دراسات عليا فى السوربون، وعمل وزيراً للعدل، وشغل مقعد رئيس السلطة التشريعية عام 1922، فهو يعرف جيداً الدلالة السياسية والعلمية لمصطلح الدولة المدنية.

الدولة المدنية - بالتأكيد - هى ليست دولة الطائفية، لكنها الدولة التى تقوم على التسامح والتعايش والمساواة بين الجميع، بصرف النظر عن الديانة أو الجنس أو الطبقة أو المنطقة أو المذهب أو الحزب.

الدولة المدنية هى دولة المواطنة المتساوية بين الجميع، ولا سلاح فيها فوق سلاح الدولة وحدها.

الدولة المدنية هى دولة القانون، أى التى يعلو فيها القانون المنظم للعلاقات بين السلطات الثلاث حسب مبدأ مونتسكيو.

تقوم السلطات على توازن السلطات الثلاث: التنفيذية، التشريعية، القضائية، والشعب وحده هو مصدر السلطات.

يعرف الرئيس برى أن الدعوة إلى إنقاذ البلاد والعباد عبر مشروع الدولة المدنية فى ظل فائض القوة الآتى لسوريا وحزب الله وإيران هو أمر ضعيف.

ويدرك الرجل أيضاً أن الدعوة للدولة المدنية فى ظل مشروع الإرهاب التكفيرى فى المنطقة، ومشروع تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم فى المنطقة تحت وصاية روسية أمريكية تركية إسرائيلية هو مشروع أصعب وأصعب.

يدرك دولة الرئيس برى أن لبنان بحاجة إلى أعجوبة من أعاجيب القديس شربل أو معجزة شبيهة بمعجزة شق البحر لسيدنا موسى.

الدولة المدنية التى ينادى بها الرئيس برى، هى حل وطنى وصحيح، لكنه حلم صعب المنال فى ظل حالة من الجنون الهستيرى التى تنتاب الصراعات المخيفة فى المنطقة فى ظل اضطراب وانقلاب مذهل فى المعادلات المعتادة.

وفق الله نبيه برى فى حلم الدولة المدنية.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبيه برى ومشروع الدولة المدنية نبيه برى ومشروع الدولة المدنية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon