توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب عند «ترامب»: فقراء لن يساعدهم.. وأثرياء يريد ابتزازهم

  مصر اليوم -

العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم

بقلم : عماد الدين أديب

أؤمن إيماناً صادقاً بأنه من المصلحة العربية العليا التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية فى كافة المجالات لخدمة الاستقرار والتقدم لدول وشعوب العالم العربى.

هذا ليس كلام شعارات، لكنه موقف تفرضه حقائق وضرورات موازين القوى فى هذا العالم.

قد تكون الإمبراطورية الأمريكية التى ورثت أوروبا القديمة فى طريقها للتراجع خلال ربع القرن المقبل لصالح العملاق الصينى والتنين الهندى وصعود قوى ناشئة فى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا السوداء، لكن تبقى الولايات المتحدة ذات مكانة عليا، ويبقى الدولار أقوى مكون نقدى عالمى، ويبقى جيشها هو الأكثر إنفاقاً فى العالم، وتبقى مراكز أبحاثها هى الأكثر تطوراً، وتبقى سوقها المالية هى الأكبر حجماً.

لكن كل ذلك فى خطر عظيم، وكل العلاقات الودية بين واشنطن وعواصم عربية كلها على المحك بسبب التهور السياسى والخواء الفكرى لدونالد ترامب، الذى يتعامل مع دول العالم على أنهم زبائن، وحكامهم على أنهم عملاء، وشعوبهم على أنهم مجرد سوق للمستهلكين الأغبياء.

ومنذ فترة قصيرة، التقيت فى عشاء خاص مع أمريكى رفيع المستوى من المقربين للرئيس ترامب، وتجمعهما صداقة شخصية وعائلية منذ أكثر من 27 عاماً، على حد وصفه.

انتابنى فضول شديد أن أعرف من جليسى المباشر على مائدة العشاء إجابة مباشرة وصريحة عن سؤال يشغلنى منذ فترة طويلة، ترددت فى طرحه، ثم تشجعت وسألته: كيف يرى الرئيس ترامب العالم العربى؟

ابتسم الرجل وقال هل تريد الإجابة الدبلوماسية أم الحقيقية؟

رددت على الفور: بالطبع الحقيقية مهما كانت مؤلمة أو مزعجة.

قال الرجل: «أوكى» أنت طلبت الحقيقة وها هى..

ثم أضاف: يقسم ترامب العالم العربى إلى قسمين، القسم الأول يقبض من الولايات المتحدة، والقسم الثانى يدفع لها.

وأضاف: بالنسبة للذين يقبضون، أى الدول الفقيرة التى تحصل على مساعدات من أمريكا، فهى -بمفهوم «ترامب»- أخذت بما فيه الكفاية، وعليها الآن أن تأخذ أقل، أو لا تأخذ شيئاً على الإطلاق.

عُدت وسألته: والذين يدفعون للولايات المتحدة؟ قال: «هؤلاء يراهم زبائن أثرياء، يتعين عليهم أن يدفعوا أكثر».

سألته: لماذا؟

قال: يجب أن يدفعوا ضريبة حماية الولايات المتحدة لهم، إن ترامب يرى واشنطن شركة أمن محترفة توفر خدماتها للآخرين، لذلك يتعين عليها أن تحصل على أعلى سعر لأعلى فاتورة».

خلاصة القول، إن ترامب يعامل شعبه كرئيس مجلس إدارة شركة مقاولات وعقارات يملكها كوريث أباً عن جد، ويعامل العالم ككل بغطرسة القوة، ويتعامل مع العالم العربى كطرف يحتاج للمساعدة دون مقابل، والآخر كزبون مشترٍ.

باختصار، «ترامب» لا يريد أن يدفع لمن يحتاج، إيماناً بأن أمريكا أولاً، ويريد أن يبتز القادرين من العرب، تحت دعوى أن ما أخذوه باليمين مقابل بيع النفط نحصل عليه باليسار، مقابل مبيعات السلاح والدفاع.

هذه الرؤية «الزبائنية» تنزع من الولايات المتحدة مسئولية الدور القيادى للعالم، وتنسف قواعد المصالح الاستراتيجية العليا الثابتة التى تأسست منذ الاستقلال، واحترمها 53 رئيساً سبقوا «ترامب».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon