توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة؟

  مصر اليوم -

هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة

بقلم : عماد الدين أديب

أزمة المتظاهرين فى العالم العربى تتركز فى 3 أمور:

1 - أنهم لا يعرفون بالضبط وبالتحديد، ما هى مطالبهم؟

2 - أنهم بلا قيادة مفوضة تتحدث، وتحاور، وتفاوض نيابة عنهم.

3 - أنهم لا يعرفون -واقعياً- ما هى حدود قوتهم؟ وما هى قواعد المعادلة السياسية؟ وما هى الخطوط الفاصلة فى «الممكن» و«المستحيل».

هذا كله ينطبق عليهم إذا كانوا متظاهرين، سلميين، وطنيين، ليست لهم قوة شريرة محرضة لهم من الداخل أو الخارج.

ويتحدث «جين شارب» مُنظّر فكر الثورات الشعبية السلمية، والمحرض الرئيسى على عمل برنامج عملى لإسقاط الأنظمة عبر الشارع، ويدعو أنصاره: «كلما استجابت السلطة لمطالب الجماهير، قم برفع سقف المطالب إلى أعلى وقدم مطالب جديدة واستمر فى ذلك حتى يسقط النظام كله».

هذا الفكر القائم على مبدأ أن كل سلطة شريرة، والسلطة الجيدة هى التى يسقطها الجماهير، هو فكر خطر وعدمى ويقوم على «الإسقاط» و«الهدم» دون أن تكون له رؤية بناء، وبرنامج عملى وممكن للإصلاح.

وحتى لا يفهمنى القارئ بشكل خاطئ، فهذا لا يعنى أنه ليس من حق الجماهير أن تعترض، وأن تمارس حقها الشرعى فى الاحتجاج، وأن تتظاهر بشكل سلمى، وأن تعرض مطالبها المشروعة تحت ظل قواعد القانون والنظام العام دون تخريب أو فوضى أو أفكار شريرة.

والمتأمل لحالات الاحتجاج فى العالم العربى من تونس إلى مصر، ومن ليبيا إلى سوريا، ومن اليمن إلى السودان، ومن البحرين إلى الجزائر يجد أنها فى معظم الأحيان وقعت فى محظور عدم وجود رؤية، بلا مطالب محددة، عدم فهم لحدود القوة، وعدم وجود قيادة واعية تمثلهم وتتفاوض عنهم.

وهذا لا يعنى أن حركة الشارع العربى أقل وعياً عن مثيلاتها فى العالم المتقدم، فها هى حركة «القمصان الصفراء» فى فرنسا ما زالت تحتج وتتظاهر دون تفاوض، ودون ضوابط، ووصلت فى حركة احتجاجها إلى النهب والسلب والتدمير وانفلات الأمور.

حركة «القمصان الصفراء» رغم مرور أكثر من 3 أشهر على قيامها، لم تتقدم خطوة واحدة فى إحراز أى تطور على ساحة المطالب، لم تنجز سوى «تجميد أو إبطال إجراءات الحكومة»، دون النجاح فى التوصل إلى صيغة عملية مشتركة تحقق مصالح الطرفين.

أزمة هذه الحركات الشعبوية التى تجتاح العالم أنها تعتمد على منطق عدمى مستحيل التحقق، وهو: «أن نحصل على كل شىء أو ندمر كل شىء».

هذا المنهج العدمى، الإسقاطى، لا يبنى، ولكن يهدم، لا يؤدى للإصلاح، لكن للتدهور، لا يؤدى إلى المشاركة فى الحل، لكن إلى الاستقطاب فى المواجهات اللفظية والدموية مع كل أشكال السلطة.

وكما نقول للسلطة -أى سلطة- الشعب ليس عدوك، نقول للشعب -أى شعب- السلطة ليست عدوك والحكمة وحدها هى تجعل العقلاء من الجانبين يبحثون عما يجمع ويقرب المسافات والمصالح والرؤى.

وما نشاهده مؤخراً فى الجزائر الحبيبة، ينذر بأن تدفع الحالة الشعبوية للشباب الجزائرى النبيل إلى تجاوز سقف الممكن والمتاح، إلى مواجهة تؤدى إلى تفجير أى مشروع سياسى للحل.

نجح الشباب من خلال الشارع فى 4 أمور:

1 - طرح قضية شكل السلطة.

2 - سحب الرئيس بوتفليقة لنفسه من الترشح لفترة خامسة.

3 - استقالة الرئيس قبل مدته.

4 - إعلان الجيش، بما لا يدع مجالاً للشك، دعمه الكامل والمطلق لمطالب الجماهير.

هذه قائمة إنجازات تاريخية للشارع الجزائرى، يتعين على الشباب أن يحافظوا عليها بوعى وذكاء، وأن يعلموا أنه ليس من الممكن إنجاز كل شىء وأى شىء دفعة واحدة، تحت منطق كل شىء الآن، أو لا شىء أبداً.

احتفظوا بالجيش معكم، ولا تخسروه، ولا تصلوا إلى مرحلة يصبح فيها أمن البلاد كله فى خطر، مما يستدعى تجميد أى مشروع سياسى إصلاحى.

«حدود القوة» وفهمها هى ما جعلت زعماء وشعوباً تنتصر، وجعلت غيرهم ينزفون دماً لقرون طويلة.

وليحفظ الله الجزائر من كل سوء.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon