توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجل كان دقيقاً!

  مصر اليوم -

الرجل كان دقيقاً

بقلم-سليمان جودة

أعجبتنى الدقة التى تحدث بها مظلوم كوبانى، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى وكالة الأنباء الفرنسية أول هذا الأسبوع!

كان كوبانى يتحدث من مدينة الحسكة الواقعة شرق سوريا، وكان يتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، الشهير بـ«داعش»، وكان كوبانى يقول فى حديثه إن قواته التى يقودها لا تزال تطارد بقايا التنظيم فى مناطق الشرق السورى، وإنه سوف يعلن فى الشهر القادم نهاية الوجود العسكرى للتنظيم الإرهابى فى شرق سوريا تماماً!

ومن المعروف عن هذه القوات أنها تضم عناصر عربية وكردية، وأنها تتولى منذ ٢٠١٥ مطاردة داعش فى المدن التى كانت مسرحاً لعملياته فى شرق سوريا، ومعروف كذلك أن قوات سوريا الديمقراطية تحظى بدعم أمريكى معلن ومباشر!

وبصرف النظر عما إذا كان كوبانى سوف يلتزم بما أعلنه، أم لا، فالدقة التى أردت الإشارة إليها فى حديث رجل يوصف كثيراً بأنه لا يتحدث إلى الإعلام إلا قليلاً، أنه لم يتحدث عن القضاء على كل وجود لداعش.. فتلك مسألة فيما يبدو فوق طاقته، فضلاً عن أنه أمر يقع خارج اختصاصه.. ولكنه خصص كلامه كله عن القضاء على الوجود العسكرى على وجه التحديد!

وكأنه قد أراد أن يقول إن تنظيم داعش له أكثر من وجود على أكثر من مستوى، وإن الوجود العسكرى يخصه هو كقائد لقوات وظيفتها مطاردة كل عنصر من عناصره حتى النهاية.. أما الوجود على كل مستوى مختلف، كأن يكون المستوى الفكرى، مثلاً، فذلك مستوى له مواجهة أخرى فى ميدان آخر، وبأدوات مغايرة، وعن غير طريق القوة العسكرية!

وهذا بالضبط ما تحدث عنه كثيرون بيننا، عندما تكلموا عن أن القوة فى مواجهة الإرهاب الذى يمارسه داعش وغير داعش، ضرورية، ومطلوبة، ولا غنى عنها، ولكنها وحدها ليست كافية، ولا يمكن إذا بقيت وحدها فى الميدان أن تؤدى فى غاية المطاف الى القضاء عليه!

لا يمكن!

فهذا التنظيم فى الأصل فكرة، والفكرة لا يمكن مطاردتها بالسلاح، وإنما يمكنك مطاردة معتنقى الفكرة بالسلاح، ما دامت فكرة تؤمن بالعنف، وتمارسه، وتدعو إليه، وتغرى به المؤمنين بها، وتدفعهم دفعاً إلى ممارسة كل أشكال القتل فى حق الناس!

ولذلك.. فإذا صدق كوبانى فى وعده بالقضاء العسكرى على داعش الشهر القادم، فالله وحده أعلم بالمدى الزمنى الذى تحتاجه المنطقة، ويحتاجه العالم، للقضاء على داعش الفكرة.. لا داعش التنطيم!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل كان دقيقاً الرجل كان دقيقاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon