توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرض شريف إسماعيل!

  مصر اليوم -

أرض شريف إسماعيل

بقلم-سليمان جودة

أتابع جهد المهندس شريف إسماعيل فى استرداد أرض الدولة ممن اعتدوا عليها، وأتابع جهده فى صد كل اعتداء يقع على الأراضى الزراعية، وأقدّر الجهد المبذول من جانبه فى الحالتين، وأعرف أن الرجل حريص، من خلال اللجنة العليا التى يرأسها، على أداء المهمة على أفضل ما يكون!

ولكن المهندس شريف كان رئيساً للحكومة، قبل أن يجلس على رأس اللجنة، ويعرف من اجتماعات سابقة له، مع المحافظين بالذات، أن الفلاح الذى يبنى بيتاً على أرض زراعية فى زمام قريته لا يبنيه بغرض الاعتداء على أرض مزروعة أبداً، بقدر ما يفعل ذلك استجابة لحاجة ضاغطة عليه!

وعندما قرأت أن اللجنة تفكر فى إجراء تعديلات تشريعية، لتغليظ العقوبات على المعتدين، تمنيت لو أن المهندس شريف فكر فى الأمر بطريقة مختلفة.. طريقة تفرق بين الذى بنى على أرض زراعية، لأنه لا بديل آخر أمامه، ولأن البديل هو أن ينام فى الشارع، وبين الذى يستولى على أرض للدولة ويقيم حولها الأسوار!

إن أبناء الريف هُم أول الذين يعرفون قيمة الأرض، وهُم أول الذين يحرصون على الاستزادة منها، ولا يفرطون فيها إلا إذا وجدوا أنفسهم مرغمين على ذلك، ويكاد الفلاح، من شدة ارتباطه بالأرض، يفرط فى واحد من أولاده، ولا يفرط فى أرض يملكها ويزرعها!

وهذا المعنى لابد أن يكون حاضراً فى عقل اللجنة، وهى تستعد لإرسال تعديلاتها التشريعية إلى مجلس النواب، لأن المهم فى القانون أن يكون عملياً فى التعامل مع الناس، وأن يكون واقعياً فى صياغة مضمونه، وأن يجعل روحه فوق نصوصه، وأن يأمر الناس بما هو فى طاقتهم، وبما هو مستطاع، وإلا فإن التحايل عليه، والالتفاف حوله، والبحث عن ثغرات فيه، يظل دائماً هو الحل!

ليس الهدف هو الرضا بأى عدوان على الأرض.. فلا أحد مع نقصان الرقعة الزراعية عاماً بعد عام، ولا أحد يوافق على تآكلها سنةً بعد أخرى.. ولكن السؤال الذى على الحكومة، ممثلة فى اللجنة، أن تجيب عنه هو: ماذا يفعل أى مواطن فى أى قرية، إذا ضاق بيته عليه وعلى أولاده، ولم يجد أمامه سبيلاً سوى بناء بيت جديد؟!.. ماذا يفعل.. بل ماذا تفعل الحكومة إذا وضعت نفسها فى مكانه؟!

الحل هو توسيع الكردون الذى يجوز البناء داخله على مستوى القرى كلها كل فترة، بما يضمن مواجهة الحاجة التى تنشأ باستمرار لدى أهلنا هناك فى بناء بيوت جديدة.. والحل هو أن تفرض الدولة رسوماً على كل بيت يقام.. والحل أن يكون الرسم الذى يجرى تحصيله كافياً لاستصلاح ضعف مساحة الأرض التى جرى البناء فوقها.. والحل هو أن يتم توجيه حصيلة هذه الرسوم إلى استصلاح مساحات جديدة تعويضاً عما تآكل واختفى!

للدولة حق لا شك فى ذلك ولا فصال.. ولكن للناس حقاً فى المقابل لا يجوز إغفاله، ولا نسيانه، ولا الجور عليه!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض شريف إسماعيل أرض شريف إسماعيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon