توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شىء» يزهو به «عبدالنور»

  مصر اليوم -

«شىء» يزهو به «عبدالنور»

سليمان جودة

كان فى مقدور أمين فخرى عبدالنور أن يزهو بأشياء كثيرة عنده، تدعوه إلى الزهو.. وكان فى إمكانه، لو أراد، أن يمشى مختالاً بين المصريين، فعنده الكثير الذى يستطيع أن يختال به بيننا، ثم لا يتهمه أحد بالتعالى علينا! كان يستطيع - مثلاً - أن يقول: أنا ابن فخرى عبدالنور، الذى كان سعد باشا زغلول لا ينطق اسمه إلا مقروناً بلقب «الوطنى الغيور».. وكان سعد باشا إذا وجد نفسه فى مجلس غاب عنه «فخرى بك»، فإنه، أى زعيم الأمة، يظل يفتش عنه، ثم يخاطب شركاءه فى المجلس: نادوا على «مؤرخ الوفد».. ابحثوا عن «الوطنى الغيور».. أين هو؟! وكان فى مستطاع أمين فخرى عبدالنور أن يظل يردد على مسمعنا، أنه ابن فخرى بك عبدالنور، ثم لا يكون مبالغاً فى ذلك، بأى مقدار، ولا يكون متجاوزاً للحدود، لا لشىء، إلا لأن أباه هذا، قد مات بطريقة تشرّف صاحبها حقاً.. لقد سقط فى قاعة مجلس النواب، يوم 9 ديسمبر 1942، بينما كان يقف مدافعاً عن حقوق الأمة، ضد كل من يفكر فى الاعتداء عليها!.. هو إذن، رجل.. مات وهو يدافع عن أمته، فى برلمانها.. مات وهو يؤدى واجبه تجاه بلده.. مات وهو يواصل مسيرة سعد باشا الوفدية.. مات وهو متمسك بأن تكون للمصرى كرامة على أرضه، من خلال مجلس نواب، يراقب أداء حكومته، ويشرّع قوانينه للناس.. مات وهو محب لتراب وطنه.. مات، باختصار، بينما سلاحه فى يده!.. «فلا نامت أعين الجبناء» وهى العبارة التى كان قد أطلقها خالد بن الوليد، ذات يوم، عندما اكتشف أنه يموت فى فراشه، فى حين أنه ليس هناك موضع فى جسده إلا وفيه رمية سهم! كان أمين فخرى عبدالنور يقدر على أن يقول إنه ابن عائلة عبدالنور الشهيرة فى جرجا بسوهاج، ثم التى ذاع صيتها بامتداد الوطن وعرضه، فهى التى كانت ولاتزال تعطى من شاء درساً فى معنى أن يكون بلدك هو مصر، وأيضاً فى أهمية أن تكون مصر، هى المبتدأ، وهى المنتهى، بالنسبة لكل واحد من أبنائها، يدرك قيمتها، ويسعى طول وقته إلى أن يصون هذه القيمة، لا أن يبددها، أو يجزئها، أو يقسمها، أو يهيل عليها التراب، كما نرى بأعيننا من جانب كثيرين ممن يحكمون هذه الأيام! كان أمين فخرى عبدالنور يستطيع، لو أحب، أن يعدد مآثر عائلته، فيظل يفعل ذلك لساعات دون أن تفنى المآثر.. وكان يستطيع أن يقول، بصدق، إنه من أسرة، ومن عائلة، إذا ذكر أحد اسم مصر أمام واحد من أفرادها، كاد هذا الفرد أن يقوم ليركع ويسجد، لولا أنه لا يفعل ذلك، شأنه شأن أى مصرى آخر، إلا لله سبحانه وتعالى! كان أمين فخرى عبدالنور يستطيع، لو أحب، أن يظل يحصى وجوهاً من وجوه القوة فى حياته وحياة عائلته، سواء كانت مالاً، أو جاهاً، أو شرفاً، أو حتى سلطة فى الحكم.. ولكنه لم يكن أبداً يفعلها، ولا كانت تشغل باله، ولا كانت تطوف بخاطره.. كان يعتز بشىء وحيد، ويتحدى أن يكون هذا الشىء يملكه أى مصرى سواه الآن، كان يقول بكل صدق، وفى كل محفل، وفى أى مناسبة: «أنا رأيت سعد باشا.. وسلمت عليه.. فمن منكم فعل مثلى؟!».. ظل هكذا إلى أن مات فى المائة، حاملاً وسامه هذا على صدره، ومتيقناً من أن لا شىء آخر عنده، رغم الكثير الذى كان عنده يمكن أن يعلوه، فضلاً عن أن يوازيه كوسام! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شىء» يزهو به «عبدالنور» «شىء» يزهو به «عبدالنور»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon