توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استباحة المستهلك!

  مصر اليوم -

استباحة المستهلك

بقلم-سليمان جودة

الحملة التى دعت إلى مقاطعة شراء السيارات بدت ناجحة إلى حد ظاهر، ولكن المستهلك فى البلد لابد أن يكون فى يده سلاح آخر، بخلاف سلاح المقاطعة.. لابد من سلاح مختلف فى مواجهة تجار تستبد بهم الرغبة فى تحقيق نسبة من الأرباح غير منطقية بالمرة.. فالمقاطعة بطبيعتها تظل ابنة وقتها، وحصيلتها لا تدوم على المدى الطويل، والالتزام فيها على مستوى كل المستهلكين أمر غير مضمون، لأنها فكرة اختيارية يأخذ بها مواطن هنا ولا يلتزم بها نفسها مواطن هناك!.

ومفهوم أن المقاطعة فى حالة السيارات، وفى حالة كل سلعة أخرى، ليست لأن سعر السلعة فى الأصل لدى منتجها فوق طاقة المستهلك، ولكن لأن الربح الذى يريد الوسطاء تحقيقه فى أثناء عملية البيع فوق قدرة العقل على الاستيعاب!.

ولو أنت حسبت الفارق بين سعر أى سلعة عند خروجها من يد منتجها وسعرها فى لحظة وصولها إلى يد مستهلكها، فسوف تعرف أن الكلام عن أن الربح الذى يستهدفه الوسيط فوق قدرة العقل على الاستيعاب كلام فى محله تماماً، وليس فيه شىء من المبالغة!.

وسوف يدهشك أن نسبة الربح فى سلع ننتجها محلياً ولا نستوردها تصل فى بعض حالاتها إلى 400%‏، ثم إلى ما هو أعلى فى حالات أخرى، وسوف يدهشك أكثر أن تكتشف أن هذه النسبة، مهما كان حجمها، لا يذهب إلى المنتج منها أى شىء.. فكلها من نصيب حلقات ممتدة بين المنتج والمستهلك!.

وأمام وضع من هذا النوع، لا يكتوى المستهلك بالمغالاة فى تحقيق أرباح على حسابه فقط، ولكن المنتج نفسه يفقد الرغبة فى مواصلة مهمته، لأنه لا يجد حافزاً على ذلك، ولأنه يرى عائد جهده فى يد آخرين لم يبذلوا جهداً، وإنما تاجروا فى جهده هو!.

والسلاح المختلف الذى أقصده هو الأجهزة المعنية فى الدولة، وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، الذى يستطيع أن يرفع عن المستهلكين عبء حملات المقاطعة.. إنه يستطيع، لأن الجهاز المماثل فى فرنسا مثلاً يفعل ذلك وأكثر، ولكنه لا يفعله من فراغ!.

فالفعل لصالح المستهلك فى حاجة إلى قانون يمنح الجهاز قدرة على متابعة السوق بجد، وضبط كل مخالف فيه دون فصال، وتوقيع عقوبة رادعة فى حقه دون نقاش.. وعندها سوف يشعر كل مستهلك بأن له ظهراً قوياً يستند عليه، وسوف يرتدع الذين لا يريدون أن ينتهوا إلى مصير التاجر المخالف.. وأظن أن هذه هى قناعة اللواء راضى عبدالمعطى رئيس الجهاز!.

قد يكون جهاز حماية المستهلك لدى الفرنسيين أسبق بكثير على الجهاز المصرى حديث النشأة، ولكن القصة ليست أنه قديم فى باريس، وأنه جديد فى القاهرة.. إنها الإيمان بحق المواطن فى ألا يكون مستباحاً.. حقه فى أن تسعفه حكومته ولا تخذله!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة المستهلك استباحة المستهلك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon