توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اغتيال حديقة عامة!

  مصر اليوم -

اغتيال حديقة عامة

بقلم-سليمان جودة

أشعر فى الكثير من الأحيان بأن يداً خفية تبحث فى البلد عما هو جميل، ولا يهدأ لها بال حتى تهيل فوقه التراب.. وإلا.. فما معنى أن تهجم إحدى شركات الإسكان التابعة للقطاع العام على حديقة البرج فى المعادى فتقتلع أشجارها ونخيلها، تمهيداً لإقامة مول فوق أنقاضها؟!.

إن ما حدث من جانب الشركة فى حق أبناء المعادى هو ضد ما يقوم به رئيس الجمهورية فى هذا الشأن على طول الخط وعرض الخط أيضاً.. فالرئيس يتبنى مبادرة ترفع شعار «حياة كريمة».. ولابد أن معنى الحياة الكريمة التى تقصدها المبادرة وتسعى إليها، ليس فقط أن يأكل المواطن، أو أن يشرب، ولكن معناها بالتأكيد أن يجد هذا المواطن هواء نقياً يتنفسه، ولن يتاح الهواء من هذه النوعية إلا فى حديقة عامة، من نوع ما قامت بلدوزرات الشركة بتسويتها بالأرض!.

والرئيس لا يتوانى عن حضور المناسبات العامة الخاصة بالبيئة، ولا عن دعمها بكل ما هو ممكن، فإذا جاءت شركة لتفسد هذا كله، فليس أقل من وقفها على الفور عما تفعله، وليس أقل من إعادة الشىء فى الحديقة إلى أصله، وليس أقل من رد الاعتبار لكل واحد من أبناء الحى الهادئ، الذى من حق أبنائه على الدولة أن يظل هادئاً، وألا تسمح هناك بأى تخريب من نوع ما جرى!.

إننى أتكلم عن قضية أعم من الحديقة المعنية، هى حق كل مواطن فى أن تُتاح له بيئة نظيفة فى كل مكان، ولا أتحدث فقط عن حى المعادى، أو عن حى الزمالك، أو حتى عن مدينة المنصورة التى اشتهرت بأنها عروس الدلتا، ولم تكن تتحسب لوجود مصنع سماد طلخا بالقرب منها، الأمر الذى لوث كل شىء فى حياة الناس، وهو ما أشرت إليه فى هذا المكان قبل أيام، وأعيد الإشارة إليه من جديد لعل وعسى!.

وأفعل ذلك لأن على المحافظ كمال شاروبيم أن يتحرك هناك، وأن يبحث للناس فى المنصورة وضواحيها عن حل، فهذه مهمته، وهذه مسؤوليته، وليس من المقبول أن يترك المشكلة حتى تتضخم وتصل إلى باب الرئيس من خلال استغاثات عاجلة!.

ولا يجوز أن تكون قضية الحديقة العامة التى جرى ويجرى اغتيالها فى المعادى، على مسافة أمتار من مكتب الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ثم يبحث المتضررون عن الوزيرة، فلا يجدونها، وينتظرون موقفاً مسانداً من جانبها، فلا يعثرون لها على أثر!!.

إذا لم تنتصر الوزيرة فؤاد لكل قضية بيئية ذات صلة مباشرة بالصحة العامة، وإذا لم تقف إلى جوار أبناء الحى، وغير أبناء الحى فى القضايا المماثلة، فمن سوف ينتصر، ومن سوف يقف؟!.. اغتيال أى مساحة خضراء هو اعتداء على روح الإنسان لا يليق السكوت عليه!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال حديقة عامة اغتيال حديقة عامة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon