توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا.. وعنب فرنسا (1)

  مصر اليوم -

فرنسا وعنب فرنسا 1

مصر اليوم
كانت الجلسة اليومية تنعقد بعد الغروب على قهوة قشتمر بالظاهر بين مجموعة الأصدقاء الذين يعتزمون السفر للخارج بعدما انتهى العام الدراسي الجامعي. ليسوا جميعا في كلية واحدة، لكنهم ينتمون لخليط من الكليات والمعاهد.تجمعهم صداقة عمر ورفقة المدرسة الثانوية والحلم المشترك بعبور المتوسط وتنسم ريح الشمال في أوروبا. كان أصدقاؤهم الأكبر سناً قد ملأوا خيالهم بالأحلام العظيمة عن أوروبا الجميلة التي تتوق للمصري الذي يؤكل حاف من حلاوته!. وسرت بينهم جميعا نغمة لم يعرف أحد من الذي أطلقها عن قصص النجاح التي تحققت لمصريين كانوا جميعاً يشبهونهم، ولم تخرج قصة كل منهم عن حدوتة المصري الذي ذهب لمزرعة العنب بفرنسا فوقعت في هواه ابنة صاحب المزرعة فتزوجها وصار هو السيد الاَمر الناهي في المزرعة وأصبح من أعيان فرنسا، أو عن الاَخر الذي عمل بأحد المطاعم في لندن فصرع بوسامته الشرقية ابنة صاحب المطعم وفرض على أبيها تزويجه ابنته ووريثته الوحيدة، وسرعان ما توفي الأب وترك لصاحبنا المطعم الشهير بميدان بيكاديللي! أو عن الثالث الذي ذهب يبيع الجرائد بالنمسا فاستلطفته وتعلقت به زوجة الباترون النمساوي الذي يرأسه في العمل وتركت زوجها من أجله وفتحت له مشروعاً صغيراً في فيينا. لعبت هذه القصص بمخيلتهم وصاروا يعتقدون ان الحصول على الفيزا فقط هو ما يفصلهم عن تحقيق أحلام الحب والمغامرة والثراء الفاحش في أوروبا، فانطلق كل منهم الى احدى السفارات ومعه جواز سفره الصالح لمدة ستة شهور فقط.. بعضهم عاد مظفراً ومعه تأشيرته والبعض أخفق في الحصول عليها فأجل حلمه للعام القادم. من حسن حظه أنه كان من المحظوظين الذين ذهبوا للقنصلية الفرنسية الكائنة بحارة صغيرة خلف شارع الشواربي، ومن خلال شباك يطل على الرصيف قدم لهم الجواز مع الطلب الذي قام بملئه، ومن عجب أنهم منحوه الفيزا السياحية لمدة أسبوع على الرغم من أنه لم يكن يمتلك سوى ورقة مالية بمائة دولار كلفته 69 جنيهاً بأسعار أواخر السبعينيات أخذهم من والده بعدما وعده باحضار المروحة والكاسيت وهو عائد متوج بأكاليل الغارمن باريس. ركب الطائرة للمرة الأولى في حياته، وأثناء الرحلة تعرف على شاب مصري اسمه اميل كان في الطريق الى باريس ومعه خطيبته الفرنسية «سيلفي» التي حضرت لزيارته بالقاهرة والتي يعتزم الزواج منها بعد بضعة أيام في باريس.قام بتبادل السجائر والحكي مع اميل فنشأ بينهما شعور بالألفة والمودة وأخبره بأنه يسافر للمرة الأولى ولا يعرف أحداً بفرنسا، بل لا يعرف حتى الى أين يذهب بعد ان يخرج من المطار. قبل هبوط الطائرة كانا قد أصبحا وكأنهما صديقين من زمان حتى ان اميل صارحه بأنه غير متحمس للزواج من سيلفي، لكنه يعلم أنها لن تتركه يفر منها!. بعد ان أخذ حقيبته من على سير الأمتعة خرج الى الرصيف خارج مطار أورلي يتلفت حوله فلمح أوتوبيساً مكتوب عليه: «عندما تكون في باريس افعل كما يفعل الباريسيون» فامتلأ بالحماسة والاثارة وحدّث نفسه بأنه غداً سيعرف ما يفعل الباريسيون ولسوف يفعل بالتأكيد مثلهم. عندما همّ بركوب الأوتوبيس فوجئ باميل ينادي عليه ويخبره بأن سيلفي قد وافقت على ان يبيت الليلة معهما ببيتها، على ان يغادر في الصباح ويشق طريقه في باريس بمعرفته. شكرها كثيراً وركب معهما تاكسياً حملهم الى ضاحية «لا ديفانس». كان يتطلع من الشباك والتاكسي يقطع الطرقات ويعبر الكباري وينزل الى الأنفاق، وأدهشه الاحساس الذي يعرفه الناس جميعاً عندما يمرون بموقف يبدو لهم أنه قد حدث من قبل وان هذه ليست المرة الأولى التي يعيشون فيها ويرون ما يرونه.. شعر ان ركوب السيارة بصحبة هذين الشخصين والشوارع التي تقطعها والمناظر التي يراها.. شعر ان هذا كله قد عاشه من قبل وان هذا المشهد قد سبقت له رؤيته، ولكن كيف وهذه هي أول زيارة له الى فرنسا؟ لا شك ان هذا قد حدث في حياة سابقة!. عند وصول التاكسي حاول ان يشارك في دفع الأجرة الا ان اميل رفض رفضاً قاطعاً. اليوم بعد مرور ما يقرب من ثلاثين سنة على تلك الأيام كثيرا ما يسأل نفسه: هل مازال هناك شاب مثل اميل موجوداً بمصر يمكن ان ينفتح قلبه لشاب مصري ليس مسيحياً مثله وان يبدد وحشته ويستضيفه ليبيت عنده دون أي مصلحة؟.. هل مازالت هذه الأشياء موجودة؟.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا وعنب فرنسا 1 فرنسا وعنب فرنسا 1



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon