توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإبداع والجرأة

  مصر اليوم -

الإبداع والجرأة

أسامة غريب

المبدع الحقيقى لابد أن يتحلى بالجرأة، وهذه الجرأة هى التى تجعله لا يخشى ارتياد عوالم جديدة، والانطلاق فى فضاءات رحبة، والتحليق فى الخيال حتى ملامسة عنان السماء.

لكن هذه الجرأة لا تتأتى إلا من خلال الثقة بالمتلقى، والتأكد من أن الصلة التى تربط بينه وبين المبدع هى صلة قوية تسمح له بتقديم كل جديد وغريب دون أن يخشى أن ينصرف عنه المتلقى أو يتهمه بالجنون.

وكثير من المبدعين لم يستطع فى أعماله الأولى أن يسفر عن جنونه الحقيقى، فكتم حقيقته عن الجمهور خشية أن يكون عمله الأول هو عمله - الأخير. وحتى مخرج متمرد مثل يوسف شاهين عندما أقدم على تجربة جديدة فى أول أعماله، اتفقنا مع ما قدمه أو اختلفنا، أحببنا أفلامه أو سخطنا عليها، فلا شك أنه كان مبدعاً من طراز خاص، وأن إبداعه لم يظهر بالشكل الذى يريده إلا بعد أن اكتسب الثقة بالنفس، وعرف أن له جمهورا يمكن أن يتفاعل جدلياً مع ما يقدم، وساعده على هذا وجود جهات إنتاجية دعمته دون أن تنتظر ربحاً!

كذلك لا نستطيع أن نتحدث عن الجنون فى الفن دون أن نعرج على فنان عربى جميل هو زياد رحبانى الذى لا يزال يفاجئنا مع كل عمل بنغمات جديدة وأشكال موسيقية غير مألوفة، فضلاً عن كلمات لا يجرؤ سواه على تقديمها ولا تخطر بالأصل على مخيلة فنان عادى ممن يكتبون أغانى تقليدية عن الحب والهجر والوصال. ولا أعتقد أن زياد رحبانى كان يستطيع أن يخرج على الناس بكلماته ونغماته إلا بعد أن اكتسب الثقة وعرف أن له رصيداً لدى الجمهور يسمح بالتفنن والتحليق.

ومن تجربتى الشخصية أقول إننى كتبت ذات يوم نصاً أجّلت نشره طويلاً، إذ لم أثق بأن يلقى القبول، ولكن بعد أن قطعت شوطاً قدمت فيه للقراء أشياء مألوفة سمحتُ لنفسى بأن أنشره تحت عنوان: «قالت لى السمراء: اسقينى مانجة» وفيه سردت حدوتة غير تقليدية عن تجربة حقيقية حدثت لى، وقد قمت باستعارة جملة قالت لى السمراء من اسم أول دواوين الشاعر نزار قبانى. وعندما أتى رد الفعل إيجابياً ومشجعاً سمحت لنفسى بعد ذلك بمزيد من التهور!. صحيح أن الأحمق يتحلى بالجرأة أكثر من غيره ويمكنه أن يتقدم بكلامه الفارغ بكل فخر، لكن التهيب الزائد أيضاً له مضار، وقد يمنع صاحبه من إخراج أجمل ما لديه خشية الإخفاق. الجرأة مطلوبة لتقديم الجديد والغريب والمفاجئ، وبدونها سنظل ندور حول أنفسنا ونحكى ذات القصص ونضحك على نفس النكت ونموت من السأم والملل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع والجرأة الإبداع والجرأة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon