توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن جدوى الكتابة

  مصر اليوم -

عن جدوى الكتابة

مصر اليوم

  وصلتني رسالة من قارئ شاب تحوي السؤال التالي: لماذا تكتب؟ وهل تعتقد ان الكتابة يمكن ان تؤدي-و لو على المدى البعيد-الى احداث التغيير الذي نحلم به؟. ولما كان هذا القارئ هو في نفس الوقت كاتباً وصاحب واحدة من المدونات الجديرة بالاعجاب، فقد اخذت سؤاله على محمل الجد وبعد طول تفكير كتبت له ما يلي: هذا السؤال صعب، وباعتباري من قوم اعتادوا علي ان تكون الأسئلة في مستوى الطالب العبيط، الأمر الذي يجعل النجاح بتفوق هو شيء مفروغ منه..أجدني مرتبكا ومترددا، وفي العادة عندما أجابه بسؤال من هذا النوع فانني أرد بابتسامة ثم أغير الموضوع..لأن الاجابة قد تقتضي العودة الى أصل الموضوع، وأصل الموضوع قد يصل بنا الى بدء الخليقة وقصة اَدم وحواء.. وفي هذه الحالة لا أنت لديك الوقت ولا أنا لديّ القدرة. ومن المؤكد ان سؤالك هذا لو كان وجها لوجه لحظيت بابتسامة الموناليزا ثم الهروب الكبير.ولكن لأنه سؤال مكتوب سأقول لك الاَتي: ان المرء على قدر ما تتراكم المواقف والأحداث طبقات فوق طبقات في رأسه مكونة ما يسمى بالخبرة..بقدر ما تكون السيناريوهات أمامه واضحة فتضيع المفاجآت وتختفي مستوجبات الدهشة، وبناء على هذا فاني لا أرى ولا أعتقد ان الكتابة يمكن ان تُحدث أي فرق أو أي تغيير كبر أم صغر، ليس فقط بسبب ان عدد الأميين في بلدنا أكبر من عدد من يعرفون القراءة، ولا بسبب ان الأخيرين يعرفون القراءة لكن لا يمارسونها، واذا مارسوها قرأوا حظك اليوم وأقبلوا على صفحات الرياضة في الصحف..مع أنه لا رياضة لدينا ولا يحزنون، واذا فكروا في قراءة صفحة الرأي لم يجدوا بها في الغالب أي رأي..و انما مجرد موضوعات انشاء ركيكة من أجل ملء المساحة وكأن المساحة هي عبء على الكاتب وعلى الصحيفة، أو وجدوا كُتابا من نوعيات عجيبة لا يشغلها سوى إرسال اشارات الغزل للمسؤولين وتسخير المقالات لصالح البزنس!.. ثم المشتاقون الطامعون الذين تعدت أشواقهم حدود الطبيعي والمعقول الذين يكتبون في مدح شخصيات تافهة وعيونهم على المناصب الموعودة. هذا هو ما يجده القراء في الصحف، يسد عليهم الطريق ويسمم تفكيرهم، أما القلائل من الكُتاب الحقيقيين الذين يملكون الرؤية ويملكون الموهبة فان ما يكتبونه يضيع وسط محيط متلاطم من التفاهة، والقارئ المسكين يتوه ويضل. أما القراء الذين يشبهونك يا عزيزي ويملكون الثقافة والذكاء والقدرة على الفرز، فالكتابة الجيدة لن تغيرهم وانما قد تساعدهم على ان يروا ما هم مؤهلون بطبيعتهم لرؤيته، وقد تُثبت يقينهم أو تحمل لهم شيئا من الترويح.لهذا لا أستطيع ان أخدعك وأقول إنني أكتب بغرض احداث تغيير أو دفع المجتمع الى الأمام..لا..لا شيء من هذا أبدا، أنا ببساطة أكتب لأن هذا يساعدني على التخلص من السموم التي تعلق بالروح من جراء تفصيلات الحياة اليومية التي لا مفر منها، أي أنني أكتب لأعالج نفسي، وأحيانا أكتب لألوذ بالعالم الذي أصنعه من العالم الذي أعيشه. واذا كنت تريد مزيدا من الدقة..أنا أكتب لأن هناك بضعة أفراد من أصدقائي يحسنون الظن بي وينتظرون ما أكتبه، وأنا أكتب لأسليهم وأمنحهم مادة للحديث على القهوة في المساء!. نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جدوى الكتابة عن جدوى الكتابة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon