توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا تتفسخ مصر

  مصر اليوم -

حتى لا تتفسخ مصر

أسامة غريب

نعيش مسخرة لا حدود لها، وهذه المسخرة تنذر بفقدان الناس الشهية للحياة ذاتها، فكيف يمكن أن نبنى وطنا تهدّم بالكامل إذا كانت الناس لم تعد مهتمة بالحياة؟ أحكام البراءة المتوالية التى تنزل على رؤوسنا كالصواعق لمن قتلوا شباب الثورة لم تُفقد الناس الثقة فى العدالة فقط وإنما أفقدتهم الثقة فى أنفسهم، فلم يعودوا يدرون ماذا يفعلون.. قيل لهم انزلوا وأدلوا بأصواتكم فى الانتخابات فنزلوا بالملايين، وقيل لهم إن الانتخابات النزيهة وتداول السلطة كفيلة بحل كل المشكلات فحملوا مرسى إلى كرسى الرئاسة، ويعلم الله أن منهم من عصر على نفسه فدان ليمون وهو يدعو الناس لتأييد مرشح الإخوان حتى ينقذ أى جزء من الثورة. ماذا يفعل الناس أكثر من ذلك حتى يحصلوا على الحد الأدنى من العدالة المتمثلة فى إدانة واحدة توحد الله ضد أى مجرم، أى مجرم شارك فى قتل الثوار. إن توالى البراءات يقتل كل شىء جميل حلمنا به، ولا يفيد فى شىء أن يدفع القضاة أنهم يحكمون بما لديهم من أوراق ومستندات ولا يملكون إدانة أحد برأته الأوراق وعجزت النيابة عن دعم اتهامه بالأدلة والوقائع الثابتة.. ليس دورنا أن نرثى للقضاة الذين لا يملكون تطبيق العدالة والقصاص للضحايا بسبب تقاعس السلطة التنفيذية وعجز التشريع عن الوقوف بجانب الضحايا، إنما من يجدر الرثاء لهم هم من قاموا بالثورة ثم حصدوا الريح.. من فقدوا فلذات أكبادهم ثم فوجئوا بمن قتلوهم ينالون الترقيات ويصعدون السُّلم الوظيفى وبعضهم ينال الأوسمة والقلادات! إن من فضل هذه الأحكام أنها تنبه الناس وتجعلهم لا يركنون إلى الوهم فى ما يخص حالة الشرطة وموقف مرسى منها، إن الرجل لا يترك مناسبة إلا ويوجه فيها الشكر إلى رجال الداخلية الساهرين على الأمن، المضحين بأرواحهم فى سبيل الوطن.. والسؤال: هل هناك تعارض يا سيادة الرئيس بين أن تشكر أصحابك فى الشرطة وبين أن تعزل القتلة واللصوص داخل الجهاز؟ أم أنك وصلت لقناعة أن الورم قد استفحل وأن أى محاولة لإزالته ستؤدى إلى انهيار الجسد كله ففضلت الإبقاء عليه بحالته الراهنة انتظارا لفرج ربنا؟ إن كل البراءات التى نالها القتلة سببها الأساسى هو محو الأدلة الذى قامت به أجهزة الشرطة برعاية المجلس العسكرى المتواطئ الأثيم. إننى أتصور أن الرئيس وجماعته لا يلقون بالًا لموضوع تطهير الداخلية ويرونه أمرا يمكن تأجيله، خصوصا أن أفراد الجماعة وعائلاتهم أصبحوا فى مأمن من الغارات الليلية التى كانت الشرطة تشنها عليهم فى السابق، وقت أن كان العصف بهم سلوك روتينى لا يحتاج إلى أسباب! ترى هل يستمتع الرئيس وجماعته بباشوات الداخلية وقد صاروا طوع بنانهم؟ إن حكايات الشرطة مع أعضاء جماعة الإخوان يمكن أن تحتل كُتبا وموسوعات، غير أنى لا أنسى أبدا اليوم الذى قام فيه أحد الضباط بصفع الدكتور عصام العريان على وجهه وهو نائب بمجلس الشعب عام 1987.. يومها أحسست بألم الصفعة على صدغى وكأننى أنا الذى نلتها، فهل أصبح العريان ورفاقه يشعرون بالرضا عن أداء الداخلية التى لم تعد تجرؤ على صفعهم الآن وهم فى السلطة؟ إننا لا نطلب من الرئيس أن يضرب عرض الحائط بأحكام القضاء التى لا نرضى عنها، لكننا نطلب منه أن يستخدم صلاحياته التنفيذية والتشريعية فى إعانة القضاء على الحكم بالعدل، ولئن قال البعض إن الرئيس أصبح يتحسس من اتخاذ إجراءات من هذا النوع بعد العاصفة التى واجهها عند قيامه بإرجاع مجلس الشعب، فإن هذا القول مردود عليه بأن إرجاع المجلس كان قرارا لصالح الإخوان وليس لصالح مصر وشعبها الذى لا يعنيه كثيرا أعاد المجلس أم حل.. أما فى ما يخص انحياز مؤسسة الرئاسة إلى الشهداء والمصابين والضحايا، فمن ذا الذى يقدر أن يفتح فمه لو أن الرئيس تدخل على أى نحو للقصاص ممن قتلوهم. خذ قرارا يا مرسى بتطهير الداخلية التى طمست الأدلة وجعلت القصاص من المجرمين فى غاية الصعوبة.. خذ قرارا بإعادة المحاكمات حتى لا تتفسخ مصر وتذهب هباء منثورا. نقلاً عن جريدة "التحرير"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تتفسخ مصر حتى لا تتفسخ مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon