توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيشنا فى أحداق العيون

  مصر اليوم -

جيشنا فى أحداق العيون

أسامة غريب

        على العكس من غيره من أعضاء المجلس العسكرى الذى حكم البلاد بعد خلع الملعون فإن اللواء محمد العصار يحظى بتقدير قطاع معتبر من الشعب، ذلك لأن الرجل لم يتورّط فى أفعال أو تصريحات مؤذية مثلما فعل بعض زملائه. لا يمكن لشعب مصر مثلًا أن ينسى للواء الروينى عضو المجلس السابق افتخاره بترديد الشائعات فى أثناء الثورة ولا اتهامه المتهافت لحركة 6 أبريل بالعمالة والقبض من الخارج، كما لا يستطيع نسيان الشهداء والمصابين الذين علّقت دماؤهم باللواء حمدى بدين القائد السابق للشرطة العسكرية. وليس من السهل كذلك أن ينسى الناس تصريحات اللواء مختار الملا، وبالذات تصريحه لـ«النيويورك تايمز» الذى قال فيه إن الانتخابات التشريعية لا تعبر عن شعب مصر، وإن الجيش سيتدخل فى كتابة الدستور، ولن يترك الأمر للأعضاء المنتخبين! هذا غير تصريحات اللواء ممدوح شاهين طوال سنة ونصف السنة الممتلئة بالغطرسة والسعى بمنطق القوة لجعل الجيش فوق الدولة المصرية بكاملها. هذا غير اللواء محمود نصر الذى تحدث عن المشروعات الاقتصادية للقوات المسلحة باعتبارها عَرَق الجيش، وتهديده لمن يفكر فى الاقتراب منها! يُحمد للعصار أنه ابتعد عن مثل هذه التصريحات والأفعال الرديئة، فحفظ لنفسه موقعًا طيبًا لدى الناس. فى لقائه الأخير برؤساء تحرير الصحف عرفنا أن العصار يريد أن يصل إلى صيغة للتعامل بين الإعلام والقوات المسلحة مختلفة عن تلك التى سادت طوال الفترة الانتقالية، وشابها الكثير من الانتقاد المرير للأداء السياسى للمجلس العسكرى. ذكر العصار أن الجيش قد عاد إلى ثكناته، وبالتالى يتعيّن أن يعود الإعلام إلى ما كان عليه قبل الثورة عندما كان تناول الجيش حتى لو بالمدح أمرًا محرمًا. ربما لم يقل اللواء العصار هذا بالنص، لكن مَن حضروا اللقاء شعروا أن هذا ما يتمناه. وبداية نود أن نوضح أن من أروع ما فعلته الثورة هو إسقاط الهالة غير المنطقية وغير الطبيعية عن بعض المؤسسات التى سمّت نفسها سيادية من أجل أن تفعل ما تشاء دون أن يجرؤ أحد على محاسبتها. من هذه الجهات على سبيل المثال المخابرات العامة التى كان مجرد ذكر اسمها يبث الرعب فى القلوب. ثورة 25 يناير يا سادة قامت من أجل أن يبث جهاز المخابرات المصرى الرعب فى قلوب الإسرائيليين لا فى قلوب المصريين! وقد رأينا كيف أن الجهاز الذى رأسه عمر سليمان حبيب المخلوع وصفيّه وكاتم أسراره قد قام طوال الفترة الانتقالية وبرعاية المجلس العسكرى بإدارة الكثير من مظاهر الفوضى فى الشارع المصرى، ورأينا كيف كانت تعمل بعض القنوات الفضائية برعاية وتمويل من ذلك الجهاز السيادى من أجل تغليب جانب من أطراف الصراع السياسى على جانب آخر. وليس خافيًا على شعب مصر ما فعله رجال عمر سليمان عندما جمعوا له ثلاثين ألف توكيل فى عدة ساعات من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية، ولا خافيًا الرعاية الكاملة التى بسطوها على توفيق عكاشة وعلى قناة «الفراعين»، رغم أن عكاشة ليس إعلاميًّا بالمفاهيم الطبيعية لمعنى الإعلامى، ولا قناته كانت وسيلة إعلام حقيقية. هل يستطيع شعب مصر أن يتجاهل كل هذا ويغلق فمه عن الحديث عن جهاز مخابراته الذى بدلًا من أن يكون الحارس الأمين على أمنه أصبح فى وقت ما الراعى الرسمى للفوضى والانفلات الأمنى! ستقولون هذا ماضٍ وانقضى، وأقول لن ينقضى قبل الحساب.. وقد ذكر الأستاذ عصام سلطان أن جهاز المخابرات ما زال يرعى قنوات فضائية حتى الآن! هذا مثال لما يسمى بالجهات السيادية، فإذا عدنا إلى اللواء العصار وإلى الحديث عن الجيش، نقول لسيادته إنه ليس منا مَن لا يريد لجيشه العلو والشموخ والمجد، فمجد الجيش مجدنا وسمعته الطيبة شرف لنا جميعًا.. ولكن كيف بعد ثورة شريفة قدمت دماء خير شبابها يمكن لنا أن نسكت عن المجازر التى ارتكبها نفر من جنود وضباط الجيش فى ماسبيرو ومجلس الوزراء والعباسية، دون أن يتم تقديم الجناة إلى المحاكمة ومعاقبتهم على القتل وإلقاء الجثث فى الزبالة وطرح البنات أرضًا، وضربهن بالبيادات قبل تعرية أجسادهن؟ وكيف لا نتحدث عن هتك العرض الذى يسمونه فى الجيش كشف العذرية قبل معاقبة الذين ارتكبوه؟ وهل يمكن بعد إجراء انتخابات رئاسية ووصولنا إلى أولى محطات الدولة المدنية أن نتخلى عن قيمة الشفافية التى دفعنا ثمنها دمًا ونكف عن الحديث عن مشروعات الجيش الاقتصادية؟ وكيف نفعل ونحن نرى أنها سبب من أسباب الترهل الذى شاهدنا بعض نتائجه فى مذبحة جنودنا برفح؟ كيف نسكت ونحن نعرف أن الجيش الذى يحصى الإيراد آخر النهار لا يحقق انتصارًا! إن دورنا كشعب مناضل عُرف بحبه لجيشه وأبنائه المقاتلين هو أن نجوع ونعرى ونبيع مصاغ النساء وعفش البيت لنصرف على تسليح جيشنا، لكن الجيش ليس عليه أن يبيع الفطير المشلتت ولا أن يتولى إقامة الأفراح والليالى الملاح للحصول على المال.. وظيفة الجيش الوحيدة هى الاستعداد للحرب كما هى الحال فى إسرائيل، ولن تمنعنا تهديدات اللواء محمود نصر من الحديث عن المشروعات الاقتصادية للقوات المسلحة، لأننا لا نراها عرق الجيش كما قال، لكنها فلوس أبناء مصر ويجب أن تديرها الدولة المصرية التى هى بالمناسبة صاحبة هذا الجيش! كل الأمنيات الطيبة للواء العصار ولجيشنا العظيم الذى لا نحب أبدًا أن نسمع أنه قام بإقراض الدولة المصرية.. لأن ذلك يهدم الدولة المصرية! نقلاً عن جريدة "التحرير"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيشنا فى أحداق العيون جيشنا فى أحداق العيون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon