توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطة تطوير التعليم

  مصر اليوم -

خطة تطوير التعليم

بقلم - محمد صلاح الزهار

بداية، أقرر أننى كنت ممن طالبوا الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بالتريث بعض الوقت فى بدء تطبيق خطة تطوير التعليم ما قبل الجامعى، حتى يتسنى توفير المزيد من الإمكانيات المادية لسد العجز فى الفصول الذى يصل لأرقام فلكية، ولحين تدبير الموارد المالية لرفع مرتبات المدرسين، عصب العملية التعليمية، خاصة أن منهم من لا يجدون الحياة الكريمة!

ولكن.. وربما بدا لوزير التربية والتعليم، ومن خلفه الحكومة بالطبع، أنه لا مفر من البدء بتطبيق الخطة اعتباراً من أول أكتوبر الماضى مع أول العام الدراسى الحالى، فربما أشارت الدراسات إلى أن قدرة الدولة لن تستطيع فى وقت قريب تلبية الاحتياجات المالية للأمور العاجلة فى العملية التعليمية لمرحلة التعليم ما قبل الجامعى، وربما لاعتبارات أخرى، لا أعرفها، تقرر إطلاق العجلة للدوران، خاصة أن هذه البداية لم تكن من فراغ، فقد أنجزت الدولة قاعدة معلومات علمية ضخمة عبر «بنك المعرفة» تم شراء حقوق ملكيتها من العديد من المؤسسات والمرافق العلمية العالمية وأنجزت كذلك خطة استحداث وتطوير جميع المناهج الدراسية وباتت هذه المناهج ملكاً فكرياً خالصاً لوزارة التربية، وتم اعتماد الإمكانيات المادية المطلوبة لشراء أجهزة التابلت، إحدى أهم أدوات التحول بالتعليم من النظام الورقى إلى النظام الإلكترونى والتحول بعملية التعلم من التلقين والحفظ إلى البحث والفهم.

الحقيقة، وحيال كل هذه المساعى لتطبيق خطة التطوير، اندفعت إلى التحمس بشدة لهذه الخطة وناشدت فعاليات المجتمع المختلفة، خاصة وسائل الإعلام، بأن تدعم وبكل قوة خطة تطوير التعليم، منطلقاً من فكرة أن الترويج الإيجابى للخطة جدير بخلق الأرضية المناسبة بين قطاعات الرأى العام لتقبل هذه الخطة والتفاعل معها، والتحسب إلى أنها خطة شاملة للعديد من الوسائل والسبل المستحدثة والجديدة على مجتمعنا، وأن وضع هذه الخطة موضع التطبيق حتماً سيكشف أخطاء أو الحاجة إلى إحداث تغييرات أو إضافات، فهذه أمور متوقعة، لا بد أن تتزامن مع -أو تنتج عن- تطبيق خطة شاملة لتطوير منظومة تعليمية باتت فاقدة للفاعلية منذ عقود طويلة بسبب الإهمال والتسيب وعدم التناغم مع التطورات الهائلة فى علوم وفنون الاتصال والتعليم والإعلام. ناشدت الجميع أيضاً الانتباه إلى أن هناك عوامل معاكسة لخطة تطوير التعليم ما قبل الجامعى ستقودها شبكة ضخمة من أصحاب المصالح المستفيدين من نظام التعليم العقيم، بينهم أباطرة دروس خصوصية وكتب خارجية وأصحاب «سناتر»!، وأن هؤلاء سيحاولون بشتى الطرق عرقلة تثبيت خطة التطوير، خاصة إذا علمنا أنهم يستولون على ما يقرب من عشرين مليار جنيه سنوياً هى حجم الناتج من الدروس الخصوصية التى باتت ظاهرة فى كل سنوات التعليم ما قبل الجامعى، بالإضافة إلى عدة مليارات أخرى حصيلة بيع الكتب الخارجية ونماذج الامتحانات والملخصات!.. يستولون على هذه المبالغ الطائلة من جيوب أولياء الأمور الحريصين على تعليم أولادهم بأى ثمن وبأى تكلفة حتى لو كانت على حساب الاقتصاد والتوفير فى الإنفاق على باقى الاحتياجات الحياتية، بما فيها المأكل والملبس!

وللأسف انساقت أغلب وسائل الإعلام وراء الرافضين للتطوير بكل فئاتهم ودوافعهم، وانطلق كل أولئك من اعتبار اتخاذ أولياء الأمور رهائن للضغط بهم على صانعى القرار!

وعند تطبيق كل مرحلة من مراحل خطة التطوير يتكرر السيناريو ذاته بتصعيد الهجوم على خطة التطوير وعلى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، حدث هذا مع بداية العام الدراسى وحدث قبل وبعد توزيع أجهزة التابلت على طلاب الصف الأول الثانوى، وحدث مؤخراً عند تطبيق تجربة إجراء الامتحانات عبر أجهزة التابلت! الحقيقة، لا أستطيع إخفاء تعاطفى الشديد مع الدكتور طارق شوقى، خاصة عندما أسمعه يتحدث لوسائل الإعلام وكأنه يستجدى المجتمع إمهاله الفرصة لتطبيق خطة التطوير! لا أجد ما أقوله إلا التحذير وبأعلى الصوت من التخلف الإعلامى الحادث، ومن الركود الإدارى الذى لا يتوافق مع ما تقتضيه خطة التطوير. يا سادة.. الدكتور طارق شوقى مستهدف ويجب علينا حمايته من أجل مستقبل أفضل لأولادنا.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة تطوير التعليم خطة تطوير التعليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon