توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية

  مصر اليوم -

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية

بقلم - نادر نور الدين محمد

بنت إثيوبيا سدها العملاق على النيل الأزرق لاعتبارين، الأول سياسى والثانى اقتصادى. السياسى يتمثل فى البحث عن السيادة على دول شرق أفريقيا طالما أنها تتحكم فى حجم المياه، التى تضخها لكل دولة، وحاول السودان مساعدتها فى الترويج لذلك على حساب مصر ثم البحث عن السيادة الأفريقية بتواجدها ووساطتها فى المشاكل بين دول القارة، وهو أمر قد يكون بعيدا لضعف الاقتصاد الإثيوبى وعدم وجود الزعيم القدوة القادر على تجميع الدول الأفريقية حول مصالحها الاقتصادية والتصدى للتغلغل الأجنبى المستنزف لخيرات القارة تحت زعم الاستثمار الزراعى والتعدينى، نهبا لخيرات القارة.

الأمر الاقتصادى يتعلق بحلم إثيوبيا بأن تكون مركزا للطاقة النظيفة فى شرق أفريقيا وتقوم بتصديرها إلى دور الجوار، معتمدة على حسابات أعدتها منذ عشر سنوات بأن تكون مصر هى المشترى الأكبر للكهرباء المزمع توليدها من سد النهضة وربطها لحصول مصر على المياه بذلك بتصميمها للسد، بحيث لن تخرج المياه إلا من خلال فتحات توربينات توليد الكهرباء الست عشرة، وبالتالى فإن عدم وجود مشتر للكهرباء يعنى تشغيل نصف التوربينات أو ثلثها، وبالتالى تقل كميات المياه الخارجة. هذا الأمر بسبب القدرة الشرائية والاحتياجية الضعيفة لكل من السودان وجنوب السودان على شراء كهرباء إثيوبيا.

التوسع الضخم، الذى قامت به مصر خلال السنوات الأربع الماضية فى إقامة محطات توليد الكهرباء، محققة الاكتفاء الذاتى من الكهرباء وأيضا فائضا تصديريا يصدر إلى السودان والسعودية قد يكون سببا فى انهيار الجدوى الاقتصادية لبيع كهرباء سد النهضة ومعها أيضا أحلام تصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا عبر مصر، حيث لم يعد لمصر مصلحة فى شراء الكهرباء الإثيوبية، وبالتالى فإن رسوم مرور الكهرباء فى الشبكة المصرية عند التصدير لأوروبا بالإضافة إلى الفاقد فى النقل عبر المسافة الطويلة من إثيوبيا إلى أوروبا ستكون داعيا جديدا لانهيار الجدوى الاقتصادية لسد النهضة ومعه مستقبل بناء السدود النهرية فى إثيوبيا. لن يتبقى لإثيوبيا إلا التفكير فى نقل الكهرباء داخليا إلى شعبها وهى التى تعمدت إقامة السد ومحطته الكهربية، بعيدا وعلى حدودها مع السودان بدلا من إقامة سدود صغيرة ومتفرقة وموزعة على طول النهر لتكون قريبة من التجمعات السكانية المتفرقة فى المدن والمرتفعات، وبالتالى فعليها إقامة شبكة ضغط عال عملاقة لنقل الكهرباء لمسافة 900 كم من سد النهضة وحتى العاصمة أديس أبابا والمدن المحيطة ببحيرة تانا وغيرها من مدن الريف الإثيوبى، ولو أرادت تصديرها إلى جارتها الشرقية دولة جيبوتى فعليها إضافة نحو 900 كم أخرى، أو إلى إريتريا فعليها إضافة أكثر من 700 كم أخرى من خطوط الضغط العالى داخل إثيوبيا لن تتكلف أقل من ثلاثة مليارات دولار تضاف إلى الخمسة مليارات ونصف المليار تكاليف إنشاء سد النهضة وتوربيناته من أجل أن تبيع الكهرباء المولدة بسعر يتراوح بين 8 – 12 سنتا أمريكيا للكيلوات/ ساعة بدون أى جدوى اقتصادية، سواء فورية أو على خمسين عاما قادمة. نفس هذه المسافات وأكثر ستجدها إثيوبيا إذا ما فكرت فى نقل كهرباء سد النهضة عبر خطوط الضغط العالى جنوبا عبر السودان الجنوبى بأراضيه الوعرة الغاطسة فى المستنقعات لتبيع الكهرباء إلى تنزانيا وأوغندا وكينيا وبالتالى فالأمر يحتاج من إثيوبيا إلى مراجعة شاملة فى جدوى وجود هذا السد الضخم وإذا ما كانت المتغيرات الاقتصادية تدفعها إلى تخفيض ارتفاعات السد الرئيسى والسد الفرعى إلى النصف وتقليل سعة تخزين المياه أيضا إلى النصف حفاظا على الاستقرار السياسى فى شرق أفريقيا وعدم إثارة المشاكل المائية مع مصر والسودان، والبحث عن توليد الكهرباء داخليا للشعب الإثيوبى عبر التوليد بالرياح أو بحرارة جوف الأرض والطاقة الشمسية أو حتى بالسدود الصغيرة المماثلة لسد تاكيزى بتخزين لا يزيد على 10 مليارات م3 أو ربما بالاعتماد على الانحدار الكبير للنيل الأزرق بما لا يستدعى وجود بحيرات تخزين للسدود الصغيرة فالانحدار من منبع النيل الأزرق فى بحيرة تانا عند منسوب 1830 م فوق مستوى سطح البحر، إلى مستوى 600 متر فقط عند الحدود السودانية يسمح بتوليد الكهرباء اعتمادا على الانحدار دون وجود سدود كبيرة مثلما هو الحال فى التقنيات والسدود اليابانية.

أستاذ الموارد المائية والأراضى

بجامعة القاهرة

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon